كل عام والعالم بخير
ورمضان كريم لكل الاهل والأصدقاء
والمعارف والقراء
رمضان فرصة دائمة لعودة بعضنا الى الله , ليس لان الناس يتركون الله ولكن لأن
الايمان كائن حي يزيد وينقص , وعظمة
الاسلام تتجلى فى انه يقبل الانسان فى كل أحواله حين يخطىء وحين يعود الى الصواب , والمخطئ العائد لله بالتوبة يبدل الله سيئاته حسنات , وهو خير من المدل
بعبادته وصلاحه أن ظن انه اقرب الى
الله بكثرة الصلاة والعمل لأن الانسان فى
انكساره وخجله من الله يصبح اكثر
قربا وتحقيقا للعبودية من الاول , وكل الذنوب يغفرها الله إلا الشرك
, وكل من يقول لا اله إلا الله فهو فى
الجنة كما ورد على ان يحقق شروطها , لان لا اله الا الله
لاتبقى فى قلب صاحبها شبهة ولا ظلم ولا
ذنب , وتفتح ابواب القلب لمعرفة الله ومعيته
وجوهر الاسلام هو تحقيق العبودية لله , وكل منظومة العبادة لاتنفع صاحبها ان لم يشعر بانه قد حقق هذا الاستسلام والرضا الذى يدفعه للإبداع فى سبيل انتاج الحياة الطيبة من اجل العالم
و الاسلام هو دين
الجماعة والغيرية , وهذه الغيرية تتمثل فى
الاحساس بالآخر , والسعى الدائم لتغيير
الحياة نحو الافضل من اجله , فليس الفقر هو القدر المقدور الذى لافكاك منه, لان الفقر ليس مسالة ايمانية يتقرب بها
الى ألله الفقر قضية اقتصادية بحته, تحدث
نتيجة لاختيار اسلوب خاطى فى التطور الاقتصادى لدولة ما, فالدولة التى تنتهج سياسة لاتقوم على الانتاج , وتتخذ من افكار
الليبرالية الجديدة فى تحرير الاسعار وبيع القطاع العام, وتتخذ سياسات تدميرية
لمنظومة التعليم والصحة وتشرد مواطنيها فى
دول العالم لتتمكن من فرض مزاج ماضوى نكوصى
لإقحامنا فقط وبغير جريره فى غبائن التاريخ ومشكلات الدول المندثره هى دولة فاشلة بكل المقاييس مواطنها فقير بالضرورة , سيما حين تمكن قلة من
الاستفادة من ريعها , ويصبح الفساد فيها ممنهجا
ترفض كل الدعاوى لمحاربته واسترداد المنهوب , وانتهاج الاصلاح لمصلحة الغالبية , بحجة عدم
توافر الادلة , وكأن المطلوب من المفسد ان يدل على نفسه لتتم محاسبته فيما بعد! ثم
تدعو الناس الى الصبر فى محاولة مكشوفة لاستدعاء المفاهيم الاسلامية لخداع الناس , وكأنهم بلا عقول
ان التعامل مع مفاهيم ايمانية مثل الصبر بهذا القدر من اللاايمان باعتبار انه
طرح اسلامى يشبه محاولة خنزير استخدام ادوات التجميل ليخدعنا , لأن الصبر
بالمفهوم الاسلامى يكون عَلَى
الطاعة، والصبر عن معصية الله والصبر عَلَى أقدار الله -سُبْحَانَهُ وتعالي ,وهى المسائل
التى لايد للانسان بها , مثل الموت والولادة وكوارث الطبيعة , اما الفقر فهو مسالة
بشرية تدل على غباء فى خيارات الناس ,
تماما مثل القول بأنه نتيجة للكسل مثلا!
رمضان فرصة لنغضب على انفسنا التى كأن بامكاننا ان نحاول تغييرها منذ زمان دون ان نفعل , فرصة لتغضب يشكل ايجابى على عالمنا الذى ينتج الظلم فى كل لحظة فقط لاننا صمتنا على من قتلوا وتشردوا وضيعوا فى دارفور و جبال النوبة والنيل الازرق
رمضان شهر القرآن والرحمة والتغيير , شهر التسامح , التسامح مع ذواتنا
والتصالح معها والعالم, شهر للتفكير فيما نحتاج الى تغييره من انفسنا , كيف نصلح
عيوبنا, ليس الغرض ان نكون كاملين أبدا يكفينا فقط ان نحقق قدرا من الثقة فى الله
, لنكون واثقين من انفسنا , الثقة فى الله مفهوم كبير لايستيطعه الكل , ولو
ادركنا جزء من المعنى فهو كاف جدا, بالنسبة لى على الاقل
رمضان فرصة للخروج من ذواتنا
الضيقة للانطلاق الى عالم من التفكير الايجابى تجاه الذين ظلمناهم أ والذين كنا سببا فى تعقيد
حياتهم , الذين تسببنا لهم بلحظات من الحزن, او الذين كان بإمكاننا ان نمد لهم
ايديينا ولم نفعل , او اولئك الذين
اشعرناهم بأنهم اقل منا لكونهم اقل حظا
رمضان فرصة لمواصلة الثورة
والدعوة للتغيير , فرصة لنحقق انسانيتنا
No comments:
Post a Comment