Saturday, December 31, 2011

حول الاقتصاد السودانى


تمر علينا هذه الايام ذكرى استقلال السودان
خرج الانجليز من السودان ورفع الزعيم اسماعيل الازهرى علمنا الوطنى بتاريخ 1/1/ 1956 ولازال السودان يعانى من المشاكل, هى مناسبة جيدة للتأمل فى احوالنا, ولتهنئة الشعب السودانى بنضاله من اجل الحرية ولاستقلال
رغم انفصال الجنوب إلا ان السودان لازال يحتفظ بأراضيه الزراعية التى تبلغ 200 مليون فدان غير مستغلة
الاحتياطي المؤكد من النفط والغاز الطبيعي قدر عام (2002م) بما يزيد على (563) مليار برميل نفط، (113) مليار متر مكعب من الغاز الطبيعى طبعا سيقل هذا الرقم قليلا بعد انفصال جوبا (ولم اجد احصاءات حول الوضع بعد الانفصال) وهذا الاحتياطى مازال راقدا فى بطن الارض!
المؤشرات ألاقتصادية كما وردت في تقرير البنك الدولي لعام 2006م أن الدخل القومي الإجمالي يبلغ نحو (14) مليار دولار أمريكي حسب تقديرات عام 2004م اى ان نصيب الفرد السوداني من هذا الدخل في حدود (400) دولار أمريكي وبالتالي احتل السودان المرتبة رقم (169) بالنسبة لدول العالم مجتمعة (193) دولة و طبقاً لذلك صنف دولة ذات دخل منخفض جداً
الديون الخارجية
اغلب الديون الخارجية السودانية ربويه, يبلغ معدل الفائدة عليها بين 7الى 15% فى المتوسط وهذا يعنى ان اى دولار دخل الاقتصاد السودانى عبر هذه البوابة لن يغادرها إلا وقد جر وراءه مجموعة من الدولارات لحظة خروجه فى اطار اعباء خدمة الدين
اغلب هذه الديون قصيرة الامد (اكثر من 35%) وهذا سيؤدى مباشرة الى التاثير على قدرة اى دولة على القيام باعباء خدمة الدين والسداد
ستحجم بالتالى الاستثمارات الاجنبية ( لست من انصارها شخصيا) عن الدخول فى مغامرات اقتصادية فى دولة شبه فاشلة , خصوصا ان الاستثمار عموما يتحسس كثيرا من الدول التى تعانى مشكلات حروب ونزاعات اهلية كما هو الوضع فى السودان الآن
نلاحظ ايضا بالمقارنة مع دول الجوار العربى والافريقى تقل نسبة تدفق الاستثمارات الاجنبية كثيرا فى السودان عنها فى هذه الدول اذ تقل عن خمسة فى المائة , ولعل هذا هو احد اكبر مآزق الاقتصاد السودانى فى هذه المرحلة خصوصا فى ظل تحديد ميزانية العام المالى الحالى لنسبة 20% من وراداتها على اساس النسبة التى ستدفعها حكومة جنوب السودان نظير مرور بترولها عبر الاراضى السودانية, وهذا شيء غريب لان هذه النسبة لم يتم الاتفاق عليها اصلا( المفاوضات جارية) غير موجودة
ديون السودان تزيد على العشرين مليار دولار,اضافة الى 15 مليار دولار جديدة ( القرض الصينى )وهى تمثل اكثر من 200% من الناتج المحلى الاجمالى وهذا يعنى ان السودان بحاجة الى توفيق اوضاعه بشكل جذرى ان كان راغبا فى ركوب قاطرة المجتمع الدولى, لماذا؟
لأن اغلب الصناديق الدولية تحدد نسبة معينة يجب ان لاتتجاوزها الديون فى اى دولة مقابل ناتجها الاجمالى حتى تقبل بالتعامل معك
نذكر فى هذا الصدد مجموعة نادى باريس,واتفاقية ماسترخت للدول التى يحق لها التعامل مع الاتحاد الاوربى
ليست مشكلة العزلة التى يعيشها السودان اذن سياسية فقط ,ليست متعلقة بقضية المحكمة الدولية فقط , ولا بقضية سجل السودان فى مسالة حقوق الانسان وقضايا الحروب والمقابر الجماعية والتى اسجل ادانتى لها بكل تأكيد ولكن السودان مطالب بتحسين الاداء الاقتصادى , وبمزيد من الانتاج واستغلال هذه الموارد الهائلة لمصلحة الشعب الذى يستحق ان يهنأ بها قليلا
يحق لنا على سبيل المثال ان نعرف ماذا يحدث فى قطاع البترول , ولماذا لايتم استخراج بترول الشمال؟ ما الذى يحدث فى قطاع التعدين , هذا المصدر الهائل لثروة لن تنضب ابدا من السودان الحديد الرصاص الكروم
هذه المعادن هى اساس اى نهضة فى العالم وهى معروفة بكونها معادن الاساس , اضافة الى المعادن الصناعية التى يذخر بها السودان كالكبريت والملح والفحم والجرافيت ومعروف ان احتياطى السودان من اليورانيوم هو الاكبر فى العالم؟ وان شرق السودان هو الاغنى فى العالم بالذهب والحديد

ما احب ان اقوله هو:-
ان تعدد مصادر الثروة فى السودان من انسان وزراعة وحيوان ومعادن من شانه ان يضمن اقتصادا قويا يحفظ كرامة وانسانية الشعب السودانى, ان صح العزم وتجاوزنا عقلية الاستثمارت سريعة العائد
ان الاقتصاد فى اى دولة هو كائن حى لايمكنه ان يتطور الا فى ظل نظام سياسى متطور او على الاقل يتطور معه بشكل طردى وباعتبار ان الانقاذ اختارت طريق التطور الراسمالى فان الحل هو اما فى تطور النظام السياسى ليصبح متسقا بشكل كلى مع مع مبادىء الاقتصاد الحر والمتناقضة كليا مع اسس الاقتصاد فى النظم الشمولية او ان عليها ان تختار الطريق الآخر فى التطور الاقتصادى
النقطة الاخيرة التى اود تقريرها ان ازمات الاقتصاد السودانى ستظل تتفاقم مالم تتجه الدولة الى اتخاذ خطة وطنية تشرف عليها تهدف بشكل رئيس الى استثمارات طويلة الاجل لتطوير واستغلال الموارد الهائلة المتاحة وتستوعب الكفاءات السودانية حاملة الهم وتحارب الفساد والجبايات وتستوعب طبيعة الشعب السودانى وآماله فى حياة كريمة دون ان تغفل ان ثمة علاقة قوية تجمع بين التطور الاقتصادى وطبيعة الحراك السياسى لاى مجتمع

