Sunday, April 22, 2012

ظل الاسكندر2






وقف ديوجين  يتأمل فى مقبره قديمة , كانت مقبرة رائعة تحيط بها الازهار , وعلى رأسها نصب تمثال يمثل الملك السابق, ثم انتبه فجأة  الى جثة كلب ترقد بالقرب منها
فى تلك اللحظه ظهر الاسكندر فجأة من خلف ديويجن  وقال:- ماذا تفعل هنا فى المقبرة الملكية  ياديوجين ؟
مولاى الاسكندر, كنت اتأمل فى عظام أبيك فما وجدت فرقا بينها وعظام الكلب الذى يرقد بالقرب منها,   هذا الكلب  الوقح الذى تجرأ على مشاركته فى موته العظيم
وديوجين لم يكن منشغلا بالموت,  فى مسيره الدائم تلقاء حياة عامرة بالفضيلة ادرك منذ زمان ان  الذين  يشترطون على الحياة  مطالبهم سيكون عليهم ان يسعوا لتحقيق هذه الشروط  , ذلك ان الحياة تشبه  فراغا بين قوسين  عليك انت ان تكتب فيهما النص الذى يناسبك
موته العظيم, ؟ قال  الاسكندر ,ولكن  ماهى العظمة فى الموت!, العظمة كل العظمة فى الحياة  ايها العزيز, وموت كلب لايختلف عن موت  ديكتاتور
رد ديوجين بسرعة:- صحيح , فلماذا  اذن يقولون انك عسكرى اهبل. ؟
لن احاسبك  ياديوجين الحكيم, اذ تتجرأ على  و العظماء من آبائى,  فانت تعيش فى برميل لتلفت انتباه الناس. تضعه فى شوارع اثينا حيتما اتفق , ولولا   بقية من احترام يكنه لك الحكماء فى امتنا , لاخذتك حملات النظام العام , ولرمتك فى اى  تخشيبة ككلب بتهمة التشرد والتسول
توحد ديوجين  بالجرح, ودخل برميله الفارغ الا  من ذكرى  الوحشة و الألم  القديم, والزمهرير الشتائى الذى كان يعصف بروحه  بعث فى اوصاله رعشة خفيفة من اثر الجوع
 تبع الاسكندر ديوجين الى برميله متأثرا من فظاظته وقال :-
ديوجين ايها المعلم ها انذا قد جاوزت قدرى معك, هلم  معى الى القصر فاكسوك واطعمك, متى اكلت  اخر مرة؟
كف الناس عن التصدق على امثالى,عندما كانوا يتصدقون فعلوا  لانهم كانوا يخشون ان يصبحوا مساكين مثلى, الآن وقد اصبح الكل مساكين فلم يعد يخشى احد ان يتحول الى فيلسوف
ضحك الاسكندر حتى وقعت سيجارته  ثم قال :-, لكن  ليس فى اثينا مساكين , انا فاتح العالم  , قد جعلت اثينا مركز الكون
رد ديوجين بسرعة :- انت حاربت العالم    وجلبت له الدمار  لظنك اننا الافضل , تلك فكرة فاشية  , وما ادراك ان بعد آلاف السنين سيتنبى الرايخ الثالث  او المؤتمر الوطنى او اى مجنون آخر ذات الفكره؟
 ومن هئؤلا ؟ وما ادراك عما سيحدث بعد آلاف السنين , رغم انك تربكنى بجنونك,  لكن برميلك ليس فارغا ياديوجين , ولوددت لو ان لى منه بعض الحكمة
 رد ديوجين بسرعة :-بلا حكمة بلا زفت  لعنة  الله  عليك وعلى  الحكمة , هل تستطيع ان تأخذ حكمتى مقابل بعض الحظ؟ لفتحت لنفسى والعالم ابواب السعادة, ولنثرت الفضيلة بين اركانه , ولسلمتك الى محكمة الجزاء الدولية
سكت الاسكندر محتارا  وهو يفكر, ثم اخرج من جيبه صرة من دولارات ووضعها بين يدى ديوجين  وهو يقول
هل تريد شيئا؟ اؤمرنى بما تريد
قال ديوجين انت تحجب الشمس عن برميلى , اذهب ولا تحجب شمسى بظلك
عندما انصرف الاسكندر الاكبر , كان ديوجين  قد اشعل نارا وبدأ يدفىء  نفسه على نار خضرا كانت تشتعل فى الدولارات بينما ظل الشمس يضفى على وجهة نورا   غامضا  وجميل

No comments:

Post a Comment