Saturday, July 28, 2012

تعليقات حول قضايا الثوره3

لاشك ان مواقع التواصل الاجتماعى قد اضافت   زخما  الى مسالة الربيع العربى  الذى  تمخض فيه العرب فانجبوا  حزب مرسي فى مصر, وحزب  الغنوشى فى تونس, لكن الديمقراطية اصلحت من نفسها  عندما تجاوزت  الاسلاميين فى ليبيا والشاهد هو ان هناك قوى اكبر من تيار الاسلام السياسى فى المنطقة , قوى وطنية جديده  تتحرق شوقا للعب دور فى قيادة المنطقة ومستقبلها, ورغم انى من جيل الشباب ولكن لا اعتبر ابدا ان شباب  مواقع التواصل الاجتماعى مؤهلين للعب هذا الدور بعد, ليس فقط لكونهم  قابعين  فى غرفهم  ويتحركون من خلال  لوحة المفاتيح, ولكن لأن  من يرغب فى تغيير العالم عليه ان يقوم بهذا الدور فى العالم   الحقيقى , هناك قرب الناس المكتوين بجحيم العذابات اليومية   من  نقص الاموال  والطعام والحرية

ان اعداء الثورة من اعلام غير نزيه وفئات اجتماعية خاقدة هم الذين حملوا العرب  على تصور ان ربيعهم   من صنع شباب الفيس  ذوى البناطيل الواقعة  والشعر المنساب على اكتافهم , وكأن الثورة لعبه!, والواقع هو ان الثورة المصرية مثلا حدثت بفعل حراك جماهيرى  عمالى عارم , حركة كبرى   شلت قطاع النقل العام والسكة الحديد وقناة السويس والموانئ وكبرى المراكز الصناعية في البلاد وهى حالة احتجاجية تمتد جذورها القريبة الى  عامي2006 و2007 حين بدأت اضرابات غزل المحلة والتى شكلت انتصارا كبيرا للحركة العمالية فى مصر, وهى ملحمة تشرفت بأن كنت احد الشهود عليها

ان الخطوة التى قام بها بعض شباب ام  درمان مؤخرا من طواف على الاسر المحايدة  فى داخل المنازل واقناعهم  بضرورة الانضمام الى حركة الاحتجاجات العامة  التى تتنطم السودان هى خطوة مقدره باتجاه الالتحام الفعلى والاشتباك مع قضايا الناس لتجاوز حالة الخوف  الذى مافتئ يتكسر يوما بعد يوم هى خطوة اولى ومهمة لمن يرغب فى تبنى  واستلهام التجربة المصرية  فى الثورة,   اذ انه من المسيء جدا لثورة مصر اختزالها  فى  تلك التعليقات  البسيطة  للبرجوازية المصرية  وبعض المراهقين  على صفحة خالد سعيد , وفى المشرف عليها بكل هذا الانخفاض فى المستوى الفكرى الذى لايؤهله حقيقة لغير وظيفة فى  احدى الشركات الامريكية والتى ولاسباب غامضة  اصبحت وبكرم حاتمى تعين كل من يجيد الانجليزية  من شباب المنطقة

ان اكبر مشكلات  الحراك الثورى الحالى  فى السودان  هو عدم وجود  الوعى الكافى لمجموعة  تتقدم  الصفوف وفقا لنظرية  ثورية   تطرح وجهة نظر محددة فى قضية العدالة الاجتماعية, فكل الاحزاب والجماعات  لاحديث لها غير الديمقراطية ألليبرالية ,ومشكلة هذا الطرح انه سيعيد انتاج الازمة الاقتصادية بصورة مختلفة فقط, فالمطروح هو الليبرالية الجديدة  فى شقها الاقتصادى  الحالى  ولكن بايدى الثوار, حدث هذا فى مصر, وفى تونس وفى ليبيا,  وهو ماسيحدث فى السودان, ربما تعاد النظر فى مسالة الخصخصة ¸ولكنها ستستمر فى ظل الشفافية والديمقراطية,  ربما تعيد الثورة  مراجعة العقود مع الشركات العالمية فيما يتعلق بالبترول ومصادر الثروة   ولكن فى ظل نفس النظام الاقتصادى, ستحول الثورة الدستور الحالى  الى دستور حقيقى  فقط , قد تغيره  او تعيد صياغته ولكنها لن تضيف الكثير, ببساطة لأن الدستور الحالى به ضمانات ديمقراطية كافيه, هى فقط  حبر على ورق ولا تطبق , لكن السياسات ستكون هى هى   نظام رأسمالى  فى جوهره مهما قدم من  ترضيات  فئوية  لقوى الثورة
والحل هو فى امتلاك الوعى الكافى  لاستلهام تجربة  ثورية حقيقية

 أن الخيار هو بين تحول الثورة إلى ثورة إجتماعية شاملة أو عودة جزئية أو كلية للنظام القديم من خلال  استمرار نهج الثورة الحالي  المفتقد لأى تصور لقضية  البديل  الاقتصادى المرجو  لما بعد التحول  السياسي المرجو مايعنى ان بذور  ثورة مضادة تشكل نفسها  متاح منذ الآن

قلت سابقا ان النطرية الثورية ليست شيئا مطلوبا فى كل الاحوال , بدليل  ثورات الهامش والربيع العربى , وهذا ليس صحيحا, اذ لا  ثورة بلا نظرية تورية, لأن النظرية  الثورية ستحدد مستويات الانحياز الاجتماعي ودرجات الوعي, وهى التى ستقود فى النهاية الى الاجتثاث الكلي  للنطام القديم , وهذا الغياب للنظرية هو الذى ادى الى فشل ثورة ابريل فى كنس اثار مايو

ربما يكون الثوار اايضا بحاجة لاستلهام تجارب اخرى فى الثوره  تتجاوز  المطروح الآن  من تصنيفات  حول الهامش  والهبة الشبابية والسودان الجديد, وهى توصيفات ميزتها الوحيده هى فى كونها تتجاوز الاحزاب التقليدية  بشقيها العقائدى واحزاب الرأسمالية وشبه الاقطاع  المرتشية والتى  تمثل بالنسبة لى امتدادا للاستعمار  المصرى البريطانى

ففى عام2000  قامت الحكومة الاكوادورية  بأجراءات تقشفيه شبيهة بما  قامت به الانقاذ الآن, اذ خفضت قيمة العملة  وعومتها , وباعت القطاع العام وشردت  العاملين بالدولة ونهبت مواردها بما فى ذلك القروض الخارجية و بلغ معدل البطالة 80% ومعدل التضخم 60%، بينما انخفض معدل النمو إلى ـ7%. وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير هي قيام الرئيس بتفليس الخزانة عن طريق ربط العملة بالدولار، مما دفع حركة المزارعين ، بالتحالف مع عمال المدن، إلى احتلال البرلمان ومحاصرة قصر الرئاسة والإطاحة بالرئيس في يناير 2000، ثم تم تشكيل حكومة شعبية برئاسة ثلاثة أعضاء هم  رئيس اتحاد المزارعين   ومهنى  وأحد الضباط
يتبع......




2 comments:

  1. تابع يا اخي ... مهم جدا هذا المقال

    ReplyDelete
  2. سنتابع باذن الله
    شكرا لحضوركم
    مع التقدير

    ReplyDelete