Thursday, September 29, 2011

حول مصادرة الصحف بالسودان

اصدرت اليوم  مجموعة شبكة مدونون سودانيون بلا حدود بيانا تستنكر فيه قيام جهاز الامن والمخابرات السودانى بمصادرة صحيفة الجريدة السودانية

نص البيان

ما تم من اغلاق لصحيفة الجريدة السودانية و مصادرة ممتلكاتها مساء الثلاثاء 27 سبتمبر من قبل السلطات الامنية يعتبر مخالفة لكل النصوص و القوانيين السودانية و الدولية ويمثل ذلك استمراراٌ لسياسة التحجير علي صوت الرأي الاخر و تقييداٌ لحرية الصحافة .
شبكة مدونون سودانيون بلا حدود اذ تدين و تشجب هذا الفعل تحقيقاٌ و تنفيذاٌ للشعارات المعلنة من قبل السلطات المسئولة في حرية الاعلام و الصحافة.
و ان تتم الاجراءات وفق الجهات القانونية و المختصة
و علي ذلك نعلن كمدونيين سودانيين تضامننا الكامل مع صحيفة الجريدة و نتمني ان تري النور قريباٌ و نعيش في ظل صحافة حرة بلا قيود
________________________________________

اصداء
جدير بالذكر ان هذا  الاجراءكان قد وجداستنكارا واسعا من قبل الوسط الصحافى داخل وخارج السودان حيث توالت الادانات من قبل شبكة الصحافيين السودانيين والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان /آيفكس, والعديد من الصحف والمؤسسات الاعلامية
وكانت السلطات السودانية قامت بإلغاء تراخيص 6 صحف في شهر يوليو الماضي من بينهم( أجراس الحرية )  بحجة ان بعض ملاكها ينتمون الى دولة جنوب السودان وبالتالي اصبحوا أجانب وﻻ يحق لهم إصدارالصحف
الانتهاكات الواضحة لحرية الصحافة طالت عديد من الصحف (كالميدان) الناطقة بلسان الحزب الشيوعى والتى صودرت  لاكثر من  اربعة او خمس مرات  تقريبا خلال  اقل من شهر واحد, وقد شمل هذا الاجراء ايضا صحيفة الاحداث ) ضمن غيرها من الصحف المغضوب عليها

رأينا كما اوردناه على الفيس بوك
تعالوا ندين مصادرة الجريدة,ومسألة التضييق على الرأى الآخر عموما فى بلدنا الحبيبة ,التضييق على الصحافة يعنى انتهاك لحرية التعبير التى تنص عليها كل المواثيق الدولية باعتبارها حق رئيس من حقوق الانسان,
مثل هذه التجاوزات المخجلة هى سبة فى جبين الوطن والحرية , وحتى فى اعتى الديكتاتوريات لم تعد الصحف تصادر,
هذه دعوة لاعمال القانون الذى ينص على ان المتضرر من النشر يلجأ للقضاء, دعوة من اجل الوطن الذى تسىء هذه الممارسات قطعا الى سمعته وسمعة ابناءه
الاعلان العالمى لحقوق الانسان المادة 19.تقول
•لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.
 

