Wednesday, February 3, 2021

الليبرالية الجديدة دين نكفر به

 دولة الرعاية المتكاملة وليس دولة الليبرالية الجديدة .الليبرالية الجديدة هي دولة الانقاذ وهي نفسها دولة حمدوك .اهم عناصرها التخلى عن المواطن .مايحركها هو يد السوق الخفية .مايحكم مخرجات السياسة والقانون فيها هو خدمة رجال الأعمال .حقهم في أن يديروا الاقتصاد والاستيراد  وقطاع الخدمات .لن يتحهوا ابدا للزراعة والتصنيع الثقيل . فقط لمشروعات بعائد ربح سريع . وكون الدولة تضع ثقتها فيهم فهي أيضا لن تتجه للاستثمار في الرعاية الصحية والتعليم والدواء والصناعة لأن رجل الأعمال والمجتمع هو المسؤول .والنتيجة هي الفقر .فقر الدولة والمجتمع 

في قمة العشرين الأخيرة في اليابان قال بوتين أن ليبراليتكم ستختفي . واضاف الفكرة الليبرالية تجاوزت الغرض منها، وقد اعترف شركاؤنا في الغرب بأنَّ هناك بعض مكونات الفكرة الليبرالية، مثل التعددية الثقافية، لم يعد من الممكن دعمها.

بوتين محق بد السوق الخفية تسحق الناس بالفقر . والتعددية الثقافية وحرية الناس المطلقة جلبت حقوق المثليين . هذه النقطة تحديدا هي ماكان يقصده بوتين .لايمكن أن ترقع اقبل كل شىء او اترك كل شىء 

في سنة 1989 طرح فوكوياما نظريته حول نهاية التاريخ . كان يتحدث عن نهاية تاريخ الأيديولوجيا

 اعتبر الليبراليَّة بقِيَمها عن الحرية، الفردية،  و الاقتصادووالخ، تُشَكِّلُ مرحلة نهاية التطور الأيديولوجي للإنسان، فوكوياما كتب مقاله الذي تحول الى كتاب دون أن يغفل الحديث عن أحد محركات التاريخ  غير الايدولوجية ، ما أسماه حاجة الإنسان إلى التقدير .الشؤون الصغيرة التى تضمن حسه بالكرامة والاحترام في المجتمع .الأمور التى يقدسها انسان الغرب مثل حرية التعبير المهددة .وكأن الرجل يقرأ من كتاب منشور المدينة الذي كتبه بعض النافذين في الأربعينات1946  قالوا  أن القيم المركزية للحضارة معرضة للخطر، الشروط الضرورية لكرامة الإنسان وحريته مهددة بالاختفاء.

وجد هؤلاء العباقرة الاغبياء الحل فيما أسموه بالحشع الحميد .يد السوق الخفية.  إطلاق غرائز الإنسان البدائية في الجشع والإشباع والبحث عن الثروة، الثروة تصنع التقدم والرفاه الاقتصادي بزعمهم. 

الدولة لا دور لها. لاتتدخل في الاقتصاد .ذلك الجشع الإنساني الحميد  سيحرم السوق وسيبدع الأفكار !

انتشر هذا النموذج بعد انهيار الاتحاد السوفيتي .حل بديلا لنموذج دولة الرعاية الكاملة في مصر  وتركيا واندونيسيا وامريكا اللاتينية  و والنتيجة تراجعت مكاسب الطبقة العاملة في كافة أنحاء الأرض تقريبا. أخذت الدول في بيع ممتلكات القطاع العام بأبخس الأسعار، وأصبح من الممكن لشاب ، يعمل سمسارا في شركة مالية ، أن يحقق، خلال عام واحد، ثروة تفوق ما كان يمكن لمصنع أن يحققه خلال عقود.

لم يتطلب الأمر زمنا طويلا لانكشاف هشاشة النموذج وخطره. 

في التسعينات، انهار الاقتصاد التركي، و الإندونيسي، و اقتصادات دول شرق آسيا وأمريكا اللاتينية، الواحدة منها تلو الأخرى. ولكن  الليبرالية الجديدة أصبحت عقيدة ودينا، أكثر من سياسة.  

باختصار جوهر هذا الدين هو إطلاق حريات الفرد ومهاراته في القيام بمشاريعه وأعماله، ضمن إطار مؤسساتي يتصف بحقوق قوية للملكية الخاصة والأسواق والتجارة الحرة.

 دور الدولة فيتمثل في خلق الإطار المؤسساتي والحفاظ عليه ، أن تضمن جودة ونزاهة النقد،  أن تنشئ الهيكليات والوظائف العسكرية والدفاعية والشرطية والقانونية اللازمة لتأمين الملكية الخاصة، وأن تضمن -بالقوة إن لزم الأمر- عمل الأسواق بالشكل الصحيح الملائم.

# نكفر بدولة تتدين بدين الأغنياء 


No comments:

Post a Comment