لم يكن انسحاب مرشحى الرئاسة السودانية مفاجئا رغم الدوى الكبير الذى احدثه على مستوى الميديا
بهذا الانسحاب تكون المعارضة قد قدمت خدمة جليلة للرئيس البشير لتتواصل سلسلة الاخفاقات الدائمة للدولة السودانية المنكوبة بهذا النظام لما يتجاوز العشرين عاما
اسباب الانسحاب المعلنة كانت بسبب عدم استجابة الحكومة لمطالب المعارضة بتأجيل الانتخابات لعدم ملائمة الظروف الامنية في دارفور ، اضافة إلى تشكك المعارضة من نية الحكومة المسبقة لتزوير الانتخابات
مالم يقله المراقبون أن انسحاب المعارضة او بقائها لن يؤثر كثيرا على مجريات الانتخابات، المعارضة التي تجاوز التاريخ منطلقاتها وطروحاتها، تعتمد على مرجعيات شخصيية، وعلى شرعيات تاريخية لا علاقة لها بالديمقراطية باى شكل من الاشكال، هذه القيادات هي واحدة من اسباب فشل مشروع الدولة السودانية منذ استقلالها وحتى الان، واعتقد انهم جميعا طلائع تركها الاستعمار لتواصل مسيرتها في تأخير مسيرة التقدم الطبيعى التي لاشك أن الانسان السودانى يستحقها
الخسارة الكبيرة في هذا الانسحاب الكبير كانت هي خسارة انسحاب ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية، ياسر عرمان الذى طرح فكرة الامل والتغيير معيدا للاذهان اسطورة اوباما في نسختها السودانية،
انسحاب مرشح الحركة الشعبية سيعزز من فرص انفصال السودان إلى دولتين ، حيث أن هذا الانسحاب جعل الانتخابات شأنا شماليا، وكأن رسالة الحركة هنا أن تقول أن الشمال لايهمنا في شىء، وبذلك تكون الحركة الشعبية قد فقدت رصيدها الكبير في تأييد حركات الهامش وجماهيرها العريضة ،و تيار ممتد من القوى الحديثة التي ظهرت بعد انتفاضة ابريل 1985اضافة لجيل جديد من الشباب يمارس انتباهاته الأولى للعالم لاول مرة عبر افكار الحرة الشعبية ماقبل الانسحاب حول السودان الجديد
انسحاب عرمان الذى بدأ لى ليس موافقا على قرار المكتب السياسى للحركة،يتم في اطار صفقة بين الحركة وحزب البشير،الذى اعلن بذكاء أن الانتخابات مثل تقرير المصير كلاهما استحقاق مرتبط باتفاقية السلام بين الجنوب والشمال، فاذا انسحبت الحركة سيرد مباشرة برفض مسألة تقرير المصير، ملامح الصفقة ستكون كالاتى، ينسحب مرشح الحركة القوى والذى يمثل تهديدا ا قويا للبشير في مقابل اجراء تقرير المصير بينما تستمر الحركة في المشاركة بالانتخابات البرلمانية
المدهش فى كل هذا هو ان يتأمل الانسان كل هذا القدر من الخداع واللامبدئية فى ممارسة القوى السايسية السودانية وتعاملها بهذا القدر من الاستخفاف بالانسان السودانى ، اذ لاشىء يهم الا مصالح القيادات وليذهب الاخرون الى الجحيم
فبأنسحاب ياسر عرمان تكون الحركة الشعبية قد ادارت ظهرها لكل ماتشدقت به حول المهمشين ، شرقا وغربا وشمالا لتسيطر على الجنوب فقط
مباركة امريكا لاجراء الانتخابات ولمجمل ترتيبات المؤتمر الوطنى الحاكم فيما يتعلق بالاتخابات المنقوصة المعيبةيكشف بجلا ء رغبة امريكية فى فصل الجنوب خصما على مصالح السودا ن، رغما عن ارداة افريقيا، ،وفى هذا تهديد لمصالح الجوار العربى الحيوية
وخصوصا مصر، وغياب كامل للدور المصرى بشكل مثير للتساؤل
بانسحاب عرمان والصادق المهدى ، و كلاهما صاحب وزن مقدر، وزعيم الحزب الشيوعى نقد، ومبارك الفاضل، وكلاهما يبدو لى وكأنه وجدا متنفسا لحفظ ماء الوجه بهذا الانسحاب ، فالزعيم الشيوعى العجوز لايحظى بتأييد جماهيرى كبيرى، والفاضل لايحظى بأحترام القوى االقوى الوطنية لمواقفه المخزية الكثيرة، يتبقى عبد العزيز خالد وهو عسكرى محترف وغاضب من النظام لاسباب لااحد يعرف عنها شيئا، وتتبقى فاطمة عبد المحمود اول امرأة مرشحة للرئاسة في العالم العربى كله، وهى سابقة جيدة، وكذلك يتبقى مرشحين مستقلين سأتحدث عنهما لاحقا ولا اعتقد في تقديرى أن احد منهم لديه فرصة في منافسة البشير
