Wednesday, November 30, 2011

كلام جواسيس .. السودان و منطقة الجزاء





المتأمل فى علاقات السودان بالولايات المتحدة الامريكية  يمكنه ان يدرك  ان الانقاذ  كنز استراتيجى  للامريكان بسبب الدعم الذى وفرته الاستخبارت الامريكية  منذ وقت مبكر!!
ففى مقال قديم لجيف ستا ن فى الواشنطن بوست  على  زاويته الشهيرة بعنوان كلام جواسيس يضع ستان جملة ملاحظات يمكن ان تستنج منها التالى
امريكا  تتحرك وفقا لقنوات  قد تبدو مختلفة لكنها فى النهاية تصب كلها فى تحقيق اهداف السياسة, والسياسة الرسمية للولايات المتحدة تجاه السودان يمكن اختصارها  ضمن نقاط,
1.      التصنيف بانه دولة راعية للارهاب وفقا لقائمة رسمية حكومية, فهذه النقطة تمثل جهد الادارة الامريكية فى التعامل معنا, وهى نقطة تتعامل معا وفقا لقناة الخارحية الامريكية,

2.      النقطة الثانية هى موقف الولايات المتحدة من قضايا التطهير العرقى فى دارفور,  تبنى قرار الامم المتحدة بتحريك دعوى محكمة الجزاء الدولية ضد الرئيس البشير, وهذه قناة مختلفة تتحرك فى اطارها مؤسسة الرئاسة   وبعض جماعات الضغط,
ورغم ان الولايات المتحدة ليست موقعة على ميثاق المحكمة الا ان قرارات الامم المتحدة وفقا للنظام القانونى الامريكى  هو جزء من منظومة القانون  الداخلى للولايات المتحدة, مايجعل  قرار القبض على الرئيس البشير ايضا احد الشؤون الامريكية
لكن جيف ستان  فى مقاله هنا يتحدث عن المخابرات كقناه  وكيف حاول الامريكان كحكومة استغلالها للتأثير على الانقاذ فى مجالات حقوق الانسان وسيادة القانون
يشبه الكاتب حالة التعاون القائمة بين السودان والمخابرات الامريكية باحوال الحرب الباردة بينهم والروس  قبل سقوط الجدار حيين استخدمت الادارات الامريكية نفس المنطق ( بتاع حقوق الانسان ) فى التعاون الذى  سمح لوكالة الاستخبارت الامريكية  بتكوين علاقات مع اسوأ منتهكى حقوق الانسان فى العالم  من جنوب افريقيا  الى الارجنتين , شيلى وغواتيمالا  بحجة ان هذا كان ضروريا  للقتال ضد الاتحاد السوفيتى
 صحافة الجمهوريين عالية الصوت جدا فى عداءها للانقاذ  لاحظت فى مقال قبل عدة ايام  كيف ان الادارة الامريكية ليست راغبة  فى دعم او تأكيد الاخبار التى تتحدث عن مقابر جماعية فى كادوقلى  بحجة انهم ليسو متأكدين من تقارير مراقبى بعثة الامم المتحدة فى جبال النوبة!
 دانييل جون  الكاتب فى النيو رببليكا كتب هنا  مهاجما البشير بشدة  وصلت الى تشبيهه بهتلر شخصيا  ثم انتقد اوباما بقوة لان الاخير على قوله(الذى نصب نفسه بطلا لحماية الابرياء  لم يندد  به ( اى البشير) بشكل قاطع  ,بل انه لم يكن مؤيدا لمسألة اتهام البشير بواسطة محكمة الجنايات الدولية , بل ان اوباما  لم يعلن بشكل مدو ان البشير باعتباره قاتلا  لايمتلك اى شرعية للحكم, ولم يسبق له ان حذره من اى عواقب وخيمة  فى حالة تجدد اعمال القتل التى يمارسها البشير)
