المتأمل فى علاقات السودان بالولايات المتحدة الامريكية يمكنه ان يدرك
ان الانقاذ كنز استراتيجى للامريكان بسبب الدعم الذى وفرته الاستخبارت
الامريكية منذ وقت مبكر!!
ففى مقال قديم لجيف ستا ن فى الواشنطن بوست على
زاويته الشهيرة بعنوان كلام جواسيس يضع ستان جملة ملاحظات يمكن ان تستنج
منها التالى
امريكا تتحرك وفقا
لقنوات قد تبدو مختلفة لكنها فى النهاية
تصب كلها فى تحقيق اهداف السياسة, والسياسة الرسمية للولايات المتحدة تجاه السودان
يمكن اختصارها ضمن نقاط,
1. التصنيف بانه دولة راعية للارهاب وفقا لقائمة رسمية حكومية, فهذه
النقطة تمثل جهد الادارة الامريكية فى التعامل معنا, وهى نقطة تتعامل معا وفقا
لقناة الخارحية الامريكية,
2. النقطة الثانية هى موقف الولايات المتحدة من قضايا التطهير العرقى فى
دارفور, تبنى قرار الامم المتحدة بتحريك
دعوى محكمة الجزاء الدولية ضد الرئيس البشير, وهذه قناة مختلفة تتحرك فى اطارها
مؤسسة الرئاسة وبعض جماعات الضغط,
ورغم ان الولايات المتحدة ليست موقعة على ميثاق المحكمة الا ان قرارات
الامم المتحدة وفقا للنظام القانونى الامريكى
هو جزء من منظومة القانون الداخلى
للولايات المتحدة, مايجعل قرار القبض على
الرئيس البشير ايضا احد الشؤون الامريكية
لكن جيف ستان فى مقاله هنا
يتحدث عن المخابرات كقناه وكيف حاول
الامريكان كحكومة استغلالها للتأثير على الانقاذ فى مجالات حقوق الانسان وسيادة
القانون
يشبه الكاتب حالة التعاون القائمة بين السودان والمخابرات الامريكية
باحوال الحرب الباردة بينهم والروس قبل
سقوط الجدار حيين استخدمت الادارات الامريكية نفس المنطق ( بتاع حقوق الانسان ) فى
التعاون الذى سمح لوكالة الاستخبارت
الامريكية بتكوين علاقات مع اسوأ منتهكى
حقوق الانسان فى العالم من جنوب
افريقيا الى الارجنتين , شيلى
وغواتيمالا بحجة ان هذا كان ضروريا للقتال ضد الاتحاد السوفيتى
صحافة الجمهوريين عالية الصوت
جدا فى عداءها للانقاذ لاحظت فى مقال قبل
عدة ايام كيف ان الادارة الامريكية ليست
راغبة فى دعم او تأكيد الاخبار التى تتحدث
عن مقابر جماعية فى كادوقلى بحجة انهم
ليسو متأكدين من تقارير مراقبى بعثة الامم المتحدة فى جبال النوبة!
دانييل جون الكاتب فى النيو
رببليكا كتب هنا مهاجما البشير بشدة وصلت الى تشبيهه بهتلر شخصيا ثم انتقد اوباما بقوة لان الاخير على قوله(الذى
نصب نفسه بطلا لحماية الابرياء لم
يندد به ( اى البشير) بشكل قاطع ,بل انه لم يكن مؤيدا لمسألة اتهام البشير
بواسطة محكمة الجنايات الدولية , بل ان اوباما
لم يعلن بشكل مدو ان البشير باعتباره قاتلا لايمتلك اى شرعية للحكم, ولم يسبق له ان حذره من
اى عواقب وخيمة فى حالة تجدد اعمال القتل
التى يمارسها البشير)
السبب هو كما يلاحظ جيف ستان مقدار الشراكة والدعم العالى الذى توفره المخابرات الامريكية
للانقاذ, وهو تحالف قديم كما يقول جيف
ستان فعلى لسان مصدره( احد الضباط فى المخابرات ) الذى اخبره :-
(انه برغم سياسة امريكا حول السودان الا ان الوكالة ظلت تمارس عملها فى تجنيد وتدريب السودانيين دائما باسم محاربة الارهاب ثم يقول ان هناك عمليات
مشتركة باسم الحرب الطويلة ., وكل ذلك بدأ
فى وقت مبكر جدا بعد الايام الاولى التى
اعقبت هجوم القاعدة على مركزالتجارة
الدولى فى 11 /9 )انتهى كلام الضابط الامريكى
لكن جيف ستان يضيف بان (اخرون
يقولون ان التعاون قد بدأ فى سنة 1990) ثم يوضح
نقلا عن مصدر آخر( يرفض ذكر اسمه )يقول ستان ان العلاقات بين الامن السودانى والمخابرات
الامريكية استمرت حتى ابان الفترة التى
اغلقت فيها السفارة الامريكية فى الخرطوم
لفتره بسيطة فى اواخر 1990 وان السودانيين كانوا
يمثلون شريكا استتثائيا ضد اهداف
ارهابية!!
