لن يكون هناِك خروف فى عامكم هذا- قال الأب
فالخروف غال جدا و المجاعة تمسك بتلابيب المدينة من اقصاها
هذا يعنى إننا لن نصنع فروة للصلاة من جلده هذا العام, أكوام الفقراء التي تعودنا على توزيعها رائحة الكمونية , وسعادة التحلق حول كميات اللحم المهولة
وماذا سيقول الناس عنا؟أصبحنا عاجزين عن شراء خروف!- قالت إلام
- الأضحية ليست خروفا يذبح يا امرأة, إنها أمر دين, البلد على حافة الانهيار
لكن الأم كانت تفكر في كلام الناس, كل الأشياء صارت من اجل الناس, المال والعربة والخروف الذى سيعلق على أعتاب الباب الحديدي الضخم
ضحى عنا رسول الله , حين ذبح كبشين أملحين أقرنيين- رد الأب
صوت الخراف المنطلق مجتازا حوائط الجيران , كان في ذهن الابن الصغير كأنه موسيقى, لكن ثمة شوشرة هادئة تتخللها هذه المرة, شيء يقاطع صوته ,كما لو أن الواقع يلعب لعبة شد الحبل مع الخيالات الغبية
اخبرتنى جارتنا أن بإمكاننا أن تشترى الخروف بالتقسيط المريح, هناك شركات كثيرة متوفرة حتى إنها تقوم بالتوصيل
قالت المرأة
في يوم الأضحى كان الجميع يعلق خروفا على عتبات بابه
لم يثنى احد على خروف الأخر, ولم يسأل احد جاره عن السعر, كان الكل يعرف أن السعر غال جدا وان الثمن الذي سيدفع كبير جدا
أكوام الفقراء التي نسيت في هذا العام, والجلسة حول كمية اللحم المهولة بدت باهتة جدا, وتلك التهاني بالعيد بدت وكأنها بلا تاريخ أو لعلها أضاعت تاريخ الدفء والحميمية القديمين حين كانت المشاعر أهم من الأشياء
خذ الجلد فبعه, هو غال جدا قال - لي أبى
ألن نصنع منه فرو للصلاة ؟ - سألته
كلا ياولدى لن نصنع فرو للصلاة من جلد خروفنا هذا العام
No comments:
Post a Comment