- عن اي حوار تتحدثون ايها السادة ؟ان اي حوار لاينهي الحرب في السودان بالنيل الازرق ودارفور وجبال النوبة ، ويحسن اوضاع المواطنين المعيشية ، وينهي غارات الطيران على المدنيين، ويعيد اكثر من خمسة او ستة ملايين نازح ولاجىء الى مناطقهم-ان رغبوا- هو حوار بلا فائدة.ولو ان المئة وخمسين حزبا وحركة التى تشارك الآن في الحوار الذي بدأ باسم الوثبة في الخرطوم الآن والمستمر منذ أكثر من ثلاثة اشهر يمثلون الشعب السوداني ،فهذا يعنى ان كل حزب منهم يمثل ما لايقل عن مائتي الف سوداني على الاقل ، وهذا يعنى ايضا ان الاحزاب الكبرى الغائبة مثل حزب الامة واحزاب اليسار والجبهة الثورية وحركات المقاومة السلمية مثل قرفنا واخواتها ومؤسسات المجتمع المدني هي احزاب وحركات بلا قواعد تمثلها ، وليس لديها عضو واحد ولا حتى قادتها !ثم ماهي مصلحة أي بلد في ان تكون به اكثر من مئة وخمسين حزبا وحركة سياسية في ظل تضييق جبارعلى الحريات الاساسية فيه!والسؤال البدهي فيما يتعلق بالحوار هو ما الذى تفعله هذه الاحزاب والحركات (إن جازت التسمية)فى هذا الحوار وهم يستمعون الى السيد نافع على نافع -كبير صقور المؤتمر الوطني الحاكم - وهو يؤكد لهم( انكم ان كنتم تظنون ان مخرجات هذا الحوار ستتفضى الى اى مشروع سياسي جديد يمكن ان يتخيله احدكم يؤدى الى تغيير جذري في طبيعة النظام فهذا لن يكون لاننا لسنا بهذه الغفلة ، وان هذا الحوار يقصد منه ان يستمر الوضع على ماهو عليه حتى لوانكم كمعارضة حكمتم في المستقبل ستستمرون على ذات النهج في الحكم)!!اما الدكتور مصطفى عثمان اسمعيل فقد اكد في كلمته امام مش عارف ايه كدا بتاريخ 6/1/5012 كما رأينا في الاخبار لهذا اليوم ان (على المشاركين الادلاء برأيهم ، وليس تقرير الاشياء ذلك ان القرارات هي بيد الجمعية العمومية المكلفة بتقرير مخرجات ومقررات الحوار، وان المطلوب فقط هو الحديث حول قضايا الحرب والسلام ووالخ ولم ينس ان يذكر ان المؤتمر قد يقرر توسيع دائرة الحكم لتستقر الاوضاع)في ابريل 2015اقامت آلية الاتحاد الأفريقي برئاسة كبير الوسطاء ثابو أمبيكي لقاء تحضيريا للحوار ، ودعت له أطراف الأزمة السودانية الحكومة والمعارضة بشقيها السياسي والمسلح، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فشل قبل أن يبدأ، واصطدم برفض وممانعة الحكومة وحزبها الحاكم الذي اشترط المشاركة في أي حوار مع قوى المعارضة عقب خوضه الانتخابات وضمانه لنتائجها على ما يبدو، ما يعني الوصول إلى طريق مسدود من قبل أطراف الأزمة، الأمر الذي سيدفع أمبيكي إلى تقديم تقرير إلى مجلس الأمن الدولي حول نتائج عملية السلام في السودان للبت في العملية السلمية. ويبدو ان امبيكي اصيب بحرج بالغ جراء تصرف الحكومة فالرجل دعا الجبهة الثورية وزعيم حزب الامة السيد الصادق المهدي او مايعرف بقوى نداء السودان، التى احتشدت في اديس وقتها، واكد وا جميعا رغبتهم في حل مشكلات السودان على اساس سلميرئيس الجبهة الثورية اعلن في هذا اللقاء استعدادا كبيرا للحل السلمي، وموقف الصادق المهدي معروف في دعم الحلالسلمي وخذلان المقاومة ودفعه الدائم باتجاه الصلح مع الحكومة،وقد بدا يومها مبسوطا من الحضور الاعلامي وعلق عليه بالقول ( اننا لسنا وحدنا في اديس فالمجمتع الدولي كله حاضر معنا، الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والحاضرين الآن وووالخ هذا الكلام الفارغ) وهذا قد يبدو مستغربا للبعض ولكنه طبيعي بالنسبة لي ، ففي4 ديسمبر 2011 أكد مبعوث الرئيس باراك أوباما إلى السودان برنستون ليمان موقف ادارة اوباما - الذي لم يتغير ابدا -الرافض تماما لاى حديث عن اسقاط النظام وأكد ان بلاده أبلغت تحالف الحركات المسلحة في دارفور والحركة الشعبية لتحرير السودان الذي يسعى لإسقاط حكومة البشير بالقوة بإن عليهم تقديم برامج سياسية لإصلاح السودان بواسطة طرق دستورية وديمقراطية.