Saturday, August 11, 2012

دراما رمضان سخف الصنعة وجنون الواقع



عدد المسلسلات التلفزيونية العربية لهذا العام  يزيد على الاربعين.   سينتهي رمضان , وستتسمر القنوات فى اعادتها  الى الابد حتي يعود رمضان القادم بمسلسلات اخري, مسلسلات سخيفة تقدم  لصناعها ملايين الدولارات  التى يدفعها  باعة الزيت والسندوتشات   والعصائر والمياه الغازية فى اعلانات  المابين
ولانه من الصعب احتمال  هبل الآخرين بالنسبة لي,اتذكر اني تابعت مسلسل ليالى الحلمية كأخر مسلسل مصرى  كما تابعت مسلسل اسمه الجوارح قبل سنوات طويلة  , وشعرت وقتها ان هذه تجارب كانت مختلفة فى الدراما العربية  وتستحق
فى رمضان الحالي  قررت ان اتابع شيئا  من بين كل هذا الهدير  بسبب الفراغ  والغربة , واخترت
مسلسل عمر بن الخطاب , والذي اثار جدلا لكونه يجسد شخصيات الصحابة  مثل عمر وابو بكر وعثمان  وعلى رضى الله عنهم, وبعيدا عن الجدل الدينى حول الحكم الشرعي فى هذا الموضوع , ولكني اعتقد ان المسلسل به اخطا كبيره, فشخصية عمر  لم تكن محورية,  صحيح انه شبه راو للاحداث , ولكن الاحداث هى احداث السيره , وبدء الاسلام , وهى معروفة للجميع, يدرسها الاطفال فى الابتدائي , ولا جديد
اكبر الاخطاء التي وقع فيها المسلسل انه اختار شابا سوريا ابيض اللون   رغم ان المراحع تقول ان سيدنا عمر كان اسود اللون!, ضف الى ذلك  ان هذا الممثل بيبدو صوته حين يتحدث  منخفضا وكأنه يتحدث بصعوبة, بينما كان عمر جهور الصوت عاليه
المسلسل ايضا قدم صورة اقرب ماتكون الى  الصوره السائدة عند الشيعة حول شكل سيدنا على, (وهو اسود فى الواقع مثل عمر)

