Friday, December 13, 2013

ضد الفساد فى السودان 2

المنح والقروض سحب على المكشوف دون خوف من المحاسبة
بلغ إجمالي السحب على القروض والمنح الاجنبية مبلغ 3.7 مليار جنيهاً بنهاية العام 2011., هذا تصرف عادى  فالقروض يتم السحب منها  لاكمال مشاريع  او لتسيير اعمال الدولة  وتحقيق الاهداف الاقتصادية  المطلوبة , لكن المشكلة فى هذه المسحوبات انها سحبت  دون اوراق!!
فطلبات السحب لم يتم تسجيلها بدفتر الحسابات ولاحظ الديوان عدم تتطابق بيانات إدارة القروض مع الحسابات المركزية, وان هناك اخنلافا كبيرا فى  الأرصدة الافتتاحية بين دفتر الحسابات والميزانية المراجعة!
لاحظ المراحع العام وجود عدد من المشاريع التي إكتملت ولا يزال لها أرصدة.!!  اضافة الى ان هناك مشاريع  يتم الصرف عليها  ولديها ارصدة  ظلت ترحل أرصدتها منذ العام 2009 دون ان يتم السحب السحب منها., ترى لماذا؟ واى عبقرية اقتصادية تفتقت عن مثل هذا التصرف! وما الذى سيحدث لهذه ا لارصدة 
سحبت وزارة التعاون الدولي مبلغ 721 مليون جنيهاً, وهو تصرف طبيعيى فى دولة طبيعه لكن المشكلة  ان السجب كان يتم من حساب منحة  مجهولة المصدر!!
 فلا اجد يعرف  من اين اتت هذه المنحة!, ولامقدار هذه المنحة ! ولا الجهة التى منحتها, ولا اوجه  صرفها!
  يبدو ان السؤال المهم فيما يتعلق بمسالة السحب على المكشوف فى لعبه فساد الطفيلية الانقاذية ليس فقط اين تذهب  اموال الشعب السوداني , ولكنه ايضا  هو من  اين  وكيف يحصل هؤلأ  على هذه الاموال بأسم الشعب السوداني  لتسرق بهذه الحقارة دون خوف من  حسيب ولا رقيب, ببنما يطالب البشير باثبات على من تورط فى الفساد!!
بقول المراجع العام ان منحتي قطر  والجزائر لم يتم اثباتهما فى الدفاتر بوزارة  التعاون  الدولي وظهرتا بالحساب الختامي لوزارة المالية ولم تجد المراجعة ما يفيد بأوجه صرفها.!!
نلاحظ هنا ان الانقاذ تتصرف فى الاموال العامة وكأنها ملكية خاصة, ولاتخشي رقابة الشعب السوداني عليها,  هذه الاموال  تذهب لمصلحة المجموعة الحاكمة  ومحاسيبها وحاشيتها , ولمصلحة المنتفعين  من ا لعسكريين والامنيين  الانقاذ تمكن لنفسها  كمجموعة متمولين طفيلين ليس لديهم اى افق او معرفة باسس الاقتصاد  الذى يجب ان يقوم على الانتاج  بدليل تخلصها  العمدى من اى مشروع  منتج بالسودان
أوصى المراجع  العام باثبات حركة حسابات القروض والمنح بالدفاتر من لحظة توقيع العقد وحتى اكتمال المشروع ومطابقة ذلك مع الحسابات المركزية
لكن يبدو ان  محاربة الفساد فى السودان  غير ممكنه الا باجتثاث الانقاذ  لانها  الاصل الذى  ينبع  منه كل الشر  الذى يحيط بالسودان
يتبع