فى
سنة2005 كان العميل بورتر غوس هو مسؤول الاتصال مع السيد صلاح قوش رئيس المخابرات السابق , كان بورترغوس
هو من اشرف على نقل السيد صلاح قوش الى الولايات المتحدة عبر طائرة خاصة من
الخرطوم ليتفاوض مع لانغلى حول
قضايا الشراكة السرية بين البلدين, فى ظل اصوات كبيرة بالادارة الامريكية طالبت بالقبض عليه اثناء المفاوضات باعتباره احد مجرمى الحرب, لكن قوش عاد بطائرة خاصة اخرى بعد اربعة
ايام من المفاوضات (المثمرة)!
يقول
ستان انه فى يوليو من العام 2010 نوهت منظمة العفو الدولية عن ان اجهزة الامن السودانية
تقوم بتنفيذ حملة وحشية من القتل
والتعذيب والاعتقال التعسفى والترهيب
النفسى والجسدى ضد المعارضين ومنتقدى
الحكومة بما فى ذلك الضرب بالخراطيم
والصدمات الكهربية والحرمان من
النوم والركل وووالخ
ومع ذلك فان جورج ليتل المتحدث
باسم المخابرات الامريكية رفض التعليق على ذلك بحجة ان هناك قاعدة تمنع الحديث عن
العمل الاستخبارى مع الاجهزة الاجنبية ,
سيما فى ظل وجود تحديات كبيره ذات صلة بالارهاب فى شرق افريقيا
وضرورة توافر القدرة على العمل فى شراكة مع دول المنطقة لتعطيل شبكات ارهابية(( محتملة))
اهم مايحاول جيف ستان ان يطرحه هو ان يؤكد على مفهوم القنوات المختلفة التى تنتهجها الادارة الامريكية فى التعامل مع السودان بكل هذه الزرائعية سيما وهو يقرر ان الادراة الامريكية اخفت دائما خلافاتها الحادة حول مايجب القيام به تجاه السودان, والسبب هو الدعم الذى توفره له المؤسسة الاستخبارية هناك
اهم مايحاول جيف ستان ان يطرحه هو ان يؤكد على مفهوم القنوات المختلفة التى تنتهجها الادارة الامريكية فى التعامل مع السودان بكل هذه الزرائعية سيما وهو يقرر ان الادراة الامريكية اخفت دائما خلافاتها الحادة حول مايجب القيام به تجاه السودان, والسبب هو الدعم الذى توفره له المؤسسة الاستخبارية هناك
لينتهى الى احد كبار المستشارين فى الادراة الامريكية وهو يعلق تعليقا مثيرا على
الامر حيث يقول:-
( الجميع يعرف مايجرى فى
السودان نحن لسنا عمى , سنسحب القابس فقط اذا خرج السودانيون عن منطقة الجزاء)
_________________________
_________________________
تحديث
قضية في غاية الاهمية..العلاقة بين السودان و امريكا.. قد تكون متذذبة كما يظهر لعموم الناس و لكنها مستمرة و في ظل هذه الحكومة ستواصل في خدمة مصالحها الشخصية اولاٌ و اخيراٌ
ReplyDeleteHelo, my friend Osama!
ReplyDeleteI love your work. Great space and good postings. Have a nice week.
مرحبا بك اخ وائل
ReplyDeleteشكرا لمرورك
وكل الامنيات ان تكون قد تماثلت للشفاء
hello david
ReplyDeletethank you friend
my respect