,لقد ظهر هو يشبه تماما اللوحات المتخيلة  والتي تباع فى بازارات ايران  باعتبارها صورة لسيدنا على, وهم يبيعون صور الحسن والحسين و, حتي النبي صلى الله عليه وسلم, وقد اثبت بعض الباحثين مؤخرا ان بعض هذه اللوحات هى صور  لمصور غربي مشهور اخذها لبعض الشواذ فى تونس القرن السابع  او الثامن عشر تقريبا
الشيعة ليست لديهم مشكلات فقهية حول تصوير الصحابة فى الدراما , هم يقدمون اعمالا درامية تظهر الانبياء انفسهم
عموما احب هنا ان اورد الدليل على ان سيدنا عمر  لم يكن ابيض البشره , وهو حديث  اورده بن منظور  صاحب  لسان العرب  فى باب الدال حول عمر بن الخطاب وقال :-
(فجاء رجل أدلم فاستأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - قيل : هو عمر بن الخطاب الخ) وهو حديث صحيح فى مسند احمد ورقمه 15158 يمكن الرجوع اليه هنا
اما علي بن ابى طالب كرم الله وجهه   فمعلوم وصفه من كتب السنة , وقد ذكر ذلك الهيثمى( 375-807هجرية) فى مجمع الزوائد ومنبع الفوائد فى الجزء التاسع فى معرض رده على احدى الروايات الضعيفة التى وردت فى تفسير القمى حول على بن ابى طالب
حيث نقل عن الواقدى رواية قال ان رواتها ثقات وتقول(وعن الواقدي قال: يقال كان علي بن أبى طالب آدم، ربعة، مسمناً، ضخم المنكبين، طويل اللحية، أصلع، عظيم البطن، غليظ العينين، أبيض الرأس واللحية ) والحديث رواه الطبراني ورجاله إلى الواقدي ثقات( كما ذكر الهيثمى)
اما صفة الادلم التي وردت حول سيدنا عمر بن الخطاب فوفقا لابن منطور تعني الرجل الاسود الطويل, واما الآدم التي وردت فى وصف سيدنا على فهي من الأديم والأدمة: السمرة.و الآدام من الناس: الأسمر
بقي ان اذكر ان الاخبار قد جاءت  قبل فتره ان مجموعة من الشيعة  قد اعلنوا انهم قد توصلوا الى استخراج الحمض النووى لسيدنا  على بن ابي طالب وانهم قد شرعوا فى استنساخ  نسخة منه لاعادته الي الحياة مرة اخرى ليحل مشكلات العالم , وهم جادون جدا فقد استعانوا بمجموعة من العلماء الغربيين , وهذا الامر يجد ترحيبا كبيرا من الاوساط الشيعية فى ايران , رغم ان احدا من السنة  لم يعلق بعد على الموضوع !
المسلسل التاني هو  مسلسل عادل امام فرقة ناجي عطا الله  وقد اخترته على اساس ان الرجل قامة  فنية وقد يقدم شيئا  جديدا بعد غيابه عن الشاشة الصغيره لاكثر من ثلاثين عاما, ولكن ماشاهدته كان مخيبا للامل فى مشاهدة  مختلفة , لقد بدا  لى عادل امام وكأنه يحاول تقديم اعتذار للشعب المصرى عن  مواقفه المخزية من الثورة المصرية,  فالمسلسل يفتقد للرؤية حول طبيعة الصراع العربي الاسرائيلى, يتعامل مع اليهود وكأنهم مجموعة من الاغبياء المعروضين للبيع , ويقدم العرب باعتبارهم اذكياء جدا  ويتميزون بالطيبة واللطف  وتكاد الوطنية تفيض من اعينهم
المسلسل سخيف عموما  ,   بطىء الايقاع, وتعمد فيه عادل امام حشر النكات والافيهات  بسماجة لم يكن لها داع, اضافة الى رغبة الرجل فى( تنجيم )  وابراز ابنه  على حساب بقية  الفرقة
من اسخف الاشياء ان يحاول المسلسل تحليل طبيعة الصراع بين الفصائل الفلسطينية  على اساس( ان دول واقعين مع دول , ودول مش بيحبو دول , وان دول لا مع دول ولا مع دول, لأن دول ضربوا دول , دول يسكتم؟) طبعا لا لادول سيسكتوا ولا المشاهدين سيتغاضوا عن لعنة أبو دول على ام دول































Wednesday, August 8, 2012

حول العنصرية ويصراحة


الصور عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان


العنصرية هي داء العصر, اكاد اجزم انه ما من مجتمع الاوبه هذا الداء, مشكلة العنصرية انها شيء مؤلم للغاية لأنها تغير من فهمنا لأنفسنا كبشر, ذلك الشعور بأنك اقل منزلة من البعض لأسباب فى غاية السخف, لونك , او ربما دينك, رأيك او توجهاتك , او مايتوقعه الناس منك
العنصرية متوفرة حتى فى كثير ممن يعلنون التزامهم بمبادئ الديمقراطية والمساواة بين البشر وان كان هذا بشكل خفي فأن تطالب بحقوق معينة لذوى البشره السوداء او لفئة اجتماعية ما او تحمل توجهات جندرية محددة هو فى الواقع شكل من اشكال العنصرية يقع فيه الديمقراطيين من حيث لا يعلمون
وضحايا العنصرية ايضا حين يعبرون عن رفضهم لها يفرزون كثير من التعبيرات العنصرية وهم يطالبون تحت وطأة الالم المقدر بحقوق او بمطالب تخصهم دون الآخرين وكأن وقوع هذا الظلم عليهم يجعلهم مميزين عن غيرهم ! وهذا يعبر عن ازمة عميقة فى فهم الذات والآخر, لأن العالم حقيقة لاعلاقة له وليس مسوؤلا عن مآسيك الشخصية وبالتالي فمن غير العادل ابدا ان تلوم غير العنصري على افعال العنصري