Saturday, September 24, 2011

الشباب السعودى ينشر الابتسامة


الحياة ليست بهذا التعقيد. على الاقل ليس بالنسبة للاخوة فى الخليج, فالفقر هناك يختلف  قليلا فى وطئته على المجتمع
ولكن العادات والتقاليد واللغة والهموم واحدة تقريبا, والانسان هو الانسان  هنا اوهنا ك او فى اى مكان
23سبتمبر  اليوم الوطنى للمملكة السعودية
اريد ان اقدم  تحية للشباب السعودى, الذى يقوم هذه الايام بحملة ترعاها احدى الشركات  لنشر الابتسامة!, اللزيز انو الشركة الممولة للحملة بتيع بطاطس محمرة للاطفال  هههههه, وواضح انها صرفت دم قلبها 
المهم
دى تحية   من شاب سودانى  لهم بمناسبة اليوم الوطنى للمملكة العربية السعودية,  امنياتنا لهذا الشعب  الكريم المضياف  بكل الخير والتقدم بعد مرور اكثر من ثمانين عاما على توحيد المملكة
واليكم القصة
بالامس كنت غارقا فى زحمة المرور  فى ساعة ذروة , الحقيقة انى اوشكت ان اترك  السيارة  فى وسط الطريق من شدة الانزعاج,  كادت سجائرى تنفذ, واعدت الاستماع الى  احد السيدهات  مرة اخرى كاملا والزحمة تجعل الغضب يتفاقم  وحر الخليج الذى لايرحم يجعلك  متحفزا, مستعدا لتبادل الشتائم الجميلة مع كل يتطوع بارسالها
فى تلك اللحظة  كان ثمة شاب يقترب منى  بثقة, شاب  صغير ووسيم  يحمل بعض الاوراق  ويضمها بيديه على صدره فى حرص ولكن المهم ان ابتسامة   كالسماء كانت تسبقه منطلقة من وجهه الجميل  باتجاهى مباشرة
فى البداية حسبت انه يرغب فى الهروب من الحر  قليلا معى  فيحصل على توصيلة  , لكنه مد لى يده باحدى الاوراق  فاذا هى حملة  ابتسم  المعروفة
( انظر فى وجه انسان عابس ومهموم وابتسم فانك تجعله يبتسم  تلقائيا) تقول الورقة
عندها فقط   ظبت نفسى متلبسا بالابتسام!,
(تذكر لحظات جميلة بينك واصدقاء اعزاء, زوجتك. اهلك) كلمات بسيطة  تقولها الورقة  وربما هذا مايجعلها تدخل الى القلب مباشرة,  ويبدو جهد الشباب فيها واضحا, والاخلاص ايضا بين وشديد الوضوح
(ابتسم لمن بجوارك فى المسجد)( وزع ملابسك القديمة  على المحتاجين)
الفكرة كما شرحها لى الشاب المحترم هى ان (الابتسامة  من شانها ان تصنع السلام بين الناس, وحين يتوفر السلام الاجتماعى فان هذا سيكون مدخلا جيدا لكثير من الخير  والانجازات لهذا المجتمع وفى مجالات كثيرة ومتعددة)
قلت وانا امد يدى بعلبة المناديل الى المجموعة التى  اهتمت بحوارى مع الشاب وتحلقت محيطة بنا فى وسط الطريق :- والله معقول , امنياتى لكم بالتوفيق, نحن نحتاج الى الابتسامة فى حياتنا, ونحنتاج ايضا ان نزرعها فى حيوات الاخرين
شكرا لكم
تقدم الطريق بسرعة  ربع كيلومتر فى الساعة تقريبا ثم توقف, فقمت بلزق  الورقة على زجاج السيارة اثناء ذلك ,  وقلت  فى نفسى (يعنى علقها لعل احد الغاضبين يقرأها فتكون قد اسهمت مع الشباب فى نشر الابتسامة)ثم شغلت نفسى بتأمل كلماتها البسيطه  الخالية من التنطع  , وكنت ابتسم
عندما فتح الطريق بعد حوالى نصف ساعة من هذا الحوار  ووصلت الى منزلى , اكتشفت انى علقت الورقة على زجاج سيارتى  بطريقة خاطئة, فالكتابة لن يستطيع ان يقرأها الا انا عندما اكون داخل السيارة,
  وهذه المرة ضحكت