السبب هو كما يلاحظ جيف ستان مقدار الشراكة   والدعم العالى الذى توفره المخابرات الامريكية للانقاذ, وهو تحالف  قديم كما يقول جيف ستان فعلى لسان مصدره( احد الضباط فى المخابرات ) الذى اخبره :-
(انه برغم سياسة امريكا حول السودان الا ان الوكالة  ظلت  تمارس عملها فى تجنيد وتدريب السودانيين  دائما  باسم محاربة الارهاب ثم يقول ان هناك عمليات مشتركة  باسم الحرب الطويلة ., وكل ذلك بدأ فى  وقت مبكر جدا بعد الايام الاولى التى اعقبت هجوم القاعدة  على مركزالتجارة الدولى فى 11 /9 )انتهى كلام الضابط الامريكى
 لكن جيف ستان يضيف بان (اخرون يقولون ان التعاون قد بدأ فى سنة 1990) ثم يوضح
نقلا عن مصدر آخر( يرفض ذكر اسمه )يقول ستان  ان العلاقات بين الامن السودانى والمخابرات الامريكية استمرت حتى  ابان الفترة التى اغلقت فيها السفارة  الامريكية فى الخرطوم لفتره بسيطة فى اواخر 1990 وان السودانيين كانوا  يمثلون شريكا استتثائيا  ضد اهداف ارهابية!!
فى سنة2005 كان العميل  بورتر غوس  هو مسؤول الاتصال مع السيد صلاح قوش رئيس المخابرات السابق , كان بورترغوس هو من اشرف على نقل السيد  صلاح قوش  الى الولايات المتحدة عبر طائرة خاصة من الخرطوم  ليتفاوض مع لانغلى   حول  قضايا الشراكة السرية بين البلدين, فى ظل اصوات كبيرة  بالادارة الامريكية طالبت بالقبض عليه  اثناء المفاوضات باعتباره احد مجرمى  الحرب, لكن قوش عاد بطائرة خاصة اخرى بعد اربعة ايام  من المفاوضات (المثمرة)!
يقول ستان انه فى يوليو من العام 2010 نوهت منظمة العفو الدولية  عن ان اجهزة الامن  السودانية  تقوم بتنفيذ حملة  وحشية من القتل والتعذيب والاعتقال التعسفى  والترهيب النفسى والجسدى  ضد المعارضين ومنتقدى الحكومة بما فى ذلك الضرب بالخراطيم  والصدمات الكهربية  والحرمان من النوم  والركل   وووالخ
ومع ذلك فان جورج ليتل المتحدث باسم المخابرات الامريكية رفض التعليق على ذلك بحجة ان هناك قاعدة تمنع الحديث عن العمل الاستخبارى  مع الاجهزة الاجنبية , سيما فى ظل وجود تحديات كبيره ذات صلة بالارهاب  فى شرق افريقيا  وضرورة توافر القدرة على العمل فى شراكة مع دول المنطقة لتعطيل  شبكات ارهابية(( محتملة))
اهم مايحاول جيف ستان ان يطرحه هو ان يؤكد على مفهوم القنوات المختلفة  التى تنتهجها الادارة الامريكية فى التعامل مع السودان بكل هذه الزرائعية  سيما وهو يقرر  ان  الادراة الامريكية اخفت دائما خلافاتها الحادة حول مايجب القيام به تجاه السودان, والسبب هو  الدعم الذى توفره له المؤسسة الاستخبارية  هناك
لينتهى الى احد كبار المستشارين  فى الادراة الامريكية وهو يعلق تعليقا مثيرا على الامر  حيث يقول:-
 ( الجميع يعرف مايجرى فى السودان نحن لسنا عمى , سنسحب القابس فقط اذا خرج السودانيون عن منطقة الجزاء)
_________________________

تحديث









الخرطوم 4 ديسمبر 2011 — أكد مبعوث الرئيس باراك أوباما إلى السودان برنستون ليمان أن انتقال حالة الربيع العربي الراهنة الي السودان ليس من أجندة الادارة الامريكية.
وقال " لا نريد إسقاط النظام، ولا تغييره بل نريد إصلاحه بإجراءات دستورية ديمقراطية".
وأضاف ليمان في مقابلة نشرتها جريدة الشرق الأوسط امس " نريد الحرية والديمقراطية في السودان، ولكن ليس بالضرورة عن طريق «ربيع العرب». وتابع "ليس في مصلحتنا إسقاط النظام في السودان وزيادة المشاكل تكفينا المشاكل الحالية، مصلحتنا هي تطوير النظام ديمقراطيا ومصلحتنا الآن هي الاستقرار في السودان وفي جنوب السودان" .
وعن احتمال رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب الأميركية بعد فصل الجنوب، قال ليمان إن ذلك يعتمد على جهود الرئيس عمر البشير لحل القضايا العالقة مع الجنوب وفي ثلاث مناطق في الشمال هي دارفور، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق.
ونفى أن تكون الحكومة الأميركية "تنقل مرمى الكرة كلما اقتربت منه حكومة البشير"، وقال إن العكس هو الصحيح "كلما اقتربنا من تحسين علاقتنا مع حكومة السودان، تخلق الحكومة مشكلة جديدة".
وشدد علي معارضة واشنطن لأي عمل عسكري ضد حكومة السودان ، وقال ان بلاده تري أن ذلك إثارة لمزيد من الحروب والمشاكل، و يهدد كيان ووحدة السودان، ويمكن أن ينتقل إلى الجنوب، ويهدد كيانه ووحدته.
وأضاف " لهذا نحن حريصون على وحدة السودان (الشمالي)،وندعو كل الأطراف إلى العمل لتحقيق ذلك سلميا" .
وأكد ان بلاده أبلغت تحالف الحركات المسلحة في دارفور والحركة الشعبية لتحرير السودان الذي يسعى لإسقاط حكومة البشير بالقوة بإن عليهم تقديم برامج سياسية لإصلاح السودان بواسطة طرق دستورية وديمقراطية.
وقال "قلنا لهم إن عبارات مثل «إسقاط النظام بالقوة» و«الجنوب الجديد في الشمال» لا تساعد وسألناهم: كيف تتوقعون من حكومة الخرطوم التفاوض معكم وأنتم تريدون إسقاطها بالقوة؟ .
وكانت وفود من الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة ياسر عرمان وحركتي العدل والمساواة وحركة تحرير السودان جناح مناوي زارت واشنطن مؤخرا خلال الأشهر الأخيرة طالبة مؤازرتها لهم في الإطاحة بنظام البشير.