Thursday, December 15, 2011

ست سنوات على مذبحة المهندسين

بعد ايام ستمر الذكرى السادسة لمذبحة اللاجئين السودانيين الذين اعتصموا فى ميدان مصطفى محمود احتجاجا على ممارسات المفوضية العليا لشئون اللاجئين , وتواطئها مع النظام المصرى السابق  فى هضم مركزهم القانونى وحقوقهم التى اقرها التنظيم الدولى لحماية اللاجئين , وكافة المواثيق الدولية
كان الزمان عشية العيد,   حزم عام 2005 حقائبه واستعد للرحيل,  والبرد  القارس فى ليلة 31 ديسمبر  جعل معتصمى ميدان البؤساء فى متتصف القاهرة  يتلفحون  اجساد بعضهم , بعد ان  افترشوا  الارض وبعض الملاءات
فى العاشرة من مساء هذا اليوم كنت  داخل  امنزلى بالقاهرة ,  ولكنى كنت اشعر ان البرد يخترق عظامى, طرق بابى  بعض  جيرانى المصريين  ,   وقدموا لى  سبعة بطانيات  وكانت بينها واحدة مستعملة, طلبوا منى ايصالها نيابة عنهم الى ألمعتصمين لقد اثر بى كثيرا هذا الموقف  النبيل فبعض المصريين طيبون جدا وينطون على كثير من النبل ,استلمت البطانيات , وقررت ان اذهب الى الميدان فورا لتقديمها لهم , فى الطريق هاتفنى  ناشط  من  الجمعية المصرية الامريكية , ان الشرطة قررت (تنظيف )الميدان   فى اى لحظة خلال هذه الليلة, وطلب منى الا اذهب الى هناك
هونت عليه الامر وطمئنته فقد تسربت مثل هذه الاخبار  خلال الايام التى تلت مفاوضات المعتصمين  مع وزارة الخارجية والامن المصرى بحضور الناشط الحقوقى  المعروف ميلاد حنا , لكنه شدد على صحة مايحمل من معلومات
( ستحدث مجزرة, الامن قالى ان عندهم تفويض  من القيادة السياسية اوعى تروح هناك الليلة)
(انا شايل بطانيات  ولازم اوديها , تقصد مين بالقيادة السياسية ؟ ) هو لم يجبنى  بشكل واضح ولكنى توجست شرا كبيرا 
كنت قبلها بفتره  قد  اجريت حوارا مع العقيد محمد صلاح, وكان وقتها مسؤول السودانيين فى مباحث امن الدولة,
والتقرير على هذا الرابط    قررت ان اتصل عليه لاستوضح الامر, اخبرنى ان الوضع كله بيد الامن المركزى الان وانه لا يعرف اى شىء عما حدثته به!
وصلت الى الميدان , الجنود الذين كانوا يحيطون بالميدان  احاطو بى  ايضا , وبدأوا بنكش البطانيات, وقالو لى ان من المستحيل السماح لى بالدخول الى هناك الان.,  وان الميدان يجب ان يتم تفريغه ( احنا بنصلى العيد  هنا يزووول )

 كانت المسافة بينى وسور الحديقة حوالى ستة امتار, وكنت فى كل مرة اقوم بحركة تجعلنى اقترب من السور اكثر,  وعندما اقتربت بشكل مناسب قمت بشكل مفاجىء بالقاء بطانيتين  الى داخل السور ,التفت العساكر فى فزع, وعندما لاحظوا انه لايوجد احد من الضباط, طلبوا منى القاء بقية البطانيات بسرعة , على ان اغادر بنفس السرعةكانت قناعتى وكثير من المتابعين  فى هذا الوقت  ان المفوضية،  تعامل اللاجئين كعبء لابد من التخلص منه. يبدو أنها كانت، بغلقها لملفات اللاجئين السودانيين، تكافئ الأطراف المتصارعة في السودان على امتثالهم للراعي الأمريكي الذي أمر بإنهاء الحرب، ولكنه لم يأمر بإنهاء اضطهاد فقراء الجنوب والغرب والشرق، أو بإنهاء الذل والاستعباد والقمع!!
صورت المفوضية، ومعها النظام المصري المتواطئ، اللاجئين السودانيين على أنهم خارجين على القانون يتحايلون ليحصلوا على بضعة دولارات من الأمم المتحدة. تلك النظرة العنصرية الحقيرة كان هدفها ببساطة تأليب الرأي العام ضد اللاجئين
بعدها انتشرت الشائعات  عن ممارسات اللاجئين داخل الميدان, قيل انهم يشربون الخمور علنا, يمارسون الجنس علنا, قيل انهم يشوهون وجه المدينة بأشكالهم السوداء, وانهم ينشرون الايدز ايضا!!! فى مصر
المذبحة التى حصلت هى بكل المقاييس جريمة ضد الانسانية, جريمة تمت مع سبق الاصرار والترصد, جريمة بدأت يوم ردد اعلام النظام المصرى مقولات حول السودانيين فى مصر( انهم يسرقون وظائف المصريين) ( لماذا لايتم ردع الزناجوة دول  )( يجب طردهم)
جريمة بدأت يوم سمحت المفوضية بتعيين كل طاقم المفوضية  بالقاهرة من ضباط المخابرات المصرية, يوم قررت الحكومة المصرية ان تستقبل لاجىء العالم لتستولى على مخصصاتهم  التى يلتزم بها المجتمع الدولى دون ان تكلف نفسها بانشاء هيئة وطنية تخطط  لامورهم , ربما كان الاكثر اخلاقية  ان ترفض مصر استقبال اللاجئين , حتى لا تصبح مضطرة لقتلهم
بدأ الهجوم على الحديقة  وفجر الليلة المشئوم يستذن  اطراف المدينة فى الدخول, وبدأت زخات المياة الباردة المنهمرة من خراطيم الاطفاء كانت  تغرق المعتصمين  فى ذلك الصباح الشاتى, بعض المسنين توفى فور ان بدأ الهجوم نتيجة الصدمة ,   لم يحدث هرج كبير بين المعتصمين, فقد كان الاتفاق بينهم ان يموت البعض فى هذا الهجوم على ان  يستكمل من سينجو المفاوضات على اساس ماسينتج عن المذبحة, فى الدور الثانى من الهجوم المركز زادت قوة القصف بالماء البارد, ايقن اللاجئون بالموت حينها فهرع  الجميع للصلاة , كانت خراطيم الماء  تغرق المصلين , المسيحيون كانوا يرددون  صلواتهم واهازيجهم الدينية, وكانت اصواتهم تعلو شيئا فشيئا هلللويا هللويا
توقف سيل المياه, وبدا هجوم الامن المركزى بتشكيلات بدأت وكانها تخوض حربا , اربعة الاف عسكرى, كانوا يضربون الارض بارجلهم وهم يطلقون صيحات متوحشة   قبل ان ينطلقوا لحصد ارواح السودانيين , لقد اظهر هئولا الجنود شجاعة كبيرة امام  اللاجئين العزل كما عبر عن ذلك احد الكتاب الكبار فى مصر, كان العسكريون المصريين يضربون اللاجئين بشكل غريب,  لم يفرقوا بين شيخ او طفل او امرأة, حتى الذين جعلوا من اجسادهم حواجزا لحماية الاطفال كانو يستمرون بضربهم حتى بعد مفارقة الحياة
عدد الضحايا فى تقديرى الخاص بما فى ذلك  الذين ماتوا لاحقا لا يقل عن المائتى مغدور,  يشمل ذلك الذين كانوا  فى مشرحة زينهم  والقصر العينى  وبعض  المستشفيات الأخرى سيما وقد حرصت القوات المصرية على تفريقهم  فى مستشفيات ومعتقلات 

