Sunday, September 18, 2011

المشهد السياسى فى السودان /حول الحركة الشعبية فى الشمال


بعد انفصال السودان  الذي كان متوقعا,  كنا نتوقع كمراقبين أن  ان تستمر الحركة الشعبية قطاع الشمال في ممارسة دورها السياسي  الذي بدا لي جديدا ومختلفا, فالحركة الشعبية في الشمال  كانت هي الممثل الشرعي الوحيد للمهمشين في السودان, وهذا يعنى كل السودان تقريبا ماعدا النخبة في الأحزاب الفوقية   الموجودة بقياداتها الأزلية من شيوخ الطائفية وشبه الإقطاع المرتشين
كان بإمكان الحركة الشعبية أن تلعب دورا مهما في توحيد حركات الشرق والغرب  حول برنامج بديل للنهوض بالسودان
وكان بإمكانها أن تمثل الخطر الحقيق الوحيد ضد المؤتمر الوطني الحاكم, كان بإمكان صوت ياسر غرمان أن يرتفع ضد اى  محاولة  لتحجيمه كما حدث في صفقة الحركة إبان الانتخابات حين اجبره مكتبها السياسي على الانسحاب لصالح البشير, كان بإمكانها أن تقوم بذات الدور القوى في فرض صفقة الوطني /عقار حول ضرورة فوزه في الانتخابات الولائية مهما كانت النتيجة, كان بإمكان الحركة الشعبية اعتمادا على رصيد المصداقية والشعور العام بالسخط الكبير على سياسات الوطني أن تستغل قدراتها الحركية الكبيرة  في تأسيس خطاب سياسي اجتماعي   تنموي  يقود السودان نحو مرحلة جديدة في التطلع إلى مستقبل مختلف  وربما حتى مذدهر فمن يدرى!
كان بإمكان الحركة الشعبية أن تستفيد من تجربة الأحزاب الديمقراطية في العالم , حين تقوم بدعم وتمويل مؤسسات المجتمع المدني  في السودان , وإنشاء مؤسسات تكون عصبا في دعم منسوبيها  كما تشغل الأحزاب الأوربية نفسها حين تكون خارج السلطة, فتمد يدها إلى إفريقيا  ودول العالم الثالث الأمر فتعيد تمثل هذا الواقع فى بلد يحتاجه بكل المقاييس
كان بإمكانها على الأقل أن تستغل صلتها بالشارع  في تقديم صورتها الحقيقة كحامل لهم التجربة  والوطن والقضية, تماما كما فعل الإخوان المسلمين في مصر طوال فترة مبارك, حيث أقاموا بناء عاليا من المصداقية والثقة في غيبة جميع  الأحزاب الأخرى فكانت النتيجة إنهم رغم قوة التيار العلماني هناك يظلون الأقرب لنبض الجماهير  والأكثر اقترابا من من الاشكالت الحقيقة للمصريين
لكن الحركة الشعبية اختارت طريقا آخر, لقد غرقت في تفاصيل  سلطوية  لاتهم أحدا إلا بعض قادتها, ربما  ظن هئولا أن بإمكان الوطني أن يتفهم  حالة التمرد  التي أثيرت في النيل الأزرق باعتبارها غضبة سريعة لرجل قوى سرعان ماستنقشع عن تسوية ما, تسوية سريعة يبقى بعدها الوضع كما هو عليه! وعلى الشعب أن المتضرر أن يلجأ لله
الشعب السوداني هو المتضرر الوحيد من غباء قياداته في الحركة الشعبية, فالحركة الشعبية كان لديها من المقدرات مايتيح لها قراءة الوضع بعد الانفصال,  الحرب  ليست هي الحل, فلا الأرض  ولا المحيط الاقليمى  ولا اللحظة  تسمح باللجوء إلى هذا الخيار, على الأقل ليس ألان, ولذلك استغرب متسائلا  الم يكن في المكتب السياسي لهذه الحركة استراتيجي رشيد؟
, ما كان متاحا الآن   وبشكل منطقي  هو أن    تعمل الحركة كحزب طبيعي  , وان تلتزم  باستحقاقات اتفاقية السلام في تسريح قواتها  وإعادة دمجها,  لكنها بدلا من ذلك أثارت الحرب, وأعادت  إنتاج الأزمة السياسية اللبنانية برمتها  حيث يصر حزب الله في لبنان على إبقاء قواته المسلحة كدولة داخل الدولة اللبنانية رغم انف  ديمقراطية  الحرب والمحاصصة الطائفية الهزيلة في لبنان  الشبيه في هذه الحالة بالسودان
السؤال هو لماذا؟  وما المطلوب الان؟ لماذا نحن محكومين بهذه الحالة من الفشل الدائم في   الحياة السياسية السودانية؟ هل هي أزمة وطنية, هل خيارات الساسة  أم أنها أجندة سرية مرتبطة بنظرية المؤامرة العتيدة؟
 واعتقد ان المطلوب من الحركة الشعبية أن تعود إلى الحياة السياسية بأسرع وقت,  أن تبحث عن صفقة ما أو تسوية سريعة  تعيدها  إلى المشهد السياسي في السودان,  يجب أن تقرأ الحركة   خسائر الحزب الشيوعي  وتجربته التي تسبب فيها غيابه الطويل إبان فترة العمل السري , فقد فقد الحزب كوادره , وتحول  إلى مجرد تجمع صغير لمثقفين  كبار  لا  يشكلون اى خطورة  على اى جهة , أما الخطاب الذي  تنثره  في بياناتها  حول تجميع قوى الهامش لإسقاط النظام  فسيبقى مجرد خطاب للاستهلاك السياسي   كان يمكن استخدامه في مرحلة سابقة , أو ربما سيأتي في وقت لاحق بعد العودة
 ولكن من المؤكد في  النهاية أن  البعيد عن عين السياسة  سيبقى بعيدا عن قلبها أيضا

2 comments:

  1. السلام عليكم
    تحياتى
    كل ما حدث ويحدث فى السودان نتئائج سياسة هذا البشير والله اظن انه نذير فمنذ ان جائ بانقلاب على الدوله الديمقراطيه كان وبالا على السودان .. حيا الله عبد الرحمن سوار الذب فلو لم ينقلب على اصلاحاته البشير لما أل السودان هذا المآل

    عموما هذه نتائج حكم العسكر فى كل زمان ومكان

    ReplyDelete
  2. نحن من يعاني ويدفع الثمن..ولكن اعتقد ثمن صمتنا وخوفنا

    ReplyDelete