Friday, November 25, 2011

اسئلة وتعليقات حول مايحدث فى مصر

نجحت الثورة المصرية فى يناير 25  بازاحة راس النظام  بطريقة دراماتيكية  غريبة  حين  قام بنقل صلاحياته إلى مجلس  العشرين   قائدا من قواد الجيش المصري  في مخالفة واضحة لنصوص الدستور المصري  الذي انتهت محاولات ترقيعه من قبل ترزية النظام إلى تحويل دستور1 197 الوقور إلى  مجرد ديكور سياسي  يمنع اى إمكانية لتداول سلمى وديمقراطي للسلطة  وجعلها  حكر ا للفرعون وأزلامه
تولى المجلس العسكري  السلطة التشريعية, وعطل إصدار قانون العزل السياسي,  وعمل  على منع الإعلام من تناول  محاكمة سدنة النظام السابق ورأسه, ولم يعطى اى صلاحيات لحكومة الدكتور عصام  شرف  القادمة من ميدان التحرير, واثأر كثير من الشكوك حول مسالة تسليم السلطة, حين تجاوز فترة الستة اشهر التي حددها ابتداء, ثم تجاهل مطالبات القوى السياسية المصرية بتحديد موعد للانتخابات الرئاسية, وبقى الوضع كما كان قائما دون اى أفق جديد
احتاج المجلس إلى  تحرك نوفمبر والى عودة شباب الثورة إلى الميدان  ليعلن إصدار قانون العزل  باعتباره أهم مطالب الثورة , احتاج إلى سقوط عشرات الشهداء ليعلن زهده في  السلطة وليحدد  موعدا للانتخابات الرئاسية  , وتكليف حكومة جديدة بدلا عن حكومة شرف هزيلة الأداء, ولكن سؤالا مهما وكبيرا بقى دون إجابة حتى الآن إلا وهو من قتل شهداء نوفمبر, ؟ من اعتدى على متظاهرى مليونيات استرداد الثورة فى  ميدان التحرير
الغريب أن المجلس نفى اى  دور له في ضرب المتظاهرين!!,  (كلمة المشير يوم22 نوفمبر تقريبا), ثم علمنا فيما بعد أن الوزير العيسوي وزير الداخلية في حكومة شرف, ينفى أيضا اى دور له في ضرب المتظاهرين!! فيما بعد أصبحت إدارة الشرطة العسكرية  هي المسؤولة عن تسيير إعمال وزارة الداخلية’ ولكن مديرها ينفى تهمة ضرب المتظاهرين
الذين حاولوا إيجاد إجابة على هذه الأسئلة حاولوا إلقاء اللوم على مايسمى بالبلطجيه, ولكن  شهادات الخبراء  التي أكدت استخدام غاز الخردل ( محرم دوليا)في ضرب المتظاهرين, ااضافة إلى أنواع شديدة القسوة  من الغازات المسيلة للدموع  ذات المنشأ الاسرائيلى ( من الذى يستوردها؟ )هذه الشهادات  تؤكد أن البلطجية برغم الدور القذر الذي يقومون به  لكنهم يظلون  بعيدين عن هذا النوع من أنواع العنف
المعلومات التي تسربت حول أن معظم قيادات الأمن في عهد  حبيب العادلى  والذين يدينون بولاء كبير للنظام السابق هم من يتولى إدارة الأمور  الأمنية حتى اللحظة, بل  المصادر ذكرت تسرب معلومات من داخل مقار المخابرات المصرية حول وجود تنظيم سرى في وزارة الداخلية (  انظر  مقابلة قناة التحرير فى آخر البوست ) , وان هذا التنظيم قام بكثير من الأدوار القذرة  ليس اقلها   حادثة اختطاف الصحفي المصري الشهير على هلال  احد كبار مسوؤلى الأهرام  قبل حوالي سبعة سنوات , والذي تمت تسريبات بعد الثورة حول قيام هذا التنظيم بإذابته  بواسطة محلول حمضي  لأسباب غامضة !!
مطالبات التحرير مفهومة, لكن غير المفهوم هو مصلحة المجلس العسكري في تعطيل  مايحدث فى مصر  وفى القيام بادوار اقل مايقال عنها انها معادية لكل منجز ثورة يناير؟ لماذا كلف رجلا  عمل مع مبارك كرئيس للوزراء  لخلافة  الدكتور عصام شرف فى ظل حالة الانقسام  التى تسود المجتمع المصرى الآن؟ أومن الذين يحاولون اقتحام مبنى وزارة الداخلية في شارع محمد محمود؟ ولماذا تقبل قوى الأمن في مصر بوجود البلطجيه  في المشهد السياسي المصرى  بهذه الكثافة   يقتلون ويعتدون  رغم إنهم معروفون بالاسم والمنطقة؟ ومن يمول تحركاتهم؟
عبقرية الثورة تجلت في كونها حددت معنى  مختلفا   لمطالبات تحرك فبراير حول معنى ذهاب المجلس العسكري,  في البداية كان غضب الثوار منصبا  على المطالبة بإصلاحات  واستحقاقات ثورة يناير, بعد سقوط  الشهداء وضرب المتظاهرين والماسي التي صاحبت ذلك أصبح سقف المطالب  يتطور ويرتفع, بدأ بالمطالبة بذهاب المشير طنطاوي, ثم ذهاب المجلس العسكري, ثم تحديد الثوار لمعنى ذهاب المجلس من خلال تسليم المجلس السلطة لحكومة إنقاذ وطني   تشرف على الانتخابات  ويتفرغ هو لدور اساسى في حماية الوطن, واعتقد أن هذا حل وفاقي يضمن  المحافظة على ما وجه المجلس
النقطة  العبقرية الثانية كانت في منع منصات  ومنابر الأحزاب   داخل ميدان التحرير, وهذا يعكس حالة من الإحباط  والاحتجاج يمارسه شباب الثورة ضد هذه الأحزاب والشخصيات التي بدت خلال الفترة السابقة وكأنها تحاول الصعود  وممارسة حالة من التسابق المحموم  لضمان مراكزها ومصالحها ضمن كعكة  البرلمان والانتخابات الرئاسية القادمة  ,  فالرسالة هنا أن هذه المؤسسات الحزبية تحاول سرقة الثورة غير عابئة بشروط    استمرارية هذه الثورة في تحول ديمقراطي يضمن حرية وكرامة  المصريين  وهذا شيء يدعو للإعجاب حقا
شخصيا اعتقد ان قطع الطريق على الثورة المضادة والقوى التى لاتريد لمصر ان تستقر يتمثل فى الانتخابات, ربما كان مايحدث فى مصر يهدف ضمن كثير من اهدافه  الى ايقاف الانتخابات فى يوم 28 القادم اى بعد يومين, فى النهاية ستكون هناك سلطة تشريعية فى مصر   ودستور يعمل على ضمان تداول سلمى ديمقراطى للسلطة   وسيبقى  نظام المخلوع فى مكانه المناسب  وهو قعر مزبلة التاريخ هناك حيث سيموت مختنقا مع الوقت وببطء شديد
امنياتى للشعب المصرى بكل الخير والتقدم 
____________________
المكالمة التى تثبت مقدار نفوذ الثورة المضادة فى مصر

