Saturday, December 1, 2012

التحدي الصارم- مجمع اليرموك والحرب بالوكالة

التحدي الصارم (دوووس هنا )هو اسم لعلمية عسكرية أمريكية اسرائلية مشتركة بدأتها إسرائيل في الرابع والعشرين من أكتوبر ا لماضى ., وهذه العملية كانت تهدف بشكل رئيس إلى نشر نظام صاروخي أمريكي للدفاع عن إسرائيل, ووفقا للصحافة الأمريكية فقد شارك ثلاتة آلاف وخمس مئة من كبار الجنود والفنيين والقادة تواجدوا في إسرائيل في نفس الفترة التي تم فيها الهجوم على مجمع اليرموك بالخرطوم

والسؤال المطروح في هذه الحالة هو هل شاركت الولايات المتحدة في الهجوم على مجمع اليرموك ؟ هل هناك اى أفق يمكن من خلاله تحقيق اى اختراق في ملف العلاقة بين الإنقاذ والولايات المتحدة الأمريكية؟

شخصيا اعتقد أن مساهمة الولايات المتحدة تمثلت في تجديد العقوبات على السودان , وفى غض النظر بشكل عام عن مسالة الهجوم , لرغبتها في عدم الانشغال بملف السودان باعتبار تراجع أهميته بعد انتهاء هوجة النفط السريعة وانفصال الجنوب ,ولكون السودان ليس أصيلا في صراعات الشرق الأوسط , ولاستعداد ساستنا الفطري في الاستجابة وبأريحية لمطلوبات الأمريكان طوال الوقت

عموما يمكن ملاحظة إن الصحافة الأمريكية عموما تعاملت طوال الوقت مع قضية مصنع اليرموك باعتباره قضية إيرانية وليست سودانية

السيد( جوناثان شانزر )في مقاله الأخير على النيوربيليكا (هنا)قال ( لاخلافات حقيقية بين أمريكا وإسرائيل كما هو معلن بخصوص التدخل في إيران) والغريب أن يأتي هذا في سياق حديثه عن الغارة على مجمع اليرموك!

السيد جوناثان رجل المخابرات ألأمريكية السابق. لا اعتقد انه سابق جدا , فهو نائب الرئيس للأبحاث في معهد الدفاع عن الديمقراطيات, ووفقا لصحيفة النيوربليك هو خبير في شئون الإرهاب لوزارة الخزانة الأمريكية! المهم انه كشف في مقاله الاخير أن تلك وغيرها معلومات مستقاة من :-ألمعارضة السودانية !

ب/ومن مصادر اسرائلية كانت تشير وتؤكد منذ 1989 أن السودان كان دائما مركزا للنشاط الايرانى ,وان مسالة قيام إسرائيل بعمليات ضد إيران في السودان كان مفكرا بها منذ 1995 وذلك ردا على عمليات التفجير التي تمت ضد الكيان الصهيوني في الأرجنتين 1994

ترى من هي المعارضة السودانية التي قدمت لإسرائيل معلومات بهذه الأهمية؟ وماهو مستوى التغلغل الاسرائيلى فى المجتمع السوداني والذى يمكنهم من الوصول الى معلومات حول مستوى التغلغل والنفوذ الايراني فى ذات المجتمع

المؤسف فى رؤية امريكية مهمة مثل هذه هو أن ترى السودان مستبعد تماما , وبحجمه الحقيقي في لعبة الأمم هذه , مجرد تابع مستخدم , تدور الحروب على أرضه بالوكالة والمواطن المتضرر ليس بإمكانه أن يلجأ حتى للقضاء !

قبل أن تغرق معي في الحزن سيكون بإمكانك أن ترى هذا الكاتب مبسوطا وهو يشير إلى أن إسرائيل حين تجاوزت مخاوفها القديمة بخصوص العمليات الخارجية هاجمت السودان! ... ويمضى ليسرد تاريخ الهزيمة السودانية أمام الهجمات التي نفذتها إسرائيل في السودان ضد إيران !

ا/استهداف الأسلحة الإيرانية الموجهة لحماس في قطاع غزة. دمرت واحدة من تلك الهجمات قافلة من 17شاحنة بالقرب من الحدود المصرية

ب/ هجمتا 2011واستهدفت اخراهما سيارة تقل رجلين بالقرب من بورت سودان. وما ذكرته تقارير لرويترز عن "مصادر الاستخبارات الخارجية أن إسرائيل شنت غارة بطائرة من غير طيار على قافلة في جنوب الخرطوم في سبتمبر دمرت فيها ( 200) طن من الذخائر
موما ليس مستغربا أبدا أن تتسرب بعض المعلومات الإستراتيجية حول صناعة الأسلحة وجهود تطوير السلاح في مجتمع مفتوح مثل المجتمع السوداني , فالهمسات حول مصانع السلاح الرابضة تحت الأرض, كانت تتحول إلى حقائق ثابتة , كل الأشياء تصبح حقيقية عندما تذكر في التلفاز , ربما كان على الإنقاذ أن لا تقول شيئا عن مسالة حماية الدبابات الصينية من الضربة الذرية وتوجيهها بالليزر باعتبارها جهودا سودانية؟ ثم من سينسى تصريحات وزير الدفاع الحالي عن السودان باعتباره الثالث في افريقيا من حيث تصنيع السلاح

أين ذهبت هذه الأسلحة؟من الذي كان يشترى هذه الأسلحة ؟ هل كانت مبيعات السلاح السوداني تؤثر على ميزان المدفوعات بشكل ايجابي في اى مرحلة من المراحل؟

في مقاله يقول جوناثان شانزر (في وقت مبكر من عام 1998، عبرت هيومن رايتس ووتش أيضا عن قلقها لأن اليرموك يساهم فى تخزين الأسلحة الكيميائية للعراق) !

والحمد لله ان السودان لم يضرب وقتها بواسطة قوات التحالف الدولي. ناهيك عن تسريبات في الخارجية الأمريكية لسنة 2006 عن قدرة المصنع على تقديم مساهمة مادية لصواريخ وأسلحة الدمار الشامل وغيرها من برامج الأسلحة الأخرى

وفقا للصحافة الامريكية يبدو أن ثمة رسائل هنا ترغب إسرائيل والولايات المتحدة في يعثها للعالم اهمها :-ا

ان إسرائيل لن تكون بحاجة لإذن من الولايات المتحدة لشن هجوم على إيران أو اى جهة احرى , وان أنشطة الحرس الثوري الايرانى في السودان مرصودة

أن إسرائيل ليست قادرة على ضرب إيران فقط بل هي عازمة بدليل قدرتها على ضرب السودان الذي يخوض هذه الحرب بالوكالة كما قلنا وبدليل تصريحات نافذين في المخابرات ,والتماثل المشار اليه هنا متعلق بالمسافة التى يتعين على الطائرات الاسرائلية قطعها

الأمريكان علقوا على الغارة الاسرائلية على السودان باعتبارها لمحة تعبر عما قد يحدث حقا في يونيو القادم!! ضد المنشئات النووية الإيرانية

الصحافة الأمريكية لم تنس أن إسرائيل ستحتاج إلى طائرات تساوى في العدد 20 ضعفا للطائرات التي هاجمت السودان لتفعل المثل في إيران, وان وجود منشئات الأسلحة النووية في إيران في عمق منطقة الجبال يجعل مهمتها أصعب بكثير من مهمة مصنع اليرموك في قلب الإحياء السكنية بالخرطوم

عموما كشفت ازمة الهجوم على مجمع اليرموك الكثير حول طبيعة الصراعات القائمة داخل الانقاذ, آخر تجليات هذا الصراع هو مسرحية قوش والاصلاحيين , وهو مرتبط بشكل من الاشكال بهذه القضية , لكن  الاهم منها فى تقديرى هو انه وفى سياق الحروب بالوكالة كانت الانقاذ حاضرة فى غزة, وانتقمت حماس لتحقق بعض ماتم تربيطه فىى الخرطوم و وعود خالد مشعل التى بذلها للسودانيين فى مؤتمر الحركة الاسلامية الاخير (من اننا سننتقم لكم من اسرائيل)
ير ان احداث غزة ايضا فى تقديرى تخبر عن فشل عملية التحدى الصارم, وفشل مشروع الدرع الصاروخى الامريكى وربما يمثل هذا احد اسباب اعلان ايهود باراك رغبته فى اعتزال الحياة السياسية مؤخرا

 

 

1 comment:

  1. تحياتي اخي حليم..كيفك علك بخير..كعادتك تغوص في التاريخ لترفدنا بالحقائق.

    ReplyDelete