ان جوهر العنصرية يتمثل عادة فى الممارسات التي يتم من خلالها معاملة شخص او مجموعة معينة من البشر بشكل مختلف ويتم تبرير هذا التمييز باللجوء الي التعميمات المبنية على صور نمطية ,أوباللجوء إلى تلفيقات علمية, مثل الحديث الغامض عن صفات اجتماعية او ثقافية موروثة وعامة ,هو مسالة يمكن ان نلوم عليها الفئة التي قامت بهذا, اما ان نلوم مجموعة اثنية كاملة فهذا سيرمي بنا فى ذات الفخ

العنصرية فى السودان كانت ومازالت موجودة, وللإنقاذ فضل كبير فى كونها ازاحت الغطاء عن مشكلة كانت مؤجلة فقط منذ ألاستقلال صحيح ان مسالة الرق التى سادت حتى الستينات من القرن الماضي اسهمت فى زيادة حدة الاستقطاب الذى نشأ عن خيارات الانقاذ فى التوجه الاسلاموعروبي, وفى عدم استيعاب ان هناك تعددية كبيرة فى هذا المجتمع , ليست تعددية دينية فقط وإنما اثنية كذلك تعبر عن نفسها بمئات القبائل واللغات واللهجات والمعتقدات, ولكن هذا شيء متوقع فى ظل نظام شمولي يعجز بنيويا عن استيعاب مثل هذه الافكار , لاسباب كثيرة اهمها ان هذا النوع من المعرفة يحتاج الي فكر لايمكن ان يتوفر لمجموعة غير ديمقراطية
فى الوقت الذى كان العالم كله يدين مجازر دارفور, ويخرج الناس بالآلاف من اجل الذين قتلوا وتشردوا فى انحاء الدنيا, لم يكن الديمقراطيين فى السودان راضين عن انفسهم لكونهم غير قادرين على الخروج لأسباب معلومة , وبالتالي فأن تجاهل هذه الحقيقة من قبل اهل الوجعة ليس له مبرر, ليعودوا اليوم لوضع الجميع فى سلة واحدة بحيث يصبح القاتل والجلاد والضحية كلهم متواطئون وعنصريون!
ان مجرد البحث فى أن الانقاذ تقتل متظاهرى شباب نيالا و تكتفي مع متظاهرى شباب الخرطوم بالسجن والتعذيب والجلد فقط هو تعبير عن توجه غير مفيد لقضية الثورة اذا كان الغرض هو التوصل الى نتيجة كانت جاهزة سلفا للاجابة عن مقدمة انطلقت خاطئة لتقرر ان الدم ليس واحدا, ومن ثم فان بعض الضحايا يمكن وضعهم فى خانة الجلاد لكونهم لم يقتلوا مثلنا !

لكن الدم يبقى واحدا, والهم واحد والقتل واحد والكل ضحايا الانقاذ لاتفرق بين احد منهم, ولا يملك احد ان يدرك منطلقات الشمولية فى توجهاتها , ففقر الفكر يجعل الشمولية تتعامل مع الامور برزق اليوم باليوم

اقدر شحصيا ان الميثاق العالمي لحقو ق الانسان الذي اعتبره اكثر ما انتجته البشرية من فكر نضوجا ورقيا قد قرر الاطار العملي والقانوني لهذه القضية حين يقول فى المادة الثانية إنه
(لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا ألإعلان دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء. وفضلا عما تقدم فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي لبلد أو البقعة التي ينتمي إليها الفرد سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقلا أو تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة لأي قيد من القيود)