Sunday, September 18, 2011

المشهد السياسى فى السودان /حول الحركة الشعبية فى الشمال


بعد انفصال السودان  الذي كان متوقعا,  كنا نتوقع كمراقبين أن  ان تستمر الحركة الشعبية قطاع الشمال في ممارسة دورها السياسي  الذي بدا لي جديدا ومختلفا, فالحركة الشعبية في الشمال  كانت هي الممثل الشرعي الوحيد للمهمشين في السودان, وهذا يعنى كل السودان تقريبا ماعدا النخبة في الأحزاب الفوقية   الموجودة بقياداتها الأزلية من شيوخ الطائفية وشبه الإقطاع المرتشين
كان بإمكان الحركة الشعبية أن تلعب دورا مهما في توحيد حركات الشرق والغرب  حول برنامج بديل للنهوض بالسودان
وكان بإمكانها أن تمثل الخطر الحقيق الوحيد ضد المؤتمر الوطني الحاكم, كان بإمكان صوت ياسر غرمان أن يرتفع ضد اى  محاولة  لتحجيمه كما حدث في صفقة الحركة إبان الانتخابات حين اجبره مكتبها السياسي على الانسحاب لصالح البشير, كان بإمكانها أن تقوم بذات الدور القوى في فرض صفقة الوطني /عقار حول ضرورة فوزه في الانتخابات الولائية مهما كانت النتيجة, كان بإمكان الحركة الشعبية اعتمادا على رصيد المصداقية والشعور العام بالسخط الكبير على سياسات الوطني أن تستغل قدراتها الحركية الكبيرة  في تأسيس خطاب سياسي اجتماعي   تنموي  يقود السودان نحو مرحلة جديدة في التطلع إلى مستقبل مختلف  وربما حتى مذدهر فمن يدرى!
كان بإمكان الحركة الشعبية أن تستفيد من تجربة الأحزاب الديمقراطية في العالم , حين تقوم بدعم وتمويل مؤسسات المجتمع المدني  في السودان , وإنشاء مؤسسات تكون عصبا في دعم منسوبيها  كما تشغل الأحزاب الأوربية نفسها حين تكون خارج السلطة, فتمد يدها إلى إفريقيا  ودول العالم الثالث الأمر فتعيد تمثل هذا الواقع فى بلد يحتاجه بكل المقاييس
كان بإمكانها على الأقل أن تستغل صلتها بالشارع  في تقديم صورتها الحقيقة كحامل لهم التجربة  والوطن والقضية, تماما كما فعل الإخوان المسلمين في مصر طوال فترة مبارك, حيث أقاموا بناء عاليا من المصداقية والثقة في غيبة جميع  الأحزاب الأخرى فكانت النتيجة إنهم رغم قوة التيار العلماني هناك يظلون الأقرب لنبض الجماهير  والأكثر اقترابا من من الاشكالت الحقيقة للمصريين
لكن الحركة الشعبية اختارت طريقا آخر, لقد غرقت في تفاصيل  سلطوية  لاتهم أحدا إلا بعض قادتها, ربما  ظن هئولا أن بإمكان الوطني أن يتفهم  حالة التمرد  التي أثيرت في النيل الأزرق باعتبارها غضبة سريعة لرجل قوى سرعان ماستنقشع عن تسوية ما, تسوية سريعة يبقى بعدها الوضع كما هو عليه! وعلى الشعب أن المتضرر أن يلجأ لله
الشعب السوداني هو المتضرر الوحيد من غباء قياداته في الحركة الشعبية, فالحركة الشعبية كان لديها من المقدرات مايتيح لها قراءة الوضع بعد الانفصال,  الحرب  ليست هي الحل, فلا الأرض  ولا المحيط الاقليمى  ولا اللحظة  تسمح باللجوء إلى هذا الخيار, على الأقل ليس ألان, ولذلك استغرب متسائلا  الم يكن في المكتب السياسي لهذه الحركة استراتيجي رشيد؟
, ما كان متاحا الآن   وبشكل منطقي  هو أن    تعمل الحركة كحزب طبيعي  , وان تلتزم  باستحقاقات اتفاقية السلام في تسريح قواتها  وإعادة دمجها,  لكنها بدلا من ذلك أثارت الحرب, وأعادت  إنتاج الأزمة السياسية اللبنانية برمتها  حيث يصر حزب الله في لبنان على إبقاء قواته المسلحة كدولة داخل الدولة اللبنانية رغم انف  ديمقراطية  الحرب والمحاصصة الطائفية الهزيلة في لبنان  الشبيه في هذه الحالة بالسودان
السؤال هو لماذا؟  وما المطلوب الان؟ لماذا نحن محكومين بهذه الحالة من الفشل الدائم في   الحياة السياسية السودانية؟ هل هي أزمة وطنية, هل خيارات الساسة  أم أنها أجندة سرية مرتبطة بنظرية المؤامرة العتيدة؟
 واعتقد ان المطلوب من الحركة الشعبية أن تعود إلى الحياة السياسية بأسرع وقت,  أن تبحث عن صفقة ما أو تسوية سريعة  تعيدها  إلى المشهد السياسي في السودان,  يجب أن تقرأ الحركة   خسائر الحزب الشيوعي  وتجربته التي تسبب فيها غيابه الطويل إبان فترة العمل السري , فقد فقد الحزب كوادره , وتحول  إلى مجرد تجمع صغير لمثقفين  كبار  لا  يشكلون اى خطورة  على اى جهة , أما الخطاب الذي  تنثره  في بياناتها  حول تجميع قوى الهامش لإسقاط النظام  فسيبقى مجرد خطاب للاستهلاك السياسي   كان يمكن استخدامه في مرحلة سابقة , أو ربما سيأتي في وقت لاحق بعد العودة
 ولكن من المؤكد في  النهاية أن  البعيد عن عين السياسة  سيبقى بعيدا عن قلبها أيضا

