Saturday, September 15, 2012

الشيطان



يمكنك ان تتنفس , ولكن بصعوبة,  والصيف حارق جدا, المدينة تبدو كما لوانها تمارس فعل اشتعال ذاتي  كلما  دقت نواقيس الوقت لتنعي رحيل الربيع , الرطوبة  فى صراع  مع عظام الناس , فاما ان تسكنها بوضع اليد او عنوة واقتدرا
التقيت وصديقى حامد فى المساء , وقررنا ن نخرج  قليلا علنا نصطاد بعض النسمات الهاربة  من هجير المدينة  فتنفسها, ثم دلفنا الي احد المتاجر الكبيرة, ما فاجئنا هناك اننا وجدنا الصين كلها هناك , والمتجر معروف بمعقولية اسعاره , وجودة بضائعه, لاشك انها بضائع من الدرجة الاولي,  فقد راقنا المكان والناس والاشياء, وبدأنا نتبضع مثل الآخرين, و حامد كان يتهيأ لعرسه قريبا
اعجبني احد اقمصة ارماني المقلدة تقليدا ممتازا, اخرجت قميصى  وجربته بسرعة , لم اشعر بان هناك حاجة للتوارى خلف  اى عمود  او داخل احدى الغرف, فانا رجل , ولن يظهر مني شىء ان اخرجت قميصى هنا
ارتفع فجأة صوت رجل من حيث لاحيث,:-
 هئولا العبيد المتخلفون, لايحترمون  اى احد!
كان يوجه الحديث لزوجته الحامل بشكل يتعمد معه ان يسمعنيه  وبشكل واضح, ثم اردف موجها لي الحديث
توجد اسر فى هذا المكان ايها  المتخلف الاخرق!
اردت ان اتوجه اليه مباشرة لاري ما مشكلته!, لكن حامد  امسك بي, تناوشنا قليلا , وتبادلنا بعض الشتائم السريعة ثم انصرف
بالقرب مني كان يقف رجل سوداني  كبير فى السن, نظر لي بشكل مباشر, ثم سالني, لماذا تركته؟ كان عليك ان تجعله يبتلع كلماته, نحن سودانيون, ولانقبل مثل هذه المعاملة ابدا!
كان الرجل غاضبا جدا,  ثم نظر الى مجموعة الاطفال الذين بصحبته , قبل ان يردف:-
 انت تهدم ماعلمته لاحفادى طوال عمرهم عن السوداني, اذهب اليه , ثم قال لى بشكل حاسم , الآآآآآن!
 وكانني لم اكن انا, وكأن هذا السوداني العجوز قد نومني مغناطيسيا, لقد وجدت نفسي انطلق فجأة  تلقاء الرجل, لالهب قفاه بكف  اثق تماما انه سيعاني التهابا منه , ولايام, فوجئي الفلسطينى الضخم بما حدث له, التفت الي ليرى من هذا الاحمق الذى تجرأ على رجل فى حجمه! كانت تلك هي اللحظة المناسبة لى لاعاجله بقبضة متكوره على وجهه, اطاحت قبضتى بالرجل بشكل فاجئنى شخصيا , فانكب على  حاملات البضائع التي تملأ المكان  ليدمرها تماما
لم تسعفن حكمة السنوات التي  علمتنى الا ابدأ شيئا لن استطيع اكماله ابدا,  ومثل هذه المشكلة واحدة من هذه الاشياء التى اتحدث عنها, لقد خار هذا الرجل كثور ,  قبل ان يتقدم باتجاهي  , ادركت حينها ان الرجل ان استطاع ان يمسك بي  ولو للحطة فهو لاشك قاتلي, فاتبعت استراتيحية الانقضاض السريع ثم التراجع, الرجل كان تقيلا, عاجزا عن مجاراتي تماما, ومع ذلك فقد امسك بي,
 فى تلك اللحظة تدخل صديقى حامد  , محاولا تعطيل يد الرجل, انتفض الرجل انتفاضة  مفاجئة اطاحت بنظارة حامد  التي لايرى من دونها شيئا,  لاحظت اضطرابه الشديد  وانا اتملص من الرجل الضخم, كنت حريصا على ان لا يدوس احد على نظارة حامد  فحولت مجرى الصراع بعيدا عن مكانها, كنت ارى النطارة بشكل واضح وكان هو منهمكا فى البحث عنها بالحاح وقد برك على ركبتيه
ابتعدت عن الرجل الذى كان شتاما من الدرجة الاولي, كان ملحا جدا على كوني عبد
وكنت بعد ان امسك بكلينا بعض العاملين  والزبائن  ارد عليه بانني حر, وان لي وطن, بعكسه تماما كفلسطينى متشرد, وكنت اوكد على منطقى القوى بضربة حذا ء على وجهه تماما  فقد احتجزني الجودية بالقرب من سلة ضخمة مليئة بالجزم الصينية الفاخرة
فى قرار عميق من نفسى اردت ان  ارضى بما انتهينا اليه,  فقد انتصرت حقيقة على هذا الرجل , وضربته امام  مجموعة من نساء اسرته وعلى راسهن زوجته الحامل, لكن  حامد الذى  عثر اخيرا على نطارته  كان غاضبا جدا ,وما ان وضعها حتي انطلق الي الرجل  ليوجه له لكمة  اكثر قوة من جميع لكماتى, لقد فوجئت شخصيا, اذ لم يكن  من هذا النوع  !, والحقيقة  , حتي انا لم اكن هكذا قبل اليوم, ,  افاق الرجل بسرعة وبدأ ينهال على حامد المسكين  بالكلمات وكأنه (رايباك )  وهو يجهز على  مصارع مبتدىء فى حلبات wwe
ثم همس  مصرى  فى اذني بسرعة,