وعليه فان امام هذا النص القانوني العظيم لايبقى امام اى جهة ان تلوم الاخرين او تطالب لنفسها بحقوق تمييزا لنفسها على اى من الاسس التى ينفيها الميثاق فالمطالبة بحقوق للمرأة او لذوى البشره السوداء او لمجموعة ثقافية او اجتماعية اوجنسية او دينية ايا كانت ستأتى بالضرورة مخالفة لهذا الميثاق الذى يحتاج لكثير من الدراسة والفهم حتى ترتقي مفاهيمنا الديمقراطية

ان الامم المتقدمة جعلت القانون دائما هو المرجعية فى مسألة ألعنصرية ادراكا منها لكون العنصرية مسالة فى غاية الحساسية , اضافة الى ان هناك رصيدا نضاليا كبيرا ضد هذه القضية سجلته الحركة الديمقراطية فى الغرب خصوصا , وهذه القوانين ماكان لها ان تنتج اثرا لولا ان المصلحين وقادة حركات الوعي والحريات المدنية قد قدموا جهدا فى هذا الشأن وهو مانتوقعه من هئولا ان وجدوا الآن فى مجتمعاتنا, ولكن السؤال ايضا يبقى معلقا , وهو هل من شأن القانون ان ينهي العنصرية؟

بالطبع لا! لأنها مرض مستعص لايمكن التخلص منه إلا لفئة قليلة من ذوى النفوس الكبيره , هل انتهت العنصرية فى الغرب رغم توافر القوانين وجهود المصلحين؟ كثير منا لعنت امه بلا ذنب هناك الا ان لعن الام يتسق عندهم مع كونك زنجيا !هل انتهت فى مجتمعات متدينة مثل المجتمعات الخليجية مثلا ؟

ان تعبيرات مثل (الخال) و(العبد) و(الكسول) لازالت تطارد المغترب السوداني والافريقي فى هذه المجتمعات حتي الآن! وفى مصر التي تعتبر اكثر انفتاحا من غيرها فى العرب يمكنك ان تسمع احاديث عن (الزناجوة )و(الناس السود الذين يشبهون العفاريت) من بني جلدتك , وان كنت سوادنيا فاتح اللون قليلا, ستلمس العنصرية ايضا فيما يتوقعونه منك باعتبارك رجلا اسودا , فلا شك انك خفيف الظل وبالتالي يجب ان تضحكهم قليلا كأنك مهرج , وكثير من السودانيين يعتقدون ان هذا شيء عادى , والحقيقة ان هذا ينطوى على كثير من العنصرية سيما حين يرتبط الضحك بطريقة غامضة مع لون اسنانك البيضاء جدا فى وجه عامر بالسواد, رغم ان لونك فاتح!

ومع ذلك تبقي دولة القانون هي الحل , الدولة المدنية الديمقراطية التي تستوعب الجميع ولاتفرق بين مواطنيها بسبب العرق او اللون او الرأي ايا كانت طبيعته ,دولة المساواة فى الفرص واحترام الكفاءة , دولة القانون , حين يتحقق هذا الهدف لن يمانع احد لورغبت اى مجموعة فى الانفراد بنفسها وتقرير مصيرها عبر الانفصال او التوحد على اسس من ديمقراطية , او هذا ما اظنه


Thursday, August 2, 2012

تعليقات حول قضايا الثوره4


مدخل لابد منه
قلنا سابقا  ان الانقاذ لاتفهم  غير لغة القوة,  وان الجيش وكل الاجهزة  المسلحة هى اجهزة عقائدية  لايتصور ان تنضم الى الجماهير فى اى مرحلة من المراحل, وان دون تنحىي البشير خرط القتاد  , وان الحديث بالتالي عن ثورة سلمية  هو حديث رومانسي لا علاقة له بالواقع, وقد تحقق ايضا التوقع بأن ، النظام سيزيد معدلات قمع الثورة  باستمرار
الاخبار الآن تتوارد بأن بعضنا قد بدأ يتفهم هذا الحديث, فقد اعلن مؤخرا  عن تعطيل عدد ثلاث رباطة بواسطة مجموعة من الشباب فى منطقة اب روف , وهاهى جماعة من ابناء نيالا تعلن عن استعدادها لتطهير المدينة  منهم ردا على عنف النظام  الذى فتح النار على المتظاهرين فقتل ما لايقل عن تسعة
مرة اخرى ادين  و انضم الى  كل الذين استنكروا هذا العنف الاجرامى غير المبرر  على  الاهل فى نيالا  المعلمة , واحي  الاخوة  الذين انحازوا الى معاناة الشعب   والآن على الانقاذ ان تعرف ان العنف ليس حلا , لأن السلاح متوافر فى السودان   وان من أحذ بالسيف فبالسيف يؤخذ , وعل نفسها جنت براقش

