Saturday, January 7, 2012

كلب ابنة الدكتور



بدا الدكتور حجاج منزعجا بعد ان تلقى مكالمة من طفلته تخبره   عن ضياع الكلب
الكلب الذي لايتجاوز طوله  عدة بوصات كان كلبا مدللا حقا, ومدربا أيضا, ويبدو انه يجيد الانجليزية, فهو يستجيب لك فورا إن أمرته بالجلوس بهذه اللغة ا و ان يتمرغ  على الأرض أو اى مصيبة  أخرى
اعترف أنى كرهت هذا الكلب جدا, ليس فقط لاني أعانى من حساسية  ضد وبر الحيوانات , ولكن أيضا لان الكلب كان مصرا على أن يكون صديقا لي بشكل ما, ما أن ألج إلى منزل الدكتور حجاج حتى يسارع بالقفز على  يتحسس ويلعق ويجر إطراف ملابسي ويحوم حول حذائي, ويتشمم  مناطقي
وهذا شىء مزعج جدا لرجل شبه متدين, تربى على أن الكلاب كائنات نجسة, تمنع حضور الملائكة
الدكتور حجاج الذي تعود أن يعتمد على في كل شيء باعتباري مدير أعماله خاطبني قائلا
ماذا سنفعل, هذا الكلب تعتبره ابنتي وكأنه أخوها
انفجرت ضاحكا   ثم قلت دون أن اعتذر
اعتقد  أن الكلب ثمين  وغال , حسنا أنا سأبلغ الشرطة ثم سننظر ماذا يفعلون
نسيت أمر الكلب وانشغلت باعمالى المتراكمة, سافر الدكتور حجاج إلى مكتبه في الصين, وكان منزله  لايكف عن السؤال  حول ما سأفعل, ازعجنى هذا كثيرا, فذهبت إلى متجر الكلاب  , كانت الفكرة أنى قد أجد كلبا يشبهه, فاشتريه للبنت على انه كلبها وقد عاد إليها, وان اشغلها بكلب أخر
قال لي صاحب محل الحيوانات الأليفة, لقد جاءني رجل وعرض على شراء كلب , وكنت متأكدا انه كلب ابنة الدكتور حجاج,هذا الرجل تأجر  انتيكات في مول المدينة, اذهب إليه وقد تتوصل معه إلى اتفاق
أخبرت الدكتور حجاج وأسرته عبر التلفون بجديد الأخبار حول الكلب, وفى الصباح فؤجئت ببناته الثلاث وزوجته  وهم يطلبون مرافقتي لاستلام الكلب
(أريد أن أحذركم, فالكلب مريض جدا, قال  الرجل صاحب محل الانتيكا, لقد رفض أن يأكل اى شىءم  منذ اشتريته من  احد  المارة على الطريق.) قال الرجل
بعد لحظات  حضر احد مساعدى الرجل, وهو يحمل الكلب الصغير, ما ان رأى الكلب صاحبته الصغيرة  حتى قفز على وجهها واطاح بها تماما ليسقطا سويا على الأرض, كان الكلب يمسح وجهها بلسانه في منظر غريب  ذكرنى بافلام الكرتون  فى طفولتى
ما ادهشنى أن الكلب قفز على أيضا, حاول أن يصل إلى وجهي لكنى منعته, ورغم ذلك فقد خيل لي وكأني أرى علامة امتنان على وجهه!
لظرف طارىء قرر الدكتور حجاج ان يذهب مرة اخرى بصحبة اسرته  الى الخارج , ووجدت نفسى فجأة قيما مسؤولا عن الكلب حتى عودة الرجل, ولكنه مات فجأة فى بلد الغربة , ولم يعد بامكانى مقابلة الطفلة او امها فقد عادوا الى السودان دون ان يعرجوا على  هنا , فاحتفظت بالكلب,  وانشغلت به ايضا, طعامه الخاص, نظافته الواجبة, موعد  نزهته, وكانت مشاعرى تجاهه مضطربة , فبين كره ومحبة كنت قد بدأت اتفهم جيدا  قول المرحوم حجاج عن كون هذا الكلب جزء من عائلته
حضر والد الدكتور حجاج ليهتم بامور تركته, وطلب ان يأخذ الكلب معه
فى ذلك اليوم, نظر لى الكلب  نظرة  غريبة, اقترب منى فلم امنعه كالعادة’ لعق وجهى فلم اشعر بالقرف, ثم اتجه تلقاء نافذة الشقة, والقى بنفسه منها بكل بساطة, الغريب اننا بعد ان تجاوزنا لحظة الصعق المفاجىء التى اصبتنا نزلنا عبر المصعد الى  اسفل العمارة  فلم نجد الكلب,ولم يلحظ اى احد غيرنا ان ثمة شىء قد سقط من الدور العاشر


No comments:

Post a Comment