Saturday, September 17, 2011

البالتوك والوجه الاخر للصورة

مشكلة الحق انه ليس واضحا, قد نبحث عنه طوال العمر دون ان نوفق فى التعرف اليه, لماذا لايجوز ان ننكر على مجتهد فى مسائل الخلاف وفقا للقاعدة الشرعية الشهيرة, ببساطة لانه ربما كان محقا, نقول ربما لأن الخطأ هنا وراد وان تدين هو به!!! نحن طوال الوقت نظل نتمسك بافكار ونتخبط دائرين حول افكار , نكتشف -اوقد لا نفعل- فى وقت لاحق كم كنا سخفاء وقتذاك, لكن عظمة الإنسان فى تقديري هى فى قدرته على الاستمرار والاختيار والبحث عن الحق او تصوره له هذه المسيرة تلقاء الحق هى مصير انسانى, يأخذنا وفقا لاهل التصوف حتما عند لاعند وحيث لاحيث هى التى اخذتنى مرة الى البالتوك فى غرفة النصارى سارع الادمن المسؤول الى اصتيادى مستخدما أقدم الحيل حيث الاستفزاز هو سيد الموقف
أتحداك ! إن كنت حقا رجلا أن تمسك المايكروفون وتجيب على أسئلتنا حول الإسلام اسقط فى يدى تماما , ولم يكن بامكانى الا امسك بهذا الميكرفون اللعين, دون أنسى طبعا ان العن سنسفيل أم الانترنت والساعة التى جعلتني أتسكع فى هذه الحارة القصية بين مجاهله
مقدار السفاهة وحجم السفالة فى تناول شخص الرسول صلى الله عليه وسلم, وحقارة الطرح المقدم ومقدار الغوغائية فى طرح الأسئلة ادخلتنى فى حالة من الصدمة, ثم تذكرت انه ما أسهل ان تمتطى جوادا وتحمل سيفا تصول به وتجول من خلف الشاشة, فامتطيت وحملت
بدأت اولا ببعض الشتائم التقليدية فى تكفير الآخر , فردوا تحيتى باقبح منها, عندما أدركت عبثية الأمر هدئت الأمور قليلا , وبدئت بالاستماع الى أسئلة المشرف سودانى الجنسية والذى يعتبره مسيحيى مصر بطلا اسطوريا فى زلزلة ايمان ( احبتنا المسلمين) كما يرددون
هل الملائكة قادرة على إخفاء شىء عن الله؟ طيب لماذا يقول القرآن انها اعترضت على خلق أدم؟ ( الم اقل لكم انى اعلم غيب السموات والارض واعلم ماتبدون وماكنتم تكتمون)؟ ما الذى كتمته الملائكة عن الله كم كان عمر رسولك حين تزوج عائشة, متى دخل بها؟ لماذا طمع فى زوجة ابنه زيد؟
وجدت نفسي فجأة محاطا بعشرات الشبهات التي ماكنت لافكر فيها اصلا, ولكني أدركت ان هناك وجوه أخرى للحقيقة, فنحن نعيش والمسيحي نفى اخاء ومودة وربما لدينا اصدقاء منهم لايهمنا ان كانوا متدينين او علمانيين, طالما ان التعايش الحر الخلاق الذى ندعو اليه قائم بيننا , فى النهاية لكم دينكم ولى دين
الوجه الاخرللصورة ان هناك حرب دائرة بين مجموعة من الدعاة الإسلاميين والمنصرين , صورة بدت لى وكأنها مقتطعة من سياق لا علاقة له بتصوراتي ومفاهيمي حول طبيعة افترضها ابتداء لهذه العلاقة وطبيعتها بين فئتينا, ومع ذلك قادرة على ان تبين مقدار هشاشة خيط العنكبوت الذى يفصل بين قيم كثيره فى حياتنا, ليس اقلها التسامح والتطرف , قيم كالعقل والجنون, ذات القيم التى تجعلنا نعرف مقدار هشاشة وغباء ليس فقط مجتمعاتنا ولكن مجمل تجربتنا الانسانية.
