فيما يتعلق بالعرب السودان الان ملكي اكثر من الملك , منغمس جدا في مشكلاتهم
وقضاياهم بشكل اثر علي مصالحه في علاقات جيدة طبيعية مع دول الجوار الافريقي التي تمثل عمقا
استراتيجيا وثقافيا له, رغم ان غالب السودانيين
لايحبون العرب كثيرا


اصبح الترابي وقتها زعيما عالميا لقادة التيار الجهادي في العالم,
واصبح المؤتمر الشعبي العربي الاسلامي مرجعية بديلة ومختلفة ظاهريا عن مرجعية
القاعدة, وكانت واحدة من اكثر المبادرات
تطرفا حين عقدت ايران مؤتمر الحج في الخرطوم والذي كانت اهم مقرراته نزع الحق في
رعاية الحجيج من المملكة السعودية وجعل الاشراف علي تنظيمه حقا لجميع الدول الاسلامية
تقوم به بالتناوب!
وفي مؤتمر الحركة الاسلامية قبل الاخير
في عام 2012 كان اهم ضيوف السودان قادة الاخوان
المسلمين من كل العالم وعلي راسهم زعيم الاخوان
المصريين د/ محمد بديع بنفسه
الحرب بين السودان واسرائيل مرتبطة بهذه المعطيات التاريخية, والهجمات الاسرائلية الثلاث علي السودان والتي سبقت الهجوم الإسرائيلي
على مصنع اليرموك للأسلحة بالسودان هي بمثابة
لمحة عن هذه الحرب بين البلدين، خاصة في ظل
إصرار السودان على اتهام إسرائيل وإنكار إسرائيل !
لكن اتهام السودان بتوريد الأسلحة إلى حركة حماس
الفلسطينية في قطاع غزة، لا يمكن لأحد أن ينكره أو يتجاهله, فقد
توعد خالد مشعل اسرائيل بالانتقام منها من
اجل السودان ابان حرب غزة الاخيرة
في2014 التي قصفت فييها كتائب القسام ولأول مرة مطار نيفاتيم العسكري بصاروخين من
طراز إم75 ويبعد المطار عن غزة أكثر من 70 كيلومتر

المراقبون السودانييون والمعارضة التي
تبدو هزيلة للغاية في مواجهة نظام قمعي لايتردد في قتل المعارضين لايحبون الوجه العربي للسودان لكونه يورطه دون مسوغ في
حروب ليبيا ومشكلات مصر وصراعات حماس , هذا الوجه الذي يبذله للعرب في
كل مكان وبشكل مجاني لاعلاقة له بمصالح السودانيين , فلم
نسمع اى ادانة عربية لهذه الهجمات
علي السودان, ولم تتقدم اي دولة عربية
بأظهار ادني اشكال الدعم او التعاطف مع الحكومة العربية في الخرطوم والعضو المشارك
بثلاث طائرات في تحالف عاصفة الحزم!
اولي بالحكومة السودانية ان تنظر في مطالب شعب السودان العادلة في
ايقاف الحروب في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق و تحقيق مصالحة شعبية والعودة لطاولة المفاوضات وبسط الحريات
وتحقيق قومية الاجهزة, والتوقف عن
بيع املاك الشعب السوداني ومحاربة الفساد واسترداد الاموال المنهوبة, واعادة النظر
في الممارسة الاقتصادية الطفيلية الحالية وتشجيع
الانتاج الحقيقي واستغلال ثروات باطن
الارض لمصلحة الجميع, وذلك افضل بكثير من
الانغماس في قضايا خارجية لا ناقة لنا فيها ولاجمل
No comments:
Post a Comment