أتحداك ! إن كنت حقا رجلا أن تمسك المايكروفون وتجيب على أسئلتنا حول الإسلام اسقط فى يدى تماما , ولم يكن بامكانى الا امسك بهذا الميكرفون اللعين, دون أنسى طبعا ان العن سنسفيل أم الانترنت والساعة التى جعلتني أتسكع فى هذه الحارة القصية بين مجاهله
مقدار السفاهة وحجم السفالة فى تناول شخص الرسول صلى الله عليه وسلم, وحقارة الطرح المقدم ومقدار الغوغائية فى طرح الأسئلة ادخلتنى فى حالة من الصدمة, ثم تذكرت انه ما أسهل ان تمتطى جوادا وتحمل سيفا تصول به وتجول من خلف الشاشة, فامتطيت وحملت
بدأت اولا ببعض الشتائم التقليدية فى تكفير الآخر , فردوا تحيتى باقبح منها, عندما أدركت عبثية الأمر هدئت الأمور قليلا , وبدئت بالاستماع الى أسئلة المشرف سودانى الجنسية والذى يعتبره مسيحيى مصر بطلا اسطوريا فى زلزلة ايمان ( احبتنا المسلمين) كما يرددون
هل الملائكة قادرة على إخفاء شىء عن الله؟ طيب لماذا يقول القرآن انها اعترضت على خلق أدم؟ ( الم اقل لكم انى اعلم غيب السموات والارض واعلم ماتبدون وماكنتم تكتمون)؟ ما الذى كتمته الملائكة عن الله كم كان عمر رسولك حين تزوج عائشة, متى دخل بها؟ لماذا طمع فى زوجة ابنه زيد؟
وجدت نفسي فجأة محاطا بعشرات الشبهات التي ماكنت لافكر فيها اصلا, ولكني أدركت ان هناك وجوه أخرى للحقيقة, فنحن نعيش والمسيحي نفى اخاء ومودة وربما لدينا اصدقاء منهم لايهمنا ان كانوا متدينين او علمانيين, طالما ان التعايش الحر الخلاق الذى ندعو اليه قائم بيننا , فى النهاية لكم دينكم ولى دين
الوجه الاخرللصورة ان هناك حرب دائرة بين مجموعة من الدعاة الإسلاميين والمنصرين , صورة بدت لى وكأنها مقتطعة من سياق لا علاقة له بتصوراتي ومفاهيمي حول طبيعة افترضها ابتداء لهذه العلاقة وطبيعتها بين فئتينا, ومع ذلك قادرة على ان تبين مقدار هشاشة خيط العنكبوت الذى يفصل بين قيم كثيره فى حياتنا, ليس اقلها التسامح والتطرف , قيم كالعقل والجنون, ذات القيم التى تجعلنا نعرف مقدار هشاشة وغباء ليس فقط مجتمعاتنا ولكن مجمل تجربتنا الانسانية.
ثم ياللعنة هائنذا اكتشف شيئا
فى النهاية ا حسست وكأننى وقعت بين سندات التطرف الاسلامى ورحى التطرف المسيحى وعلى ان ادافع عن الاسلام , هكذا مرة واحدة!!!! بصراحة لا السيد جوجول ولا معرفتى بالاسلام الذى تربيت عليه منذ نعومة اظافرى اسعفتنى فى الخروج من هذه التجربة بكرامتى,
فى الحقيقة ان افتقاد التخصص والصدمة التى كنت اعانى اثارها ومازلت جعلت المشرف المسيحى يسحلنى تماما وكدت ان اخرج مهزوما لولا كلمة واحدة القى بها بين ثنايا الكلمات
الهنا المسيح!
هل المسيح اله؟ سالت مستغربا
طبعا هو الاله الذى تجسد فى الانسان , (او شىء مثل هذا على ما اذكر)
ومن اين اتيت بهذا الكلام؟قلت مواصلا اسئلتى
ههههههههههههه, انا احى شجاعتك , الحقيقة ان المسلمين احبتنا يتميزوا بجهل غريب
تهورت هذه المرة قائلا /اتحداك اذن فى مناظرة تثبت فيها ان المسيح اله
وانا قبلت التحدى
بعد ثلاثة ايام, عكفت فيها على قراءة كل ماحصلت عليه من كتب ديدات, وحفظت فيها كل ماينفى الوهية المسيح من الاناجيل الاربعة, وشعرت بأنى تقريبا جاهز
ما لم اعرفه حقا هو ما اذا كنت اريد ان انتصر لنفسى واثأر لهزيمتى السابقة ام اننى كنت حقا مهتما باظهار الحق وممارسة عمل دعوى ما!
على الجانب الاخر اخبرنى المسيحيون ان ما لايقل عن خمسة عشر الف مستمعا سيتابعون هذه المناظرة, كان واضحا ان الاخوة المسيحيين يظنون ان امكانياتى كمناظر ضعيفة ومن السهل هزيمتى كما حدث فى المرة السابقة, كان هذا واضحا حتى فى صيغة الاعلان المنشور(ةانتم مدعوون لحضور مناظرة بين ..... الذى زلزل ايمان المسلمين وهدم الاسلام فى قلوب متبعيه وبين ....... (اللى هو انا) الذى تحدى الناموس وانكر الوهية مخلصنا يسوع )
فوجىء الجميع بمقدار استعدادى, النصوص التى استدل بها كنت انزلها مباشرة عبر برنامج اسعفنى به صديق من لبنان,
المشكلة كانت فى ان كل نص من النصوص يخضع فى تفسيره الى خلفية او وجهة نظر مختلفة وفقا لما طرحت كان المسيح ياكل ويشرب ويرتاح ويصلى ويتحدث مع الله باعتباره الاله الحقيقى وحدة, فيما يشبه قولنا لا اله الا الله, واحاديث اخرى يطلب فيها العون من الله فيما يشبه قولنا اللهم انا لانسالك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه, وهو طبعا مولود من امرأة
بينما يصر الاخ المسيحى على مناقضة كل نص بنص اخر, من عينة ان المسيح قال انه هو البداية والنهاية والالف والياء والكثير من النصوص الشبيهة
بعد مايزيد على ساعة كانت النتيجة هى قناعتى التامة بان التدين المسيحى هو فى النهاية عقيدة لايهم المؤمن بها مدى صمودها امام منطقك الشخصى او منطلقات العلم ومنهجياته,
تماما كما هو التدين الاسلامى بالنسبة لغير المؤمن به سيراه وفقا لمنطقه الشخصى وتصوراته حول الحق, الحق الذى اراد الله ان يجعله غامضا لنظل نبحث عنه طوال العمر
وقد يتبع هذا المقال محاولة لملامسة الذاتى والموضوعى فى هذه التجربة التى افادتنى كثيرا رغم غرابتها
No comments:
Post a Comment