Sunday, December 1, 2013

المقاومة الداخلية للمهدية1881-1898م

هذا الكتاب  (لمحمد محجوب مالك )من اهم ما كتب عن المهدية  لكون الكاتب اعتمد  بشكل رئيس فى مصادره على دراسة اكثر من ستة الف رسالة من الرسائل الداخلية الصادرة باسم المهدى والخليفة فى الفترة من1885-1890م
وهذه الفترة شديدة الاهمية  لأن الخرطوم سقطت فيها, وتراجعت القوات البريطانية الى حلفا  ,وبدأ النظام يتغير بموت المهدى . وتغيير الوالي  محمد الخير عبدالله خوجلي حاكم  دنقلا وبربر من قبل المهدى ليحل محله آخر
ولكن يبدو ان ثمة هزيمة صغيره حدثت اثناء انسحاب الانجليز الى آخر نقطة  للقوات المصرية فى حلفا ,  اشتباك محدود  سبب هزيمة فى بلدة اسمها ( جنس) فاحدث  شرخا فى علاقات الانصار , وحدثت اتشقاقات, واصبح  بعض الانصار  والقبائل معارضين, وغير بعضهم رايه فى المهدية برمتها باعتبار ان المهدى  اصلا توفي قبل ان يحقق وعوده كمهدى  يملا الارض عدلا وو الخ
يقول الكاتب (وجدتني اعود الى امهات  مراجع المهدية , كتاريخ السودان لنعوم شقير  الجزء الثالث وهو من امهات المراجع   التقليدية, و كتاب  المهدية والسودان المصرى  (لونجت )و(المهدية ) (لثيوبولد) فوجدتها  تتعرض لهذه الصراعات تعرضا لابأس به  ,  ولكنها تعالجها هنا وهناك بغير ارابط واحيانا بغير وعي باسبابها, وهذا دفعنى الى مزيد من البحث  فى كتب المحدثين والرسائل الجامعية وقد وجدت هذه ايضا تعالح الصراعات حسب مواضيع الاشخاص ولم اجد من توفر لهذه الصراعات بالبحث فيضعها موضعها الصحيح  كموضوع  مستقل)
فى مقدمته الضافية  يحكي الكاتب  قصة هذا السفر القيم منذ ان كان فكرة,  فهو من اوائل الذين عملوا بدار الوثائق  التى وفرت له اوراق المهدية الاصلية , اضافة الى وثائق المخابرات المصرية  التى كانت ترصد السودان( وحركات) المهدية التى كانت تقوم به  , وهذه الاوراق  اسهمت فى  تطوير الدراسات التاريخية الاكاديمية  بشكل اعمق
يذكرنا الباحث بملاحظة مهمة وهى انه قبل تنظيم وثائق المهدية  كان البحث يعتمد على كتابات شقير واهرولدر وسلاطين وابراهيم فوزى  وغيرهم رغم انهم  خصوصا رجال المخابرات المعاصرين للمهدية  مثل ونجت وشقير كانت لهم اهداف معينة  هى التي تحدد مسار نطرتهم لتاريخ الثورة, لكنه يشدد هلى ضرورة الاستفادة من المعلومات الواردة فى ابحاثهم وينوه باهميتها
جهود الكاتب امتدت  الى انه اطلع حتى على وئاق المهدية المحفوظه بارشيف رئاسة الوزراء المصريه والتى تلقي الضوء على افاق التعاون بين مصر والقبائل السودانية ا المناوئة للمهدية  حتي انه يعرض صورا منها فى الكتاب
الكتاب يطرح الكثير  المثير من الاسئلة الهامة حول اسباب قيام الثورة المهدية فى السودان ونجاحها فيه دون غيره ؟
لماذا لم يتجاوب العالم الاسلامي مع المهدية؟
هل كانت الضرائب الباهظة وسوء الادارة وعدم الاهتمام بالاسلام قاصرا على السودان فقط  دون بقية اجزاء الدولة العثمانية الاخرى؟
ومن الاشياء المهمة  هو التساؤل عن اسباب هجرة المهدى الى غدير من الجزيرة ابا ونجاح الثورة فى جنوب كردفان بمعني( هل كان نجاح الثورة راجعا الى استراتيحية المكان  ومرتكزات الحركة الاساسية المتمثلة فى  القيادة الشخصية المهدى والحواريين ؟
 ام الى القبائل البدوية الراغبة فى التخلص من الضرائب والاستمتاع بالغزوات الحربية وامتلاك الغنائم ؟
ام انه راجع الى الجلابة من المناطق  النيلية الذين تضرروا من من محاولات الادارة التركية لمتع تجارة الرقيق
هذه بعض الاسئلة الجوهرية فى هذا الكتاب والتى حاول الباحث معالجتها عبر البحث اضافة الى  التطرق الى صراع المهدية مع الحركة الصوفية
 والتطرق لبعض تصرفات المهدى والتى ادت الى نوع من الانشقاقات الداخلية فى حركة المهديه حين قسم الرايات الرئيسة الى اربعة  على راس كل راية  خليفة  فى محاولة للتشبه بخلفا النبي صلي الله عليه وسلم , فرفض  محمد ابن السنوسى راية عثمان   وانضم ابناء الغرب تحت لواء  عبد الله التعيشي صاحب الراية الزرقاء اوالسوداء  وانضم ابناء الجزيرة  والشمالية للراية الحمراء التى يقودها قريب المهدى وتحظي بدعم الاشراف بينما ضمت الراية الخضراء ابناء النيل الابيض!
وكان الصراع بين الراية الزرقاء والراية الحمراء يحرج المهدى , لكنه امتد لمابعد وفاته ,وافقد المهدية تماسكها القومي ولونها بشىء من العنصرية , خصوصا بعد ان ترك المهدى  سهول كردفان وفقد استراتيجية المكان  , ثم مات   وظهر من يطالب براية عثمان , وكرسي خلافة عيسى بن مربم !!! وتصامت كثير من القبائل عن دعوات الخليفة لها لتأتي الى ادرمان  وظهرت حركات مقاومة بسبب قسوة  الخليفة 
تحية كبيرة لجهد الاستاذ  محمد مججوب مالك, محقق وتائق المهدية والرجل الذى له الفضل فى ترتيب وفهرسة  هذه الوثائق وخصوصا رسائل  المهدى والخليفة واتاحتها  للدراسة ماشكل دفعة كبرى لجهود البحث الاكاديمي التاريخي  الذى تطور كثيرا بفضله
ألطبعه الاولي لهذا الكتاب صدرت عن دار الجيل 1987 م