السؤال المهم الذى يقفز إلى ذهن المتابع الان ، ما الذى حدث لاتفاق تم في جوبا بين الاحزاب السودانية بالدخول باكثر من مرشح لتشتيت الاصوات على الرئيس البشير؟،
ولى عودة
جزاكم الله خيرا يااخي الكريم
ReplyDeleteوامتعنا دوما بمقالاتك الجميله
صباح الخير،
ReplyDeleteللأسف انا تركت تعليق ولم ينزل ثم جددته وايضاً تفاجأت انه لم ينزل، علي كل يبدوا أن العلة تكمن في خدمة البلوقر،
لعله سوف لم ينزل هذا ايضا اذن أعاود غداً
السلام عليكم اخي اسامة
ReplyDeleteمقال جميل واستفدت منه ولكن اخي السودان مثله مثل اي دوله عربية النظام مسيطر وبيزور الانتخابات
اما عن دور مصر اساسا مصر منسحبة من شعبها يبقي عادور علي الخارج
تحياتي لك
مرحبا بك اخى ماجد العياطى
ReplyDeleteاشكرك كثيرا على المتابعة
ويسعدنى حضورك الجميل
تحياتى
مرحبا عزيزى لطيف
ReplyDeleteشكرا لك
لسعدت كثيرا بتعليقك الذى يهمنى حيث تلحظ غياب المدونين السودانيين الذين يمكن ان نتحاور معهم
انتظر عودتك بشغف،
تحياتى وكل التقدير
مرحبا هيثم العزيز
ReplyDeleteشكرا لك
سعدت بحضورك، واستفادتك
اردت ان اشير الى تراجع الدور المصرى فى السودان رغم خصوصية علاقات الشعبين، مصر لم تستغل هذا الوضع فى دفع مسيرة الاستقرار فى السودان ، وهذا سيؤثر كثيرا على مصالح مصر الحيوية جدا فى السودان
تحياتى
صباحك خير اسامة.
ReplyDeleteانا آسف لركاكة خدمة النت وبطؤها،فبلد به شركات اتصال علي مستوي المنطقة،لكن الحكومة بهيئتها للاتصالات تتعمد ابطاء السيرفس.
المهم بالأمس كتبت لك ثلاث تعليقات لكن لم يظهر منها الا الأخير.
وكان فحوي كلامي هو، أن انسحاب السيد عرمان،كان يعد خطوة بالإتجاه الصحيح،لجهة انه فضح مخطط حزب البشير الداعي الي ايهام العالم بنزاهة الإنتخابات،التي تم الإحتفال بنتيجتها في دار حزب المؤتمر الوطني (النادي الكاثوليكي المنزوع)وفقط أصبح انتظار اعلان النتيجة هو انتظار لتتويج البشير،بغية اغتساله بماء الإقتراع،من جنابة مضاجعة السلطة عشرين عاماً (سفاحاً)!
وذلك الإنسحاب،وما تبعه من اجتماعات لقوي المعارضة(الواهنة)افضت الي اعلان المقاطعة الكاملة،كل ذلك قد اربك حسابات حزب البشير أيما ارباك! وأية ذلك تجلت للملأ في خطاب للبشير بمدينة سنجة،غلبت علية التأتأة والتلعثم،وترك البشير تعديد انجازات الإنقاذ،واطلاق الوعود والبشارات التي صاحبت حملته،وطفق يخلع النعوت علي قيادات المعارضة،من شاكلة (الخونة ،والعملاء،وقول كلمات كأسيادهم الأمريكان والصهاينة)وقد تراءي لك مراقب ولأول مرة،انسياب ما يشبه ايات الثناءوالاطراء من أفواه قادة المؤتمر الوطني علي صدور حزب المؤتمر الشعبي!! نظير مخالفته لأحزاب جوبا في امر المقاطة.
فلولا تلجلج المعارضة وتذبذب مواقفها وتفرّق رأيها،لإنتصر الشعب السوداني علي نظام البشير،واطاح به قبل اجراء الإقتراع،لكن للأسف ! هذه المعارضة-التي وصفتها انت بأنها احد أزمات البلاد-قد بينت لحزب البشير هشاشة سبكها،وكشفت له عن خاسرتها الرخوة فأصابها بسهم صدئ،فقتلها وماتت معها أمال شعب تاق الي التحرر والإنعتاق.
أما عن مشاركة بعض النكرات التي تسعي لإكتساب (التعريف بالإضافة)فهذه محسوم أمرها،وهو الإحتواء داخل احد اجنحة المؤتمر الوطني،وإلا فماذا تريد فئران تتزيأ بفراء النمور والأسود لكي تظهر في هيئتها وهيبتها،وهي تدرك انها لم ولن تسطيع الي ذلك سبيلا.