تبعد عن بعضها  كثيرا ,  ولا يوجد احصاء دقيق عن عدد المفقودين
قائمة العار:-
شخصيا احمل المسؤلية لكل من :-
·         محمد حسنى مبارك   الرئيس المخلوع
·         حبيب العادلى وزير داخليته الجزار الحرامى
·         اللواء الشعراوى قائد  الامن المركز
·         اللواء طارق  عبد الرازق قائد الهجوم المباشر على اللاجئي
·         اللواء ابراهيم يوسف  وزير الداخلية الحالى والمهندس الحقيقى لعمليات القتل التى تمت فى الميدان
ادعو الى تقديم هذه الاسماء الى محكمة الجزاء الدولية  لتحاكم بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية, كما ادعو اسر الضحايا والمصابين الى اختصامهم  عبر الانضمام  مع قضايا  الشعب المصرى التى يحاكمون بسببها الان ,  او اختصامهم   قانونيا  بشكل مستقل
 لا اريد ان اتحدث عن حكومتنا  السودانية , سيكون حديثا  بلا فائدة فى هذا المقام ,ولكنى  اتمنى ان افهم  يوما  كيف  ان  هذه الحكومة  كانت قد ابدت ( تفهمها )لدوافع النظام المصرى فى ارتكاب هذه المجزرة ؟ سيما وان هناك 18 اتفاقية امنية كانت  موقعة بين الطرفين كما وجدنا بعض المصادر
_______
الصورة المرفقة  توضح لحظة لحظات الهجوم  الاولى ,  وقد التقطت بواسطة مصور  من وكالة الصحافة الفرنسية
يمكن الرجوع الى مواضيعى السابقة حول المجزرة 

Saturday, December 3, 2011

الخازوق


سيكون هذا الصباح جميلا , قالت( ميمى )لنفسها , وهى ترفع مؤخرتها الى اقصى ماتستطيع  مستندة على يديها , ثم تكورت  فى وضع جنينيى  ,  وفكرت ان تعود الى النوم مرة اخرى,
لكنها تذكرت موعدها مع الحب هناك قرب صندوق قصى   فى طرف الحارة,فتحركت تجرجر رجليها ,بعد ان لحست مؤخرتها قليلا  وداعبت نفسها غير آبهة بالخادمة وهى تضع افطارها الشهى  قرب سريرها  بينما تطلق عيناها   مهرجانا من الحسد النبيل
فى طرف الحارة القصى هناك قرب الصندوق كان الحبيب المنتظر قد حضر فى أبهة  وهو يحرك شاربه المفتول يمنة ويسرى
اهلا حبيبى  ....قالت ميميى  فى غنج
فى تلك اللحظة قفز (كدسو ) على ميميى بسرعة وجرها تلقاء ركن خفى وراء الصندوق, وهو يحاول ان يمنعها من قول شىء,
ا
وه انت مستثار جدا حبيبى , اهدأ رجاء

هناك كلب يمر, اصمتي  هل انتى قطة حمقاء رد كدسو هامسا
 مأمأت ميميي فى هدوء وهى تتعثر في حرجها  بينما كان الكلب يبتعد  فى خيلاء
 بدت علامات الارتياح على كدسو قبل ان يقول :-

قال( ماربس)  فيلسوفنا الشهير(إن مايجعل القطط تخاف من الكلاب هو الموامرة الأبدية التى حاكها البشر وهم يقنعون الكلاب بضرورة أن تستمر حالة العداء بيننا )
أنت مثقف عظيم, الحقيقة أنى لم اقرأ كثيرا لماربس ولكني اجله ككل قطط العالم   ....قالت ميميي

رد كدسو بسرعة :-هناك دورة فى الطرق الحديثة لاصطياد الفئران  حبيبتي, وستقدم فصلا حول مقولات ماربس, يجب أن تنضمى إليها,اعرف انك قطة ثرية, لكن القطط الثرية لها دور ايضا  فى مسيرة التحرر, مشكلتنا مع القطط الطفيلية  التى تتضرر منها الحياة كثيرا, ستتعرفين فى هذه الدورة على سيكولوجية قطط الفيلات  من أمثالك
وستعرفين  الكثير حول تجاوزات القطط السمان , ودور القطط العجاف  والقطط الوسيطة  فى الثورة على واقع القهر والخوف من الكلاب والعبودية للإنسان التي حولت  قطة رائعة مثلك إلى  اداة 