كلام لابد من كتابته

نجاح الثورات ليست نتيجة متوقعة فى كل الظروف وألاوقات، لأنها ببساطة  انفجار مفاجئ قد يحدث في اى وقت و إن تأخرت

وليس معنى هذا  ان يكف الناس عن مراقبة الظروف الموضوعية التى تحتم  حدوث الثورة فى النهاية بغرض  انجاز المطلوب , ولكن عموما  غضب الناس بسبب القهر والظلم  و تفاقم المعاناة وانعدام الحرية  ليست شيئا مجانيا  سلبيا بقدر ماهو غضب خلاق ومنتج , فقد اثبتت التجربة ان وعي الناس يتزايد بمعدلات قياسية فى لحظات الغضب والانتفاض

 والثورات هى فعل جماهيرى يجب ان  تشارك فيه كل فئات الجماهير خصوصا  الفئات غير المسيسة  او المحايده التى تمثل قاعدة المجتمع , واغلب الثورات  فى العالم هى احداث اندلعت بشكل عفوى  غير مخطط له  حين  لم يعد  بوسع الذين لاعلاقة لهم بالسياسة  ان يصبروا  على تصاعد معدلات الغضب وسيادة الظلم فى المجتمع

حدث هذا فى الحالة  الحالة المصرية,  والثورة الفرنسية  لم  تبدأ  بسبب نشاط انصار  الجمهوريه ضد الملكيين  فقط ، ولكن لأن آلاف البشر من  أحياء فرنسا  اختاروا أن  ينضموا الى الثورة  ويزحفوا إلى القصر الملكي ليغيروا النظام

 ويمكن ان نقرأ شواهد مماثلة فى ثورات اخرى, لكن الفكرة هى ان الفعل او الحراك  الثورى عادة  يحقق  نتائج ثورية اعلى من المتوقع حين يحدث ,  وهو يحدث  بانضمام  الاغلبية الصامتة  من  الذين لم يفكروا من قبل في الخروج  إلى الشارع، العاطلين والعمال والموظفين  والمزارعين والكنداكات   والمهمشين  فى كافة القطاعات ،  فالمقصود هو ان الثورة  فعل يجب ان يشارك فيه  كل المجتمع  لأ ن شأن هذه المشاركة  ان تحقق الكثير  من النتائج

كلام لابد من قوله

ثورة يونيو الآخيره   التى اشعلها  ابتداء شباب الفيس والطلاب  لم يكن بوسعها  ان تسقط النظام لأن فعل المشاركة  المشار اليه  لم يحدث  على النحو المطلوب , ولكن المشاركة تتسع الآن , وكلما زاد انتشار المقاومة كلما اقتربنا من تحقيق الهدف

والهدف   يمكن ان يتحقق حين يتوصل الناس الى ان شروط معيشتهم  لم تعد  محتملة , وفى هذه الحالة اما ان يصابوا بالاحباط و يكتفوا بالتذمر دون الفعل ,  او ان يتحولوا الى جزء من الثورة عبر الخروج لتفجير هذا الغضب وألإحباط  كما حدث فى كل الثورات فى العالم  وفى السودان