(ابن الوسخة دا ازاى  يئولكو كدا,  بص احنا  يعم بعون الله هنمسكوه, وانتو بقي  طلعوا  ميتين ام اللى خلفوه !)
لم اكن راغبا فى  شىء بقدر تخليص حامد وهو يتلقي بنبل كل تلك الضربات  وانا ممسوك من قبل  الاجاويد المخلصين  فى تهدئتى , ولكن المصرى واحد اصدقائه لم يتركا لي فرصة للتفكير, لقد امسك كليهما بالرجل , ووجدت نفسى انطلق لاوجه له مجموعة من الكلمات  التي اسالت دمه  باريحية , بدأت اصوات النساء بالارتفاع, وعويل المراة   الحامل كان يزيد الرجل  الضخم  الحاحا فى القبض علي , وامام سرعتي ودقة تملصى  فقد اسقط فى يده تماما
حضر صاحب المحل, وخاض مع الفلسطينى جدالا لم اسمع منه شيئا,ولكنى فهمت ان  اعتراضه  كان على تدخل المصريين لصالحي, ثم  عندما جاء ني تحدث معي بشكل لم اكن اتوقعه, سيما وقد دمرنا تقريبا كل ما كان مرصوصا من بضائع فى  الطابق التانى من هذا المتجر الضخم الجميل!
-ارجو ان تتقبل اعتذارى على ماحدث, هذا الحقير نال مايستحقه, هذه العنصرية التي تحدث بها معكم ليست مقبولة ,  لو كنت ترغب فى تصعيد الامر واستدعاء الشرطة ساشهد لصالحك, بأمكانك ان تسجنه  لكن القانون الجديد هو ان اى خلاف بين وافدين يصل الى القضاء لابد ان يصدر حكم بعد انتهاءه بترحيل الطرفين, انا لا انصحك بالشرطة  ايها الزول
-لالا لا لا داع لهذا ابدا.  قال حامد
عندما خرجت من المحل, كان  الرجل السوداني الذى حرضني على المشكلة يبتسم مبسوطا,  وخيل لي وكأن قرنا شيطان يطلان من امام جبهته, لم ابادله الابتسام , وحين اقترب مني سارعت بالابتعاد عنه بسرعة

2 comments:

  1. لقد اقنصت لنفسك - و لكنك صراحة اخطأت في تبديل قميصك في المول وهو مكان عام يوجد بها نساء


    لكن ما علاقة الترابي بالموضوع

    ReplyDelete
  2. الترابي يشبه ذلك الرجل تماما , وهو ايضا يمثل تصوري الشخصي لصورة واخلاق الشيطان
    , ربما قد يجرح ذلك مشاعر محبيه؟, تم سحب الصورة

    ReplyDelete