لتسليته





قالت ميمى فيما بعد:-

فى ذلك الصباح, فقدت عذريتي , لقد ضاجعني  حبيبي فى خرابه تطل على  كهف القطط السري, وجاب بى طرف المدينة, اصطدت فأرى الأول,  أقمنا عليه وليمة ضخمة, ثم احتضنا بعضنا نمارس القبلات  وبين كل قبلة وقبلة كانت مقولات ماربس تملأ عقلي وروحي وكياني كله وهى تتسرب من بين كلمات الحب  التى  كانت تنثال منه  على قلبى
لكن ماحدث بعد ذلك كان مرعبا جدا, فقد ظهر فجأة مجموعة من صغار البشر, واطلقوا سهما قاتلا باتجاهنا وهم يصرخون فى جنون غريب, تصدى حبيبي للسهم بصدره فى بسالة  ليتمكن من حمايتي... ومات... مات وسط عاصفة من الصرخات المرعبة والضحكات المجنونة لمجموعة من المراهقين البشريين
بكيت كثيرا, فى لحظات هروبي , كانت الفيلا  اقرب لنجاتي من المجرمين الصغار, ولكني اخترت الكهف السري, هناك حيث كانت  القطط تعد لدورة  فى تعليمنا  أصول الحياة, مقولات ماربس. ودورة  الجديد فى اصطياد الجرذان
رحبت بى القطط كثيرا, هدئوني وتلقيت العزاء فى حبيبي  الذى زرفت عليه دموع الدم , وبدأت اقرأ فى كتاب فيلسوفنا العظيم

(الإنسان كائن معفن,قاتل شرير بالفطرة, كان الإنسان في البدء صديقا للقطط , كان يخاف جنسنا ويحترمه, لم يكن يجرؤعلى الصيد في منطقة القطط, حتى إذا استئنثنا  وجدناه قد اخذ كل الجميل من صفاتنا, وحولنا إلى ألعوبة بين يديه, ثم أصبحنا عبيدا له, أما الطبيعة فقد فقدت جزءنا المتوحش  وأما الإنسان فقد كان يفقد عناصر طيبته وهو يفقد ذاته كلما اقترب من طبيعته العدوانية الكامنة)
في صفحة أخرى قرأت
(الإنسان كاذب بالفطرة, انه يزيف الوقائع بشكل يندى له جبين الكون ,فقد ادعى أن القطط لا تتكلم ولا تضحك ونسب لنفسه اكتشاف الصيد, لكن أول من ضحك كان جدنا بسبوس الأول, لقد رأى طبيعة البشر الإجرامية منذ بدء الخليقة حين انهال بشرى بالضرب على أخيه الإنسان حتى مات, ثم جاء غراب بعد ذلك فعلمه كيف يوارى سوءة أخيه  في تلك اللحظة ضحك جدنا لاول مرة من غباء الإنسان فانطلق يضحك ويقهقه وعندما خشي المجرم الأول أن يبوح القط بسره لأبيه آدم قطع لسان جدنا
وفى فصل آخر
(لقد عاقبنا الكائن الانسانى حين فرض علينا صيد الفئران منذ بدء الخليقة, لكنا عاقبناه أيضا حين اضربنا في كثير من لحظات التاريخ, حين امتنعنا عن الصيد وتكاثرت الفئران  ببراغيثها وإمراضها, وقتلته بالطاعون الرهيب)
عند هذا المقطع تحديدا كانت فكرة الثورة تكشف عن ساقها إمام عيني ميمي الخضراوين, كانت ملايين القطط  تنظر إلى الميدان إمام  كهف القطط السري باشتياق حقيقى, وبين اليقظة والغفوة رأت ميميى   هذه الملايين وهى تحمل اللافتات  (كلنا حبيبك المغدور ياميمى). ملايين القطط, الخائفون ,الجوعى والعجاف ,الصغار والكبار,  كانوا من كل فج يخرجون, من بين حبر الأقلام, ومن كلمات القطط المثقفة, من بين صفحات الجرائد, من المسافة بين الحقل والفأس, ومن بين مدرجات الدرس.كانت الحياة تخرج لتعبر عن نفسها من كل مكان
إلا من المدفع 

هناك خلف رداء العسكريون كان الخازوق الانسانى يخترق قلوب كل القطط الجميلة
وقتها كانت ميميى تتقلب قرب مجموعة من القطط الصغيرة كان واحد منها يشبه حبيبها المغدور  حد التطابق, تمطى ذلك القط  للحظات وداعب نفسه , ثم انطلق تلقاء الجموع  , ما أن وصل حتى القي حجرا كبيرا على وجه المدفع

------------------
الخازوق   قصة من تأليفى ولكنها مقتبسة عن رائعة المبدع الكبير دكتور بشرى الفاضل (ذيل هاهينا مخزن احزان) التى نشرت بمجلة الثقافة السودانية فى  فبراير 1979م قبل اكتر  من 30سنة  والمتاحة فى كثير من المواقع النتية 

Wednesday, November 30, 2011

كلام جواسيس .. السودان و منطقة الجزاء





المتأمل فى علاقات السودان بالولايات المتحدة الامريكية  يمكنه ان يدرك  ان الانقاذ  كنز استراتيجى  للامريكان بسبب الدعم الذى وفرته الاستخبارت الامريكية  منذ وقت مبكر!!
ففى مقال قديم لجيف ستا ن فى الواشنطن بوست  على  زاويته الشهيرة بعنوان كلام جواسيس يضع ستان جملة ملاحظات يمكن ان تستنج منها التالى
امريكا  تتحرك وفقا لقنوات  قد تبدو مختلفة لكنها فى النهاية تصب كلها فى تحقيق اهداف السياسة, والسياسة الرسمية للولايات المتحدة تجاه السودان يمكن اختصارها  ضمن نقاط,
1.      التصنيف بانه دولة راعية للارهاب وفقا لقائمة رسمية حكومية, فهذه النقطة تمثل جهد الادارة الامريكية فى التعامل معنا, وهى نقطة تتعامل معا وفقا لقناة الخارحية الامريكية,

2.      النقطة الثانية هى موقف الولايات المتحدة من قضايا التطهير العرقى فى دارفور,  تبنى قرار الامم المتحدة بتحريك دعوى محكمة الجزاء الدولية ضد الرئيس البشير, وهذه قناة مختلفة تتحرك فى اطارها مؤسسة الرئاسة   وبعض جماعات الضغط,
ورغم ان الولايات المتحدة ليست موقعة على ميثاق المحكمة الا ان قرارات الامم المتحدة وفقا للنظام القانونى الامريكى  هو جزء من منظومة القانون  الداخلى للولايات المتحدة, مايجعل  قرار القبض على الرئيس البشير ايضا احد الشؤون الامريكية
لكن جيف ستان  فى مقاله هنا يتحدث عن المخابرات كقناه  وكيف حاول الامريكان كحكومة استغلالها للتأثير على الانقاذ فى مجالات حقوق الانسان وسيادة القانون
يشبه الكاتب حالة التعاون القائمة بين السودان والمخابرات الامريكية باحوال الحرب الباردة بينهم والروس  قبل سقوط الجدار حيين استخدمت الادارات الامريكية نفس المنطق ( بتاع حقوق الانسان ) فى التعاون الذى  سمح لوكالة الاستخبارت الامريكية  بتكوين علاقات مع اسوأ منتهكى حقوق الانسان فى العالم  من جنوب افريقيا  الى الارجنتين , شيلى وغواتيمالا  بحجة ان هذا كان ضروريا  للقتال ضد الاتحاد السوفيتى
 صحافة الجمهوريين عالية الصوت جدا فى عداءها للانقاذ  لاحظت فى مقال قبل عدة ايام  كيف ان الادارة الامريكية ليست راغبة  فى دعم او تأكيد الاخبار التى تتحدث عن مقابر جماعية فى كادوقلى  بحجة انهم ليسو متأكدين من تقارير مراقبى بعثة الامم المتحدة فى جبال النوبة!
 دانييل جون  الكاتب فى النيو رببليكا كتب هنا  مهاجما البشير بشدة  وصلت الى تشبيهه بهتلر شخصيا  ثم انتقد اوباما بقوة لان الاخير على قوله(الذى نصب نفسه بطلا لحماية الابرياء  لم يندد  به ( اى البشير) بشكل قاطع  ,بل انه لم يكن مؤيدا لمسألة اتهام البشير بواسطة محكمة الجنايات الدولية , بل ان اوباما  لم يعلن بشكل مدو ان البشير باعتباره قاتلا  لايمتلك اى شرعية للحكم, ولم يسبق له ان حذره من اى عواقب وخيمة  فى حالة تجدد اعمال القتل التى يمارسها البشير)
السبب هو كما يلاحظ جيف ستان مقدار الشراكة   والدعم العالى الذى توفره المخابرات الامريكية للانقاذ, وهو تحالف  قديم كما يقول جيف ستان فعلى لسان مصدره( احد الضباط فى المخابرات ) الذى اخبره :-
(انه برغم سياسة امريكا حول السودان الا ان الوكالة  ظلت  تمارس عملها فى تجنيد وتدريب السودانيين  دائما  باسم محاربة الارهاب ثم يقول ان هناك عمليات مشتركة  باسم الحرب الطويلة ., وكل ذلك بدأ فى  وقت مبكر جدا بعد الايام الاولى التى اعقبت هجوم القاعدة  على مركزالتجارة الدولى فى 11 /9 )انتهى كلام الضابط الامريكى
 لكن جيف ستان يضيف بان (اخرون يقولون ان التعاون قد بدأ فى سنة 1990) ثم يوضح
نقلا عن مصدر آخر( يرفض ذكر اسمه )يقول ستان  ان العلاقات بين الامن السودانى والمخابرات الامريكية استمرت حتى  ابان الفترة التى اغلقت فيها السفارة  الامريكية فى الخرطوم لفتره بسيطة فى اواخر 1990 وان السودانيين كانوا  يمثلون شريكا استتثائيا  ضد اهداف ارهابية!!
فى سنة2005 كان العميل  بورتر غوس  هو مسؤول الاتصال مع السيد صلاح قوش رئيس المخابرات السابق , كان بورترغوس هو من اشرف على نقل السيد  صلاح قوش  الى الولايات المتحدة عبر طائرة خاصة من الخرطوم  ليتفاوض مع لانغلى   حول  قضايا الشراكة السرية بين البلدين, فى ظل اصوات كبيرة  بالادارة الامريكية طالبت بالقبض عليه  اثناء المفاوضات باعتباره احد مجرمى  الحرب, لكن قوش عاد بطائرة خاصة اخرى بعد اربعة ايام  من المفاوضات (المثمرة)!
يقول ستان انه فى يوليو من العام 2010 نوهت منظمة العفو الدولية  عن ان اجهزة الامن  السودانية  تقوم بتنفيذ حملة  وحشية من القتل والتعذيب والاعتقال التعسفى  والترهيب النفسى والجسدى  ضد المعارضين ومنتقدى الحكومة بما فى ذلك الضرب بالخراطيم  والصدمات الكهربية  والحرمان من النوم  والركل   وووالخ
ومع ذلك فان جورج ليتل المتحدث باسم المخابرات الامريكية رفض التعليق على ذلك بحجة ان هناك قاعدة تمنع الحديث عن العمل الاستخبارى  مع الاجهزة الاجنبية , سيما فى ظل وجود تحديات كبيره ذات صلة بالارهاب  فى شرق افريقيا  وضرورة توافر القدرة على العمل فى شراكة مع دول المنطقة لتعطيل  شبكات ارهابية(( محتملة))
اهم مايحاول جيف ستان ان يطرحه هو ان يؤكد على مفهوم القنوات المختلفة  التى تنتهجها الادارة الامريكية فى التعامل مع السودان بكل هذه الزرائعية  سيما وهو يقرر  ان  الادراة الامريكية اخفت دائما خلافاتها الحادة حول مايجب القيام به تجاه السودان, والسبب هو  الدعم الذى توفره له المؤسسة الاستخبارية  هناك
لينتهى الى احد كبار المستشارين  فى الادراة الامريكية وهو يعلق تعليقا مثيرا على الامر  حيث يقول:-
 ( الجميع يعرف مايجرى فى السودان نحن لسنا عمى , سنسحب القابس فقط اذا خرج السودانيون عن منطقة الجزاء)
_________________________