Saturday, November 12, 2011

11-11-11عيد ميلادى واشياء اخرى

صورة لبوستر فيلم 11-11-11


هذا التاريخ  يصادف يوم ميلادي
المنجمون  اعتادوا دائما على اختيار تواريخ جميلة مثل هذا التاريخ  ليبشروا العالم بالمصائب التي ستحدث, طبعا أتمنى ألا تكون حادثة سقوطي من رحم امى إلى هذا  العالم واحدة من كوارثه , لكن فكرة الكوارث وارتباطها بالتواريخ المميزه مثل 6/6 /2006او 9/9/2006 هي فكرة كانت حاضرة دائما في الوعي البشرى, في الأسطورة التي هي احد مخازن هذا الوعي
قبل أيام أعلنت مصر أنها رفضت طلبا لإقامة حفل خاص عند هضبة الأهرام لمجموعة  من اليهود والماسونيين , وذلك رغم أن إقامة حفلات خاصة لمجموعات سياحية على الهرم  هو تصرف تجارى طبيعي اعتادت سلطات السياحة المصرية على اعتباره عملا روتينيا
ماوراء الخبر أن  هو أن الماسونية  العالمية تحتفظ بوثيقة قديمة تعود إلى القرن التاسع عشر  وتتنبأ الوثيقة أن يوم اكتمال الإعداد الثلاثة في 11/11/11 سيكون هو يوم الشر الأكبر الذي ستفتح فيه بوابة الشيطان, ولأنهم يقدسون الهرم فان الماسونيون يريدون استدعاء روحانياتهم في اقوي الأماكن الروحية بالنسبة لهم قرب رفاة خفرع ومنقرع  وخوفو !
الفكر الكنسي في اضطرابه حول مسالة القوى الغيبية أيضا زرع أفكارا مختلفة حول تواريخ مثل 6/6/6 و9/9/9 واعتبرها أيضا ذات علاقة بالشيطان  وعلامات له
قبل يومين شاهدت فيلما عنوانه 11/11/11  وهو مصنف ضمن أفلام الرعب  رغم  أن السينما يلزمها الكثير لترعب مشاهدا خبيرا مثلى, الفيلم اعتبر أن هذا التاريخ علامة  لظهور الشيطان ليدمر العالم ويطفئ نور الإيمان ويقيم بالتالي مملكته , مملكة الظلام والشر, انتهى الفيلم بانتصار الشيطان  على غير عادة السينما الأمريكية   التي عادة ماتنتصر للخير ولفكرة البطل الفرد الذي هو عبارة عن نموذج للبطولة والكمال والخير فى ابهى تجلياته, بالإضافة طبعا للوسامة   وحس الدعابة  ( شاهد تريلر الفيلم هنا)
المنجمون  حول العالم  يقولون أن هذا اليوم هو بداية النهاية للعالم , لكن النهاية نفسها ستحدث  بعد ذلك بعام   ميلادي, وطبعا لم ينسوا أن يختاروا لها تاريخا مميزا أيضا هو 12/12/12
الغريب في الأمر حول تنبؤات النهاية أن كل الحضارات القديمة اتفقت على هذا التاريخ, بدأ بحضارة الانكا, وحضارات أمريكا اللاتينية  والحضارة الفرعونية  والسومرية والبابلية مرورا بحضارة اليونان القديمة وفارس وحتى   تنبؤات  اليهود والسريان ما قبل المسيح عليه السلام , كل هذه الحضارات توقفت نبوءاتها حول النهاية في هذا التاريخ رغم أنها لم تذكر شيئا حول هذا التاريخ تحديدا  تاريخ النهاية لكن تفسيرات المنجمين المحدثين تقول بان هذا تاريخ النهاية لان أحدا في هذا الحضارات لم يستطع أن يرى شيئا بعده!, فكل النبؤات تتوقف بشكل غامض عند هذا التاريخ