وقال "قلنا لهم إن عبارات مثل «إسقاط النظام بالقوة» و«الجنوب الجديد في الشمال» لا تساعد وسألناهم: كيف تتوقعون من حكومة الخرطوم التفاوض معكم وأنتم تريدون إسقاطها بالقوة؟ .واعتقد شخصيا ان الامريكان محقون، فالحديث عن تفكيك النظام والانتفاضة الشعبية اشيا لايمكن توقعها مع احزاب بهذا الضعف فلماذا تقبل الحكومة امانيهم عن الحكومة الانتقالية او توقع ان يقبل الحكم في السودان ويقر بانه اخفق وعليه ان يترجل للمعارضة طوعا لقيادة السفينة !الولايات المتحدة التى تملك في يدها 99% من اوراق اللعبة السياسية في السودان يمكن تصنيفها كداعم رئيس لبقاء النظام في الخرطوم وقد ظلت دائما ممتنة لخدماته فيما يتعلق بمحاربة الارهاب لدرجة ان اوباما تعرض دائما للنقد في صحافة الجمهوريين لكونه لايدين الرئيس البشير ، ولكونه عارض مسألة اتهامه بواسطة محكمة الجزاء الدوليةفي اكتوبر 2015 اعلن البشير ان الحكومة وافقت اخيرا على لقاء الحركة الشعبية في اديس ابابا برعاية الوسيط الدولي الافريقي ثامبو امبيكي في اطار مايسمى بآالية 7+7، وتم هذا الحوار واعلن في الاخبار انه فشل لانسحاب ممثل الحكومة بحجة انه غير مفوض تماما بالحديث حول قضايا السلام وبرزت اعتراضات ممثل القوات المسلحة على فتح مسارات آمنة لاغاثة منكوبي مناطق الحرب لاسباب امنية وذلك رغم اعلان اعلام حوار الخرطوم ان الحديث سيدور في مسائل اجرائية مع الحركات المسلحة بغرض التمهيد لانضمامها لحوار الخرطوم!بحسب الحكومة فان حوار الخرطوم يهدف الى احلال السلام وتحديد كيف يحكم السودان وكيفية عمل نهضة اقتصادية وهي اهداف جيدة دون شك ،سيما ان كان الحوار سيؤدى الى انهاء الحرب في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق . وان يتوقف الطيران عن قصف المدنيين . وان يعود حوالى 8 مليون نازح ولاجئ الى مناطقهم . وان يوقف الدولار جنونه بسبب الحرب والعزلة والمقاطعة ليسترد الجنيه السودانى بعض العافية . وان يشارك زعماء احزاب المعارضة والمجتمع المدنى الحقيقيين داخل القاعةذلك ان الحوار كما هو معلوم يحتاج الى طرفين ، والحكومة والاحزاب المتفقة معها ليست مختلفة على شىء من ذلك في الواقع ولايوجد حرب بينها لتتكلم عن السلام، فمن هو الطرف الآخر ؟، انه المعارضة المسلحة التى ترغب في في ازالة نظام المشايخ الحالي المتنكر لعلاقته القديمة بالاخوان المسلمين ، دون قدرة حقيقية على الوصول لهذا الهدف الاستراتيجي والتى تعلن عكسه دائما بلا قناعة بسبب الموقف الامريكي المؤثران تغييب الجبهة الثورية عن الحوار بسبب رغبتها في لقاء تحضيري في اديس ابابا يسبق حوار الداخل ،او بسبب تعنت الحكومة السودانية لاى سبب يحول دون دخول الاطراف في مناقشة لعمق القضايا الوطنية التى تؤرق الانسان السوداني والتى تشمل اضافة الى ماسبق إلغاء القوانين المقيدة للحريات، وإستقلال القضاء، ومكافحة الفساد واسترداد أموال الشعب المنهوبة ، وتحسين الظروف المعيشيةوهو موقف نعلم انه ينطوي على مكايدات وخلفيات شخصية بين ساسة الداخل والخارج، ويكشف طبيعة عقلية هؤلأ القادة.
Tuesday, February 16, 2016
حوار الطرشان في السودان
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
This comment has been removed by a blog administrator.
ReplyDeleteThis comment has been removed by a blog administrator.
ReplyDeleteThis comment has been removed by a blog administrator.
ReplyDeleteThis comment has been removed by a blog administrator.
ReplyDeleteThis comment has been removed by a blog administrator.
ReplyDelete