تحديث









الخرطوم 4 ديسمبر 2011 — أكد مبعوث الرئيس باراك أوباما إلى السودان برنستون ليمان أن انتقال حالة الربيع العربي الراهنة الي السودان ليس من أجندة الادارة الامريكية.
وقال " لا نريد إسقاط النظام، ولا تغييره بل نريد إصلاحه بإجراءات دستورية ديمقراطية".
وأضاف ليمان في مقابلة نشرتها جريدة الشرق الأوسط امس " نريد الحرية والديمقراطية في السودان، ولكن ليس بالضرورة عن طريق «ربيع العرب». وتابع "ليس في مصلحتنا إسقاط النظام في السودان وزيادة المشاكل تكفينا المشاكل الحالية، مصلحتنا هي تطوير النظام ديمقراطيا ومصلحتنا الآن هي الاستقرار في السودان وفي جنوب السودان" .
وعن احتمال رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب الأميركية بعد فصل الجنوب، قال ليمان إن ذلك يعتمد على جهود الرئيس عمر البشير لحل القضايا العالقة مع الجنوب وفي ثلاث مناطق في الشمال هي دارفور، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق.
ونفى أن تكون الحكومة الأميركية "تنقل مرمى الكرة كلما اقتربت منه حكومة البشير"، وقال إن العكس هو الصحيح "كلما اقتربنا من تحسين علاقتنا مع حكومة السودان، تخلق الحكومة مشكلة جديدة".
وشدد علي معارضة واشنطن لأي عمل عسكري ضد حكومة السودان ، وقال ان بلاده تري أن ذلك إثارة لمزيد من الحروب والمشاكل، و يهدد كيان ووحدة السودان، ويمكن أن ينتقل إلى الجنوب، ويهدد كيانه ووحدته.
وأضاف " لهذا نحن حريصون على وحدة السودان (الشمالي)،وندعو كل الأطراف إلى العمل لتحقيق ذلك سلميا" .
وأكد ان بلاده أبلغت تحالف الحركات المسلحة في دارفور والحركة الشعبية لتحرير السودان الذي يسعى لإسقاط حكومة البشير بالقوة بإن عليهم تقديم برامج سياسية لإصلاح السودان بواسطة طرق دستورية وديمقراطية.
وقال "قلنا لهم إن عبارات مثل «إسقاط النظام بالقوة» و«الجنوب الجديد في الشمال» لا تساعد وسألناهم: كيف تتوقعون من حكومة الخرطوم التفاوض معكم وأنتم تريدون إسقاطها بالقوة؟ .
وكانت وفود من الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة ياسر عرمان وحركتي العدل والمساواة وحركة تحرير السودان جناح مناوي زارت واشنطن مؤخرا خلال الأشهر الأخيرة طالبة مؤازرتها لهم في الإطاحة بنظام البشير.











Friday, November 25, 2011

اسئلة وتعليقات حول مايحدث فى مصر

نجحت الثورة المصرية فى يناير 25  بازاحة راس النظام  بطريقة دراماتيكية  غريبة  حين  قام بنقل صلاحياته إلى مجلس  العشرين   قائدا من قواد الجيش المصري  في مخالفة واضحة لنصوص الدستور المصري  الذي انتهت محاولات ترقيعه من قبل ترزية النظام إلى تحويل دستور1 197 الوقور إلى  مجرد ديكور سياسي  يمنع اى إمكانية لتداول سلمى وديمقراطي للسلطة  وجعلها  حكر ا للفرعون وأزلامه
تولى المجلس العسكري  السلطة التشريعية, وعطل إصدار قانون العزل السياسي,  وعمل  على منع الإعلام من تناول  محاكمة سدنة النظام السابق ورأسه, ولم يعطى اى صلاحيات لحكومة الدكتور عصام  شرف  القادمة من ميدان التحرير, واثأر كثير من الشكوك حول مسالة تسليم السلطة, حين تجاوز فترة الستة اشهر التي حددها ابتداء, ثم تجاهل مطالبات القوى السياسية المصرية بتحديد موعد للانتخابات الرئاسية, وبقى الوضع كما كان قائما دون اى أفق جديد
احتاج المجلس إلى  تحرك نوفمبر والى عودة شباب الثورة إلى الميدان  ليعلن إصدار قانون العزل  باعتباره أهم مطالب الثورة , احتاج إلى سقوط عشرات الشهداء ليعلن زهده في  السلطة وليحدد  موعدا للانتخابات الرئاسية  , وتكليف حكومة جديدة بدلا عن حكومة شرف هزيلة الأداء, ولكن سؤالا مهما وكبيرا بقى دون إجابة حتى الآن إلا وهو من قتل شهداء نوفمبر, ؟ من اعتدى على متظاهرى مليونيات استرداد الثورة فى  ميدان التحرير
