Saturday, September 24, 2011

الشباب السعودى ينشر الابتسامة


الحياة ليست بهذا التعقيد. على الاقل ليس بالنسبة للاخوة فى الخليج, فالفقر هناك يختلف  قليلا فى وطئته على المجتمع
ولكن العادات والتقاليد واللغة والهموم واحدة تقريبا, والانسان هو الانسان  هنا اوهنا ك او فى اى مكان
23سبتمبر  اليوم الوطنى للمملكة السعودية
اريد ان اقدم  تحية للشباب السعودى, الذى يقوم هذه الايام بحملة ترعاها احدى الشركات  لنشر الابتسامة!, اللزيز انو الشركة الممولة للحملة بتيع بطاطس محمرة للاطفال  هههههه, وواضح انها صرفت دم قلبها 
المهم
دى تحية   من شاب سودانى  لهم بمناسبة اليوم الوطنى للمملكة العربية السعودية,  امنياتنا لهذا الشعب  الكريم المضياف  بكل الخير والتقدم بعد مرور اكثر من ثمانين عاما على توحيد المملكة
واليكم القصة
بالامس كنت غارقا فى زحمة المرور  فى ساعة ذروة , الحقيقة انى اوشكت ان اترك  السيارة  فى وسط الطريق من شدة الانزعاج,  كادت سجائرى تنفذ, واعدت الاستماع الى  احد السيدهات  مرة اخرى كاملا والزحمة تجعل الغضب يتفاقم  وحر الخليج الذى لايرحم يجعلك  متحفزا, مستعدا لتبادل الشتائم الجميلة مع كل يتطوع بارسالها
فى تلك اللحظة  كان ثمة شاب يقترب منى  بثقة, شاب  صغير ووسيم  يحمل بعض الاوراق  ويضمها بيديه على صدره فى حرص ولكن المهم ان ابتسامة   كالسماء كانت تسبقه منطلقة من وجهه الجميل  باتجاهى مباشرة
فى البداية حسبت انه يرغب فى الهروب من الحر  قليلا معى  فيحصل على توصيلة  , لكنه مد لى يده باحدى الاوراق  فاذا هى حملة  ابتسم  المعروفة
( انظر فى وجه انسان عابس ومهموم وابتسم فانك تجعله يبتسم  تلقائيا) تقول الورقة
عندها فقط   ظبت نفسى متلبسا بالابتسام!,
(تذكر لحظات جميلة بينك واصدقاء اعزاء, زوجتك. اهلك) كلمات بسيطة  تقولها الورقة  وربما هذا مايجعلها تدخل الى القلب مباشرة,  ويبدو جهد الشباب فيها واضحا, والاخلاص ايضا بين وشديد الوضوح
(ابتسم لمن بجوارك فى المسجد)( وزع ملابسك القديمة  على المحتاجين)
الفكرة كما شرحها لى الشاب المحترم هى ان (الابتسامة  من شانها ان تصنع السلام بين الناس, وحين يتوفر السلام الاجتماعى فان هذا سيكون مدخلا جيدا لكثير من الخير  والانجازات لهذا المجتمع وفى مجالات كثيرة ومتعددة)
قلت وانا امد يدى بعلبة المناديل الى المجموعة التى  اهتمت بحوارى مع الشاب وتحلقت محيطة بنا فى وسط الطريق :- والله معقول , امنياتى لكم بالتوفيق, نحن نحتاج الى الابتسامة فى حياتنا, ونحنتاج ايضا ان نزرعها فى حيوات الاخرين
شكرا لكم
تقدم الطريق بسرعة  ربع كيلومتر فى الساعة تقريبا ثم توقف, فقمت بلزق  الورقة على زجاج السيارة اثناء ذلك ,  وقلت  فى نفسى (يعنى علقها لعل احد الغاضبين يقرأها فتكون قد اسهمت مع الشباب فى نشر الابتسامة)ثم شغلت نفسى بتأمل كلماتها البسيطه  الخالية من التنطع  , وكنت ابتسم
عندما فتح الطريق بعد حوالى نصف ساعة من هذا الحوار  ووصلت الى منزلى , اكتشفت انى علقت الورقة على زجاج سيارتى  بطريقة خاطئة, فالكتابة لن يستطيع ان يقرأها الا انا عندما اكون داخل السيارة,
  وهذه المرة ضحكت

2 comments: