Thursday, October 25, 2012

تلك اللحمة



سيكون غدا عيد الأضحى، كنا نفرح كثيرا بحضوره ، تلك اللمة , والخروف , والأفطار المتأخر , وذلك الخروف احببته وكرهته , زمان لم يكن بامكاننا ان نحصل على عيدية فى هذا العيد, لان الخروف غال جدا, ولايمكنك ان تحصل على كل شىء فى آن , مع ذلك كنت دائما أتمنى لو أنى ركبته!، مشكلتي كانت أنى لم اجروء أبدا على الاقتراب منه، كنت أخاف منه كثيرا، يرعبني ثقاوءه، كنت فقط أقف بعيدا عنه،  حريصا أكثر من ألكل على إن يكون رباطه محكما


الخط الوهمي الذي ارسمه في خيالي كان دائما يحجزه عنى،و كان يجب أن يبقى هناك خلفه دائما

قال صوت لم اعرف من اين يأت :-

سيضحكون كثيرا حين يرون انفلاتات خوفك، تلك القفزات الصغيرة التي تند عنك كلما سمعت صوته، سيظنون أنك خائف فقط ، لن يعرف احد غيرك أنك كنت حزينا أيضا، مرتعبا من المصير الذي ينتظره، مقتنعا انه ينتظر الفرصة للهروب
منشغلا بالبحث فى المآلات وماقد يحدث لو انه استطاع ان يهرب حقا!
سيكون غدا عيد الأضحى، سيكون الخروف حاضرا الليلة و سأتمنى أن اركبه، وساكتفى بنظرات عينيه وسأرسم ذلك الخط الوهمي الذي اختبئ وراءه وخوفي

سنذهب الى صلاة العيد مبكرين ، عندما نعود سيحضر الجزار سكينا كبيرا ،سيمسك شحص ما بيدي المرتجفة وياخذنى إلي هناك، سيقترب بى كثيرا من ذلك الخط ا لوهمي في عقلي، سيمسك بالخروف، وسيبدأ بذكر كلمات هامسة قبل ان يشرع فى الذبح

ربما سيرعبنى منظر الخروف الملقى أمام أبى، لم اعد متأكدا الآن , فى النهاية لن يأبه أحد لتوسلاتي، كان ألكل مصرا على ذبح الخروف المسكين، بكيت كثيرا، دائما وفى كل عام ,وادعيت أنى فقط أريد أن اركبه قبل أن يموت

سخبرنى ابى , كما فعل دائما ( أن الخروف لا يمانع في قتله، أن الخروف يجب أن يموت ليستجيب لحكمة الله في خلقه)

ساعرف لاحقا( وحدى) أن سنة الحياة تقتضى أن نقدم بعض الاضحيات لنستمر، فى مسيرنا الابدى تلقاء المطلق قد نضطر الى فعل الكثير لننجو..., مايتوجب علينا ان نتخلى عنه, ,,,,شئوننا الصغيرة , ......ماقد يحدد وجودنا ...., تلك الخيول التى ندوس عليها , لحظة صدق  لا علاقة لها بجلافة الصراحة وهى تضل  , قصائدنا التى لم نكتبها بعد ,

ولم يقنعني منطق أن الخروف كان مؤمنا... لكن الخروف مات....، أتذكر الآن نظرته المتحدية، كان يمضى إلى المحرقة كشهيد اسطورى، لم يحاول أن يهرب أبدا كما ظننت، حدجنى فقط بنظرة مودعة، نظرة بقيت في داخلي، لم يمنعها ذلك الخط الذي رسمته بيننا في اعماقى

أتذكر وجهه رغم ذاكرتي التي تصارع الفناء،، وهواجس يركضن أمام عيني، أتذكره، ولحم كثير على المائدة، تلك اللحمه الشهية تحولت في يدي إلى وجه يربض خلف خطى الوهمي، عينان حيتان تستنجدان بى، وقتها ضحك أبى كثيرا من انفلاتات خوفي

حين هدأت،..... الآن وقد هدئت ...اجد طعم السلطة في حلقي لابأس به ، خط الدم الذي كان ينز من بين شفاه الحياة يصبح باهتا مع الوقت ،تماما مثل كل الخطوط التى رسمناها يوما فى دواخلنا

فى النهاية سيكون ذلك الخروف موجودا طوال الوقت , ربما هو قابع خلف خط ما, مختبئا خلف حرب من حروبنا ,او كابوس من كوابيسنا ,يضحك من غباء العالم الذي يقتل الخراف ، بينما تقتله هى بالكلسترول






No comments:

Post a Comment