الغريب أن المجلس نفى اى  دور له في ضرب المتظاهرين!!,  (كلمة المشير يوم22 نوفمبر تقريبا), ثم علمنا فيما بعد أن الوزير العيسوي وزير الداخلية في حكومة شرف, ينفى أيضا اى دور له في ضرب المتظاهرين!! فيما بعد أصبحت إدارة الشرطة العسكرية  هي المسؤولة عن تسيير إعمال وزارة الداخلية’ ولكن مديرها ينفى تهمة ضرب المتظاهرين
الذين حاولوا إيجاد إجابة على هذه الأسئلة حاولوا إلقاء اللوم على مايسمى بالبلطجيه, ولكن  شهادات الخبراء  التي أكدت استخدام غاز الخردل ( محرم دوليا)في ضرب المتظاهرين, ااضافة إلى أنواع شديدة القسوة  من الغازات المسيلة للدموع  ذات المنشأ الاسرائيلى ( من الذى يستوردها؟ )هذه الشهادات  تؤكد أن البلطجية برغم الدور القذر الذي يقومون به  لكنهم يظلون  بعيدين عن هذا النوع من أنواع العنف
المعلومات التي تسربت حول أن معظم قيادات الأمن في عهد  حبيب العادلى  والذين يدينون بولاء كبير للنظام السابق هم من يتولى إدارة الأمور  الأمنية حتى اللحظة, بل  المصادر ذكرت تسرب معلومات من داخل مقار المخابرات المصرية حول وجود تنظيم سرى في وزارة الداخلية (  انظر  مقابلة قناة التحرير فى آخر البوست ) , وان هذا التنظيم قام بكثير من الأدوار القذرة  ليس اقلها   حادثة اختطاف الصحفي المصري الشهير على هلال  احد كبار مسوؤلى الأهرام  قبل حوالي سبعة سنوات , والذي تمت تسريبات بعد الثورة حول قيام هذا التنظيم بإذابته  بواسطة محلول حمضي  لأسباب غامضة !!
مطالبات التحرير مفهومة, لكن غير المفهوم هو مصلحة المجلس العسكري في تعطيل  مايحدث فى مصر  وفى القيام بادوار اقل مايقال عنها انها معادية لكل منجز ثورة يناير؟ لماذا كلف رجلا  عمل مع مبارك كرئيس للوزراء  لخلافة  الدكتور عصام شرف فى ظل حالة الانقسام  التى تسود المجتمع المصرى الآن؟ أومن الذين يحاولون اقتحام مبنى وزارة الداخلية في شارع محمد محمود؟ ولماذا تقبل قوى الأمن في مصر بوجود البلطجيه  في المشهد السياسي المصرى  بهذه الكثافة   يقتلون ويعتدون  رغم إنهم معروفون بالاسم والمنطقة؟ ومن يمول تحركاتهم؟
عبقرية الثورة تجلت في كونها حددت معنى  مختلفا   لمطالبات تحرك فبراير حول معنى ذهاب المجلس العسكري,  في البداية كان غضب الثوار منصبا  على المطالبة بإصلاحات  واستحقاقات ثورة يناير, بعد سقوط  الشهداء وضرب المتظاهرين والماسي التي صاحبت ذلك أصبح سقف المطالب  يتطور ويرتفع, بدأ بالمطالبة بذهاب المشير طنطاوي, ثم ذهاب المجلس العسكري, ثم تحديد الثوار لمعنى ذهاب المجلس من خلال تسليم المجلس السلطة لحكومة إنقاذ وطني   تشرف على الانتخابات  ويتفرغ هو لدور اساسى في حماية الوطن, واعتقد أن هذا حل وفاقي يضمن  المحافظة على ما وجه المجلس
النقطة  العبقرية الثانية كانت في منع منصات  ومنابر الأحزاب   داخل ميدان التحرير, وهذا يعكس حالة من الإحباط  والاحتجاج يمارسه شباب الثورة ضد هذه الأحزاب والشخصيات التي بدت خلال الفترة السابقة وكأنها تحاول الصعود  وممارسة حالة من التسابق المحموم  لضمان مراكزها ومصالحها ضمن كعكة  البرلمان والانتخابات الرئاسية القادمة  ,  فالرسالة هنا أن هذه المؤسسات الحزبية تحاول سرقة الثورة غير عابئة بشروط    استمرارية هذه الثورة في تحول ديمقراطي يضمن حرية وكرامة  المصريين  وهذا شيء يدعو للإعجاب حقا
شخصيا اعتقد ان قطع الطريق على الثورة المضادة والقوى التى لاتريد لمصر ان تستقر يتمثل فى الانتخابات, ربما كان مايحدث فى مصر يهدف ضمن كثير من اهدافه  الى ايقاف الانتخابات فى يوم 28 القادم اى بعد يومين, فى النهاية ستكون هناك سلطة تشريعية فى مصر   ودستور يعمل على ضمان تداول سلمى ديمقراطى للسلطة   وسيبقى  نظام المخلوع فى مكانه المناسب  وهو قعر مزبلة التاريخ هناك حيث سيموت مختنقا مع الوقت وببطء شديد
امنياتى للشعب المصرى بكل الخير والتقدم 
____________________
المكالمة التى تثبت مقدار نفوذ الثورة المضادة فى مصر