الثورة الروسية  مثلا  بدأت بشكل عفوى  عندما أضربت عاملات النسيج، احتجاجا على  العمل مقابل أجور هزيلة لساعات طويلة ،  وعملن على اجبار الازواج على الاشتراك فى الثورة بضرب نوافذ مصانعهم  بكرات الثلج , هذا الحدث الصغير لو لم يستثمره الروس  بالانضمام  ومواصلة الثورة لما سمع احد بثورة 17اكتوبر  المجيده

الانضمام للثورة بطريقة من الطرق هو حق اصيل لكل صاحب مصلحة فى العدالة والحرية والكرامة والعيش الكريم , وهو حق الجميع , حتى ان القانون اتاح التدخل الانضمامى  فى خصومة مفتوحة بين طرفين ان توفرت للخصم المنضم مصلحة شخصية فى هذا الانضمام, والخصومة بين الثوار  والانقاذ هى قضية مفتوحة  , ولكل الشعب السودانى حق التدخل بالانضمام للثوار لتوافر المصلحة فى ايقاف القتل والموت والفقر الممنهج  الذى يمارس  عليه بشكل يومي

ملاحظات لابد من الاشاره اليها

 ان ميزة ماحدث فى هبة يونيو الحالية  فى انه عمل على كسر حاجز الخوف, فآله القمع الرهيبة التى  اعدتها الانقاذ لم تعد تخيف احدا, والذين لم يصابوا بالجنون بعد الافراج عنهم من الاعتقالات والتعذيب الرهيب  اعلن جلهم  انهم سيستمرون فى نهج الثورة

 وميزة ماحدث  ايضا فى انه اثبت صحة المقولة  التى اشرت لها سابقا من أن الاوقات الاستثنائية لها دور كبير فى تحقيق  زيادة  نوعية فى معدلات وعى الجماهير  بضرورة الثورة   من اجل حياة معقولة

, والميزه الثالثة فيما حدث هو ان هذا الحراك كشف عمق الازمة التى يعيشها النظام باعتبارها ازمة مرتبطة بالبنية الفكرية والأيدلوجية  التى يتبناها   بشكل  لايمكن تبريره, فسياسة التحرير ,  ورفع الدعم , وعدم الرغبة فى استرجاع الاموال المنهوبة  بشكل يقنع الجماهير ان هناك رغبة فى محاربة الفساد والضرائب بكافة أشكالها وعدم دعم الانتاج الزراعى والصناعى  لتشجيع الصادر والذى سيوفر بالضرورة  العملة الحرة ,   وضياع قومية المؤسسات , والتفريط فى السيادة الوطنية والاستثمارات الاجنبية الغريبة التى يتملك فيها الاجانب  اراضى الشعب السودانى كلها تمثل ذات السياسات التى ادت الى مفاقمة حالة الفشل القائمة دون اى افق  او بصيرة للخروج من هذا النفق بسياسات  بديلة لصالح ألناس ناهيك عن  انهيار الخدمات الاجتماعية من صحة  وتعليم

 الانبياء الكذبة

اهم مايمكن ملاحظته ايضا ان الحراك الثورى الاخير  كشف عن وجود تيار  تصالحى متخاذل   مستعد دائما للتفاوض مع النظام.  وهذه مشكلتنا كشعب مع محترفى السياسة , فهى بالنسبة لهم مجرد عمل يومى, يمكن مواجهة الصعاب فيه  مهما كانت ضاغطة على الجماهير بطريقة رزق اليوم باليوم,بغرض تحقيق مصالحهم الضيقة , وخطورة الاصلاحيين فى انهم يبطئون  حركة الجماهير ويكسرون احساس الناس بالثورة كما قال احد المعلمين الثوريين ,انهم يصلون بالثورة دائما إلى نقطة حرجة، أما أن تتقدم عندها أو أن تتراجع منها , والتراجع يعني بقاء النظام  بشكل أشد سوءا  وأكثر وحشية مما كان , فلنحذرهم اذن لأنهم الانبياء الكذبة ومن ثمارهم تعرفونهم

 ندعوهم للانتحار جميعا