والصحيح أن اغلب هذه الحضارات تركت في آثارها تنبؤات حول إحداث العالم   بضها صدق وبعضا كذب,  وهم في النهاية كاذبون وان صدقوا وفقا للحديث النبوي المشهور
في يوم ميلادي 11/11/11 ينتظر الشيعة  مهديهم المنتظر  والذين يقولون عنه كلما ذكر اسمه عين جيم اختصارا لعجل الله فرجه,  فوقا لأسطورتهم الخاصة دخل هذا المهدي سردابا في سامرا قبل مئات السنين  وظل حيا طوال هذا الزمن في داخل السرداب حتى إنهم ينتظرونه كل جمعة على باب السرداب  وقد جهزوا له حمارا , ويقال أن الرئيس الايرانى لاياكل إلا إذا وضعوا بقربه  طبقا فارغا تحسبا لحضور المهدي فجأة فيأكل معه!, الغريب أنى سالت احدهم قبل فتره  قائلا :- الم تفكر في احتمال أن عين جيم ربما خرج من الناحية الأخرى للسرداب؟
والحمد لله أنى نجوت بجلدي  دون اى خسائر
المنجمون المتسنين , رغم أن ملتهم تعتبرهم كذبة , إلا إنهم قالوا أن هذا التاريخ موعد لصيحة سيطلقها جبريل عليه السلام!
وهم ينصحون الناس بان يلتزموا منازلهم  لان الصيحة ستحدث إضرار بليغة, ويقولون وفقا لتفسيرات باطنية تقوم على علم العدد أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر حديثا بشان هذا الحدث , ويقولون أن النجاة لمن يسمع الصيحة في السجود وتريد كلمت ( سبوح قدوس  سبوح قدوس) وكلمة اخرى نسيتها
آخر ما تلقيت حول مصائب هذا اليم هو رسالة عبر القائمة البريدية لموقع الفلكى المصرى الاستاذ احمد شاهين هنا والتى اعتبر فيها ان الرقم 11 هو رقم الموت والاحباط والالم  لانه يعتبر  رقما سيدا وفقا لعمل الاعداد,  وغير ذلك مما استعصى على فهمه  وغايتو ربنا يستر 
مسلسل الرعب هذا يعكس ازمة فى فى تفكير الحياة  والعالم, فاللجؤ الى الاسطورة لحل مشكلات  عدم الفهم  , فهم العالم والظواهر الكونية   هوقضية قائمة منذ بدء الخليقة , قضية ا غتراب الكائن الانسانى عن ذاته  كما قال بعضهم وعن موطنه السماوى  كما قال اخرين  وبالتالى خاجته الدائمة لانتاج افكار روحانيه يضفى عليها من  الابداع مايجعلها بناء كاملا  فى ذهنه ليكتشف لاحقا  انه بقدر ما انتج من كمال الأفكار والتمثيلات والوعي  فانه مازال يشعر بنقصه  الشخصى, تماما كما يحدث  فى الانتاج المادى   فهو اى الانسان  ينتج  انتاجا كاملا  سرعان مايكتشف انه ينتجه لغيره  وانه سيفقد هذا الانتاج بل ان هذا الانتاج سيواجهه كعدو لانه اضفى عليه كل قوته وابداعه وافرغ فيه ذاته  بينما بقى هو خاويا وعاجزا  ومغتربا
 الجمعة 11/11/11 هى تاريخ ميلادى الذى احتفل به بعض الاحباء  لمرات قليلة , والذى لم احتفل به ابدا طوال عمرى, والذى ساقضيه فى الغالب نائما  لمعظم اليوم
كل عام والعالم بخير