Saturday, November 12, 2011

11-11-11عيد ميلادى واشياء اخرى

صورة لبوستر فيلم 11-11-11


هذا التاريخ  يصادف يوم ميلادي
المنجمون  اعتادوا دائما على اختيار تواريخ جميلة مثل هذا التاريخ  ليبشروا العالم بالمصائب التي ستحدث, طبعا أتمنى ألا تكون حادثة سقوطي من رحم امى إلى هذا  العالم واحدة من كوارثه , لكن فكرة الكوارث وارتباطها بالتواريخ المميزه مثل 6/6 /2006او 9/9/2006 هي فكرة كانت حاضرة دائما في الوعي البشرى, في الأسطورة التي هي احد مخازن هذا الوعي
قبل أيام أعلنت مصر أنها رفضت طلبا لإقامة حفل خاص عند هضبة الأهرام لمجموعة  من اليهود والماسونيين , وذلك رغم أن إقامة حفلات خاصة لمجموعات سياحية على الهرم  هو تصرف تجارى طبيعي اعتادت سلطات السياحة المصرية على اعتباره عملا روتينيا
ماوراء الخبر أن  هو أن الماسونية  العالمية تحتفظ بوثيقة قديمة تعود إلى القرن التاسع عشر  وتتنبأ الوثيقة أن يوم اكتمال الإعداد الثلاثة في 11/11/11 سيكون هو يوم الشر الأكبر الذي ستفتح فيه بوابة الشيطان, ولأنهم يقدسون الهرم فان الماسونيون يريدون استدعاء روحانياتهم في اقوي الأماكن الروحية بالنسبة لهم قرب رفاة خفرع ومنقرع  وخوفو !
الفكر الكنسي في اضطرابه حول مسالة القوى الغيبية أيضا زرع أفكارا مختلفة حول تواريخ مثل 6/6/6 و9/9/9 واعتبرها أيضا ذات علاقة بالشيطان  وعلامات له
قبل يومين شاهدت فيلما عنوانه 11/11/11  وهو مصنف ضمن أفلام الرعب  رغم  أن السينما يلزمها الكثير لترعب مشاهدا خبيرا مثلى, الفيلم اعتبر أن هذا التاريخ علامة  لظهور الشيطان ليدمر العالم ويطفئ نور الإيمان ويقيم بالتالي مملكته , مملكة الظلام والشر, انتهى الفيلم بانتصار الشيطان  على غير عادة السينما الأمريكية   التي عادة ماتنتصر للخير ولفكرة البطل الفرد الذي هو عبارة عن نموذج للبطولة والكمال والخير فى ابهى تجلياته, بالإضافة طبعا للوسامة   وحس الدعابة  ( شاهد تريلر الفيلم هنا)
المنجمون  حول العالم  يقولون أن هذا اليوم هو بداية النهاية للعالم , لكن النهاية نفسها ستحدث  بعد ذلك بعام   ميلادي, وطبعا لم ينسوا أن يختاروا لها تاريخا مميزا أيضا هو 12/12/12
الغريب في الأمر حول تنبؤات النهاية أن كل الحضارات القديمة اتفقت على هذا التاريخ, بدأ بحضارة الانكا, وحضارات أمريكا اللاتينية  والحضارة الفرعونية  والسومرية والبابلية مرورا بحضارة اليونان القديمة وفارس وحتى   تنبؤات  اليهود والسريان ما قبل المسيح عليه السلام , كل هذه الحضارات توقفت نبوءاتها حول النهاية في هذا التاريخ رغم أنها لم تذكر شيئا حول هذا التاريخ تحديدا  تاريخ النهاية لكن تفسيرات المنجمين المحدثين تقول بان هذا تاريخ النهاية لان أحدا في هذا الحضارات لم يستطع أن يرى شيئا بعده!, فكل النبؤات تتوقف بشكل غامض عند هذا التاريخ
والصحيح أن اغلب هذه الحضارات تركت في آثارها تنبؤات حول إحداث العالم   بضها صدق وبعضا كذب,  وهم في النهاية كاذبون وان صدقوا وفقا للحديث النبوي المشهور
في يوم ميلادي 11/11/11 ينتظر الشيعة  مهديهم المنتظر  والذين يقولون عنه كلما ذكر اسمه عين جيم اختصارا لعجل الله فرجه,  فوقا لأسطورتهم الخاصة دخل هذا المهدي سردابا في سامرا قبل مئات السنين  وظل حيا طوال هذا الزمن في داخل السرداب حتى إنهم ينتظرونه كل جمعة على باب السرداب  وقد جهزوا له حمارا , ويقال أن الرئيس الايرانى لاياكل إلا إذا وضعوا بقربه  طبقا فارغا تحسبا لحضور المهدي فجأة فيأكل معه!, الغريب أنى سالت احدهم قبل فتره  قائلا :- الم تفكر في احتمال أن عين جيم ربما خرج من الناحية الأخرى للسرداب؟
والحمد لله أنى نجوت بجلدي  دون اى خسائر
المنجمون المتسنين , رغم أن ملتهم تعتبرهم كذبة , إلا إنهم قالوا أن هذا التاريخ موعد لصيحة سيطلقها جبريل عليه السلام!
وهم ينصحون الناس بان يلتزموا منازلهم  لان الصيحة ستحدث إضرار بليغة, ويقولون وفقا لتفسيرات باطنية تقوم على علم العدد أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر حديثا بشان هذا الحدث , ويقولون أن النجاة لمن يسمع الصيحة في السجود وتريد كلمت ( سبوح قدوس  سبوح قدوس) وكلمة اخرى نسيتها
آخر ما تلقيت حول مصائب هذا اليم هو رسالة عبر القائمة البريدية لموقع الفلكى المصرى الاستاذ احمد شاهين هنا والتى اعتبر فيها ان الرقم 11 هو رقم الموت والاحباط والالم  لانه يعتبر  رقما سيدا وفقا لعمل الاعداد,  وغير ذلك مما استعصى على فهمه  وغايتو ربنا يستر 
مسلسل الرعب هذا يعكس ازمة فى فى تفكير الحياة  والعالم, فاللجؤ الى الاسطورة لحل مشكلات  عدم الفهم  , فهم العالم والظواهر الكونية   هوقضية قائمة منذ بدء الخليقة , قضية ا غتراب الكائن الانسانى عن ذاته  كما قال بعضهم وعن موطنه السماوى  كما قال اخرين  وبالتالى خاجته الدائمة لانتاج افكار روحانيه يضفى عليها من  الابداع مايجعلها بناء كاملا  فى ذهنه ليكتشف لاحقا  انه بقدر ما انتج من كمال الأفكار والتمثيلات والوعي  فانه مازال يشعر بنقصه  الشخصى, تماما كما يحدث  فى الانتاج المادى   فهو اى الانسان  ينتج  انتاجا كاملا  سرعان مايكتشف انه ينتجه لغيره  وانه سيفقد هذا الانتاج بل ان هذا الانتاج سيواجهه كعدو لانه اضفى عليه كل قوته وابداعه وافرغ فيه ذاته  بينما بقى هو خاويا وعاجزا  ومغتربا
 الجمعة 11/11/11 هى تاريخ ميلادى الذى احتفل به بعض الاحباء  لمرات قليلة , والذى لم احتفل به ابدا طوال عمرى, والذى ساقضيه فى الغالب نائما  لمعظم اليوم
كل عام والعالم بخير

Thursday, November 3, 2011

خروف من اجل الناس

لن يكون هناِك خروف  فى عامكم هذا-  قال الأب
فالخروف غال جدا و المجاعة تمسك  بتلابيب المدينة من اقصاها
هذا يعنى إننا لن نصنع فروة للصلاة من جلده هذا العام, أكوام الفقراء التي تعودنا على توزيعها رائحة الكمونية , وسعادة التحلق حول كميات اللحم المهولة
وماذا سيقول الناس عنا؟أصبحنا عاجزين عن شراء خروف!-   قالت إلام 
-          الأضحية ليست خروفا يذبح يا امرأة, إنها أمر دين, البلد على حافة الانهيار
لكن الأم كانت تفكر في كلام الناس, كل الأشياء صارت من اجل الناس, المال والعربة والخروف الذى سيعلق على أعتاب  الباب الحديدي الضخم
ضحى عنا رسول الله , حين ذبح كبشين أملحين أقرنيين-  رد الأب
صوت الخراف  المنطلق مجتازا حوائط الجيران , كان في ذهن الابن الصغير كأنه موسيقى, لكن ثمة شوشرة هادئة تتخللها  هذه المرة, شيء يقاطع صوته ,كما لو أن الواقع يلعب لعبة شد الحبل مع الخيالات الغبية
اخبرتنى  جارتنا أن بإمكاننا أن تشترى الخروف بالتقسيط المريح, هناك شركات كثيرة متوفرة حتى إنها تقوم بالتوصيل
قالت المرأة
في يوم الأضحى  كان الجميع   يعلق خروفا  على  عتبات بابه
لم يثنى احد على خروف الأخر, ولم يسأل احد  جاره عن السعر, كان الكل يعرف أن السعر غال جدا وان الثمن الذي سيدفع كبير جدا
أكوام الفقراء  التي نسيت في هذا العام,  والجلسة حول كمية اللحم المهولة  بدت باهتة جدا,   وتلك التهاني بالعيد بدت وكأنها بلا تاريخ أو لعلها أضاعت تاريخ الدفء  والحميمية القديمين  حين كانت المشاعر  أهم من الأشياء
خذ الجلد فبعه, هو غال جدا قال   - لي أبى
ألن نصنع منه فرو للصلاة ؟ - سألته
كلا ياولدى لن نصنع فرو للصلاة من جلد خروفنا هذا العام