Wednesday, January 26, 2011

مبروك تونس وشكرا للبوعزيزى

الدرس الذى يعلمنا له الشعب التونسى هو ان ان الطغاة مهما تجبروا فان مصيرهم هو مزبلة التاريخ، ولا بواكى لهم, .وان الشعوب مهما صبرت فان لصبرها حدودا, لقد تغير العالم كله. نحن الان فى زمن العولمة والديقراطية، زمن الاحتفاء بالذات الانسانيه المتحرره ,اللهم الا السعى الى التحقق, لقد سقطت الان كل المفاهيم والانساق واليقينيات الكبرى . فالانتماء والتقاليد والقومية والطليعة الرائدة كلها مفاهيم يتم اعادة تشكيلها وفقا لمعطيات العصر. اليقين الوحيد الحقيقى القابل للاستهلاك هو الحرية
شكرا لتونس التى بصقت فى وجه العالم القذر المتواطىء مع الديكتاتورية, تونس التى خرجت على لتؤكد لنا مقولة قديمة ان ليس بالخبز وحده يحيا الانسان, لان الانسان هو سعى دائم للتحقق بالكرامة والحرية والخيارات الواعية
ويبدو ان العالم كان بحاجة الى البوعزيزى هذا الشاب الذى احرق نفسه لييجعلنا نتذكر هذه البديهيات, .هى ذات الرسالة التى اكدها الشاب السودانى الذى احرق نفسه فى وسط السوق الشعبى . وهاهى تتكرر مع الشاب المصرى فى الاسكندرية ووالبقية الذين قرأنا عنهم فى الجزائر واليمن واجزاء اخرى من العالم.لقد انتحروا نعم لكنهم شهداء . انتج انتحارهم ثورة ووهجا من الوعى, الانتحار نفسه هو حالة وعى عالية بالذات,رغبة ملحة فى ارسال رسالة وتقديم فكرة تشبه تماما فكرة نفى الذات الصوفية العميقة
الشعب التونسى يعيد الى ذاكرتى بطولة الشعب السودانى العظيم . الشعب السودانى ايضا اطاح بدكتاتوريتين . ديكتاتورية الرئيس ابراهيم عبود فى ثورة 1964, ثم دكتاورية جعفر محمد نميرى فى السادس من ابريل1985, الشعب السودانى هو الذى ابتكر سلاح العصيان المدنى , وهو سلاح فتاك يعرى الاتظمة ويكشفها ويجعلها مكشوفة الظهر وسرعان ماتتساقط كاوراق الاشجار فى الخريف
ترى هل كان الاخوة المصريون فى حركة 6ابريل يستلهمون تجربتنا مع نميرى حين اطلقوا هذا الاسم على ثورتهم؟
و لاضير, فقد استلهم البطل على عبد اللطيف ثورة 1924 من تورة 1919 المصرية الشهيرة بقيادة سعدزغلول والثورة العرابية ايضا قامت متأثرة بالثورة المهدية فى السودان ويحدثنا التاريخ عن كثير من الروابط والعلاقات بين الثورتين, حتى قيل ان المهدى كان حين فتح الخرطوم راغبا فى القبض على غردون باشا حيا لمقايضته بالزعيم عرابى الذى كان اسيرا فى ذلك الوقت
شكرا لثورة تونس التىى تجبر طغاة العالم ان يتذكروا غضبة الشعوب ومعطيات الزمن.وعلى طاغوتنا البشير ودهاقنة المؤتمر الوطنى ان يبلوا رؤسهم لان من يفرطون فى وحدة اوطانهم من اجل مصالحهم الضيقة سيكون عليهم ان يتوقعوا عقابا شديدا وغضبا سيأتى
لامحالة
شكرا للبوعزيزى وهو يذكرنا مسؤولياتنا كمثقفين تجاه شعوبنا , المسؤوليةالتى تجعلنا نطالب بضرورة اسقاط البشير وطغمته الفاشية التى فرطت فى وحدة السودان , واستباحت حرماته وثروته , وشنت على اهله الطيببن حروبا مارسوا فيها اسوأ انواع التطهير العرقى لتفرض ثقافة عروبية اسلاميه متوهمة لم تنتج سوى ملايين القتلى والمشردين فى انحاء العالم.
_________________

4 comments:

  1. اخي العزيز اسامه

    اولا حمدلله على السلامه

    ثانيا البوعزيزي الله يرحمه تأثيره وصل الينا في مصر

    الان تقوم مظاهرات كثيره في مصر لتغيير البلد

    ومظاهرات جديه وليست فورة حماس وعاطفه زائده عن الحاجه

    الحمد لله ..

    وياريت ما تغيبش علينا كتير كده يااسامه

    تحياتي

    ReplyDelete
  2. This comment has been removed by the author.

    ReplyDelete
  3. Hello, osama!
    I loved your posting! a great work! congratulations!!!

    LA REVOLUTION DU JASMIN!!!

    TUNISIA FOREVER

    ReplyDelete
  4. الحبيب أسامة؛ صباح الخير والحرية ؛ أنا سعيد بعودتك؛

    حقيقة انت سردت ذكريات بطولية خالدة للشعب السوداني تجعلنا نفتخر وننفط غبار الإحباط الذي احتوانا اذاء تكرار تلك الأمجاد،وهو مما يُحمد لذاكرتك الرحيبة.

    والحديث عن الشاب الملهم البوعزيزي لا يمل، فهذا الشعلة المتأنسنة المتوهجة قد مات فأضاء سماوات كانت مظلمة وملبدة بسحائب الديكتاتورية والخوف والجوع والمرض.وهاهو للآن يتوهج في مصر ويكاد بريقه يلمع في السودان؛وسيلمع.

    ReplyDelete