Thursday, November 3, 2011

خروف من اجل الناس

لن يكون هناِك خروف  فى عامكم هذا-  قال الأب
فالخروف غال جدا و المجاعة تمسك  بتلابيب المدينة من اقصاها
هذا يعنى إننا لن نصنع فروة للصلاة من جلده هذا العام, أكوام الفقراء التي تعودنا على توزيعها رائحة الكمونية , وسعادة التحلق حول كميات اللحم المهولة
وماذا سيقول الناس عنا؟أصبحنا عاجزين عن شراء خروف!-   قالت إلام 
-          الأضحية ليست خروفا يذبح يا امرأة, إنها أمر دين, البلد على حافة الانهيار
لكن الأم كانت تفكر في كلام الناس, كل الأشياء صارت من اجل الناس, المال والعربة والخروف الذى سيعلق على أعتاب  الباب الحديدي الضخم
ضحى عنا رسول الله , حين ذبح كبشين أملحين أقرنيين-  رد الأب
صوت الخراف  المنطلق مجتازا حوائط الجيران , كان في ذهن الابن الصغير كأنه موسيقى, لكن ثمة شوشرة هادئة تتخللها  هذه المرة, شيء يقاطع صوته ,كما لو أن الواقع يلعب لعبة شد الحبل مع الخيالات الغبية
اخبرتنى  جارتنا أن بإمكاننا أن تشترى الخروف بالتقسيط المريح, هناك شركات كثيرة متوفرة حتى إنها تقوم بالتوصيل
قالت المرأة
في يوم الأضحى  كان الجميع   يعلق خروفا  على  عتبات بابه
لم يثنى احد على خروف الأخر, ولم يسأل احد  جاره عن السعر, كان الكل يعرف أن السعر غال جدا وان الثمن الذي سيدفع كبير جدا
أكوام الفقراء  التي نسيت في هذا العام,  والجلسة حول كمية اللحم المهولة  بدت باهتة جدا,   وتلك التهاني بالعيد بدت وكأنها بلا تاريخ أو لعلها أضاعت تاريخ الدفء  والحميمية القديمين  حين كانت المشاعر  أهم من الأشياء
خذ الجلد فبعه, هو غال جدا قال   - لي أبى
ألن نصنع منه فرو للصلاة ؟ - سألته
كلا ياولدى لن نصنع فرو للصلاة من جلد خروفنا هذا العام