هل يصدق العميد عبدالعزيز خالد انه سيفوز علي عمر البشير في شبه انتخاب تم حسمه سلفاً؟أم ماذا يريد الدكتور-المثقف- كامل إدريس من خوض عملية عفّ عنها الكبار الأثقل وزناً،والأكثر مراساً لهذا العمل؟
اس السياسة السودانية-ياصاح-هو انها لم تشد علي مبدأ،بل متروك أمرها لتقرره الظروف ،وهذه الظروف في أبعد مداها لا تتجاوز الظروف الشخصية أو المصالح القبلية.ولك ان تتأمل-ياصاحب التأملات العميقة-في كل برامج الأحزاب السودانية (حكومة ومعارضة)تجدها متشابهة حد الإتساق،ما عدا برنامج الحركة الشعبية الذي ينادي بسودان جديد يشاد علي أسس جديدة،ويأتي في مقدمة هذه الأسس ،أس القومية الذي ضاع عن برامج كل الأحزاب لمدة نصف قرن، وتجد أنه قد خلا برنامج السودان الجديد من الدين والعرق،بل قد لعنهما وهذان من المكونات الأصيلة لأحشاء بقية الأحزاب.
لقد كان لي الحظ في حضور العديد من ندوات الحركة بجماهيرها،وقد كان الشئ الوحيد الذي كنت أحسه لأول مره هو الفخر بأني سوداني،ولا أخفي عليك أن هذا الإحساس لم يزرن بتة في السابق، طوال سني عمري التي شارفت علي(ال25)حولاً
.
الحركة لم تتنصل عن مسؤليتها تجاه الشعب السوداني،وكان عرمان يتحدي عراقيل الحكومة،ولا يأبه لفتاوي جهلاء الدين الذين خصصوا كل الخطب للتشهير به،والإفتئات منه،وحرموا التصويت له بزعم أنه علماني أو هكذا أباطيل، ولم يلتفت عرمان وكل مرشحو الحركة الي تخاريف وتهاريف خال عمر البشير ذاك العنصري ،الطيب مصطفي،والآن كل المدينة تضج باعلانات تهرج الشعب وتألبه علي عدم التصويت للكفار وتقول له:هل نسيتم يوم الإثنين الأسود؟في اشارة الي الأحداث التي صاحبت اغتيال جون قرنق.
انا مثلك -عزيزي اسامة- إذ امتلأ قلبي بالأسي لفقدان الأمل والتغيير وكذلك ملايين الشعب السوداني،لكن الدافع كان مقنعاً بالنسبة الي ،ولم تكن هنالك اية صفقة لبيع امالنا لعمر البشير،لفدائه من سيف العدالة.
وانا اشكرك-أيها الممحون- علي عدم نسيانك لوطنك وانت علي بعد مسافة ومفارقة تحتم عليك نسيانه كما يفعل الكثير.
مساء الخير لطيف
ReplyDeleteشكرا لك ايها العزيز على هذه المداخلة الضافية الثرية
الحقيقة ان تجربة الاغتراب ، وشهودى لكثير من مآسى شعبنا فى مصر واوربا والخليج الان اثبتت لى بما لايدع مجالا للشك ان جزء من احترام العالم لك ينبع حقيقة من كونك تنحدر من وطن محترم
اصبحنا الان اهون الناس على كل آخر فقط لان بلادنا يحكمها هئولا وتحضرنى الان مقولة كاتبنا الراحل الكبير الطيب صالح حين تساءل مرة من اين اتى هئؤلا؟
سعيد باتفاقنا حول المعارضة وان امر السياسة فى بلادنا يدار على طريقة رزق اليوم باليوم حيث لابرامج ولاهم يحزنون
استندت فى رايى حول انسحاب عرمان على تصريح واضح لسلفاكير حيث قال ان ذلك يأتى لصالح البشير وهذا مفهوم لان الحركة مهتمة طبعا بانفاذ اتفاقية السلام
فى تقديرى ان فوز البشير سيؤدى الى الانفصال، وان الانفصال سيؤدى بالضرورة الى حرب هذه قراءة لعبرة التاريخ التى تقول كل دولة منفصلة عن اخرى هى بالضرورة دولة عدوة للدولة الام
حدث هذا بين اثيوبيا وارتريا والكوريتين والهند وباكستان وتيمور واندونيسيا و يمكن ملاحظة نماذج اخرى
اعتقد ان الحركة الشعبية هى آخر آمال الشعب السودانى فى الخروج من هذا النفق المظلم لو انها انتبهت الى مسئوليتها التاريخية التى يأملها منها هذا الشعب
اشكرك مرة اخرى وتقبل خالص تحيتى واحترامى
سلام
ReplyDeleteانا معك في ان المعارضه قدمت خدمه جليله للحكومه .. ولكن الا تري ان المؤتمر الوطني فائز فائز برغم مراقبة الامم المتحده والجامعه العربيه؟؟
ولكن قالو العيار الما بيصيب بيدوش
لو كانت الحركه الشعبيه واصلت كانت سببت ازعاج مع كل قوي المعارضه وكان سيكون له اثره الايجابي
شكرا علي البوست
صافي الود
Hello Osama,
ReplyDeleteI am back online again. I hope you had a nice Easter holiday.
Wishing you a very beautiful day!
Lydia
hello lydia
ReplyDeletewellcome back
nice 2 see online againe
have anice week end
link popularity service seo search marketing backlinks back link
ReplyDelete