 ثم ياللعنة هائنذا اكتشف شيئا
فى النهاية ا حسست وكأننى وقعت بين سندات التطرف الاسلامى ورحى التطرف المسيحى وعلى ان ادافع عن الاسلام , هكذا مرة واحدة!!!! بصراحة لا السيد جوجول ولا معرفتى بالاسلام الذى تربيت عليه منذ نعومة اظافرى اسعفتنى فى الخروج من هذه التجربة بكرامتى,
 فى الحقيقة ان افتقاد التخصص والصدمة التى كنت اعانى اثارها ومازلت جعلت المشرف المسيحى يسحلنى تماما وكدت ان اخرج مهزوما لولا كلمة واحدة القى بها بين ثنايا الكلمات
الهنا المسيح!
هل المسيح اله؟ سالت مستغربا
طبعا هو الاله الذى تجسد فى الانسان , (او شىء مثل هذا على ما اذكر)
ومن اين اتيت بهذا الكلام؟قلت مواصلا اسئلتى
ههههههههههههه, انا احى شجاعتك , الحقيقة ان المسلمين احبتنا يتميزوا بجهل غريب
تهورت هذه المرة قائلا /اتحداك اذن فى مناظرة تثبت فيها ان المسيح اله
وانا قبلت التحدى
بعد ثلاثة ايام, عكفت فيها على قراءة كل ماحصلت عليه من كتب ديدات, وحفظت فيها كل ماينفى الوهية المسيح من الاناجيل الاربعة, وشعرت بأنى تقريبا جاهز
ما لم اعرفه حقا هو ما اذا كنت اريد ان انتصر لنفسى واثأر لهزيمتى السابقة ام اننى كنت حقا مهتما باظهار الحق وممارسة عمل دعوى ما!
على الجانب الاخر اخبرنى المسيحيون ان ما لايقل عن خمسة عشر الف مستمعا سيتابعون هذه المناظرة, كان واضحا ان الاخوة المسيحيين يظنون ان امكانياتى كمناظر ضعيفة ومن السهل هزيمتى كما حدث فى المرة السابقة, كان هذا واضحا حتى فى صيغة الاعلان المنشور(ةانتم مدعوون لحضور مناظرة بين ..... الذى زلزل ايمان المسلمين وهدم الاسلام فى قلوب متبعيه وبين ....... (اللى هو انا) الذى تحدى الناموس وانكر الوهية مخلصنا يسوع )
فوجىء الجميع بمقدار استعدادى, النصوص التى استدل بها كنت انزلها مباشرة عبر برنامج اسعفنى به صديق من لبنان,
  المشكلة كانت فى ان كل نص من النصوص يخضع فى تفسيره الى خلفية او وجهة نظر مختلفة وفقا لما طرحت كان المسيح ياكل ويشرب ويرتاح ويصلى ويتحدث مع الله باعتباره الاله الحقيقى وحدة, فيما يشبه قولنا لا اله الا الله, واحاديث اخرى يطلب فيها العون من الله فيما يشبه قولنا اللهم انا لانسالك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه, وهو طبعا مولود من امرأة
بينما يصر الاخ المسيحى على مناقضة كل نص بنص اخر, من عينة ان المسيح قال انه هو البداية والنهاية والالف والياء والكثير من النصوص الشبيهة
بعد مايزيد على ساعة كانت النتيجة هى قناعتى التامة بان التدين المسيحى هو فى النهاية عقيدة لايهم المؤمن بها مدى صمودها امام منطقك الشخصى او منطلقات العلم ومنهجياته,
تماما كما هو التدين الاسلامى بالنسبة لغير المؤمن به سيراه وفقا لمنطقه الشخصى وتصوراته حول الحق, الحق الذى اراد الله ان يجعله غامضا لنظل نبحث عنه طوال العمر
وقد يتبع هذا المقال محاولة لملامسة الذاتى والموضوعى فى هذه التجربة التى افادتنى كثيرا رغم غرابتها